فيلم “الممر”.. هل يعد محاولة لتبرير محنة النكسة في 1967؟

قصة وأبطال فيلم الممر مزيج من الواقع والخيال.. كما أنه ليس فيلماً عن نكسة 67 وإن كان ينطلق منها

“لم تكن نكسة ولا حرباً بقوانينها المباغتة، والهجوم المفاجئ كان الأساس” بهذه الكلمات وصف المخرج شريف عرفة فيلم الممر، وشاركه في ذلك الكاتب أمير طعيمة.

تبرير المحنة
  • لعل العبارة السابقة من الفيلم كانت محاولة لتبرير المحنة التي أصابت المصريين عام 1967، حسب الناقدة أمل الجمل التي تقول إنه لا يتطرق لأسباب الوضع العسكري والأمني الذي قاد للنكسة.
  • يتجاهل شريف عرفة المحاكمات التي تمت للمسؤولين عن الهزيمة آنذاك، ويتغاضى عن ذكر أي شيء مما كتبه المؤرخون والمحللون السياسيون عن المشير عامر، وكأنه لم يرغب في فتح باب الإدانة.
سخرية الشارع من قادته

تُشكل نقطة الانطلاق واحدة من نقاط الذروة بالفيلم، حيث مجموعة من الجنود والقادة يمارسون بعض تفاصيل حياتهم بالمعسكرات، ثم ينهال عليهم ضرب نيراني مفاجئ كالمطر مُخلفا قتلى، شهداء يرون الصحراء بدمائهم، وأسرى تُساء معاملتهم وتُنتهك حقوقهم.

قصة وأبطال فيلم الممر مزيج من الواقع والخيال، كما أنه ليس فيلماً عن نكسة 67 وإن كان ينطلق منها. السيناريست يتخذ من الهزيمة تمهيدا دراميا لما سيأتي من بطولات.

يبقى مشهد التعبير عن رد فعل الشارع والمواطنين وسخريتهم في السنترال من القادة واحداً من أجمل مشاهد فيلم الممر.

هنا القائد نور يحاول الاتصال بأفراد كتيبته لكن الموظف بالسنترال يعامله بجفاء وبشيء من التحقير المتواري، ثم يتركه منتظرا عدة ساعات.  وعندما يحتج نور متسائلاً يرد الموظف عليه في سخرية “معندكش خبر.. مش الخطوط كلها انسحبت”، فيضحك في هستيريا مبالغ فيها جميع مَنْ في السنترال، وكذلك رد فعل البطل إزاء السخرية، وقيامه بالتحطيم وتكسير المقاهي في السنترال.

إياد نصار.. الجندي الإسرائيلي
  • في أغلب أدواره يُقدم الفنان إياد نصار شيئاً جديداً محاولاً تغيير وتلوين أدائه، يُفيده في ذلك اختياره للأدوار المكتوبة بشكل جيد.
  • هنا في “الممر” يُجسّد بإتقان ومهارة نفسية وتعبيرية دور القائد الإسرائيلي الذي يُمارس ضغوطا لا إنسانية على الأسرى المصريين الذي يتعرضون على يديه لأقصى أنواع التعذيب، وذلك للاعتراف بمعلومات عن الجيش المصري.
  • الشخصية التي قام بها إياد نصار تشي بحقيقة واضحة، أنه عندما كتب شريف عرفة تصوره لشخصية أحد قادة العدو وضع فيها كل ما يستطيعه دون وجود رقيب ذاتي أو غير ذاتي، بينما مع الشخصيات المصرية بدا واضحا أنه يُريدها نقية خالية من نقاط الضعف.
نمطية وغياب للبناء التحتي
  • يخلط الفيلم أوراقا عديدة ببعضها البعض، مثل قضية تهجير أهالي النوبة بسبب بحيرة ناصر، ونقمة أهلها وحياتهم السيئة بعد أن سُلبوا منازلهم في مشهد مُخلٍّ وظالم.
  • يكتفي الفيلم بلقطات فلاش باك تكاد تكون مكررة وتعبر عن شخصيات واحدة نمطية في تفكيرها، فالشخصية التي يقدمها محمد الشرنوبي ضمن لقطات الفلاش باك مع حبيبته؛ نجده في بعضها بعد الهزيمة يطلب منها الانفصال لأنه لا يعرف مصيره في الحرب فقد يموت.
  • القائد نور يكرر الكلمات نفسها، وكأن المؤلف لم ينتبه للفروق النفسية والحالة الاجتماعية بين الاثنين، فإذا كان الأول لا يزال مشروع خطوبة وحالة حب، فالثاني متزوج ولديه ابن، وتفكيره يشي دراميا بهروبه من المسؤولية أكثر من أي شيء آخر.
هجوم لاذع ومديح كبير
  • رغم المآخذ السابقة إلا أن الجمهور من الشباب كان يتجاوب مع كثير من مشاهد الفيلم في دور العرض السينمائية، فترتفع الأيدي بالتصفيق الحماسي عدة مرات، مما يشي بوجود أحاسيس دفينة، تؤكد أنه لا يزال الأسى يقبع في الصدور من جراء تلك الهزيمة التي سجلت وقائعها على مدار ستة أيام فقط بدأتها يوم 5 يونيو/حزيران 1967.

لمتابعة النقد كاملاً اضغط هنا

المصدر : الجزيرة مباشر