فورين بوليسي: ترمب يصنع أعداء جددا لأمريكا كما فعل بوش الابن

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب

قال تقرير لمجلة فورين بوليسي إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تسير على نفس طريق الرئيس الأسبق جورج بوش الابن من خلال خلق المزيد من الأعداء لها.

وأضاف تقرير المجلة الأمريكية أن هذا ظهر في تصنيف الحرس الثوري الإيراني وجماعة الإخوان المسلمين كمنظمتين إرهابيتين.
وقالت المجلة في تقرير لمراسلها السابق في العراق مايكل هيرش إن سلسلة من الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق في عهد بوش الابن هي التي أدت إلى ظهور تنظيم الدولة بزعامة أبو بكر البغدادي ودخول الولايات المتحدة في حروب لا تنتهي. 

التفاصيل:
  • تعرض البغدادي للاعتقال على يد القوات الأمريكية في العراق منذ أكثر من 15 عاما، في أوائل عام 2004.
  • كانت المواجهة المسلحة للجيش الأمريكي في العراق في ذلك الوقت على أشدها. 
  • كان الجنرال راي أوديرنو، هو الذي يقود العمليات العسكرية الأمريكية في مدينة سامراء مسقط رأس البغدادي.
  • مثل معظم القادة الأمريكيين في ذلك الوقت، لم يكن أوديرنو يفهم الكثير عن أساليب كسب القلوب والعقول، لذلك فقد سمح لوحداته باحتجاز كل شخص يبدو مريبا بالنسبة لهم، وهو ما كان يعني عمليا احتجاز أي رجل عراقي أقل من 65 عاما أو نحو ذلك.
  • أدى هذا إلى اعتقال كثيرين ممن ليس لهم علاقة بالمقاومة المسلحة لوجود الجيش الأمريكي في العراق.
  • الملازم أول بن توملينسون، قائد سرية عسكرية، قال إنه عادة ما يقوم باعتقال جميع الرجال في سن الخدمة العسكرية.
  • في إحدى الغارات اقتحمت القوات الأمريكية في وقت متأخر بعد منتصف الليل منزل أحد الأشخاص واحتجزت أبناءه وتعاملت معهم بوحشية رغم أنه كان من الواضح أنه لا علاقة لهم بالعمل المسلح. 
  • الكثير من المحتجزين كان ينتهي المطاف بهم في سجن أبو غريب أو مراكز الاحتجاز الأخرى مثل سجن معسكر بوكا. 
  • أغلب هؤلاء كان يطلق سراحهم في النهاية، لكن كثيرين منهم كانوا يخرجون محملين بالغضب والكراهية للقوات الأمريكية المحتلة.
  • كانت القاعدة غير المعلنة التي تسير عليها القوات الأمريكية في العراق بعد الغزو عام 2003 هي أن كل العراقيين مذنبون حتى تثبت براءتهم. 
  • كانت الاعتقالات والضرب وأحيانا القتل كلها ممارسات تعسفية، وغالبا مبنية على معلومات واهية، في حين لم يكن أمام العراقيين سبيل للعدالة. 
  • من بين الآلاف المجهولين الذين أطلق سراحهم حينذاك أبو بكر البغدادي، الذي كان في ذلك الوقت داعية مبتدئا يُعرف باسم إبراهيم عوض إبراهيم البدري.
  • رغم أن البغدادي كان يبدو سلفيا متشددا في ذلك الحين فإنه لم يكن يقود أي حركة.
  • يقول تقرير صدر عن معهد بروكينغز عام 2015 حول معسكر بوكا إن المعتقلين إذا لم يكونوا “جهاديين عند وصولهم فالكثير منهم صاروا كذلك عند مغادرتهم، حيث كان يجري تداول البيانات الجهادية الراديكالية بحرية تحت أعين الأمريكيين الذين يراقبون لكنهم لا يفهمون ما يجري”.
  • ربما يكون البغدادي قد اعتقل فقط لأنه كان يزور صديقا على قائمة المطلوبين للجيش الأمريكي.
  • بحسب تقرير بروكينغز فقد أطلق سراح البغدادي من معسكر بوكا بعد 10 أشهر من الاعتقال، لكن يبدو أنه خرج ولديه طريقة للتواصل مع أنصاره، حيث كانوا قد كتبوا أرقام هواتفهم على ملابسهم الداخلية.
  • الآن بعد نحو 15 عاما أصبح البغدادي زعيما لتنظيم الدولة الإسلامية.
  • في مقطع الفيديو الذي أصدره البغدادي هذا الأسبوع، وهو الأول له منذ خمس سنوات، أعلن البغدادي أن تنظيمه دخل مرحلة جديدة، رغم أنه فقد الشهر الماضي آخر معاقله في العراق وسوريا، وهي قرية الباغوز شرق سوريا.
  • توعد البغدادي في مقطع الفيديو بخوض معركة طويلة ضد “الصليبيين” وأتباعهم.
  • خطاب البغدادي يشبه تماما خطاب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي جعل منه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بطلا عبر سياساته المبنية على سوء التقدير.
  • بعد عقدين من الزمان مازال خطاب بن لادن يهدد الولايات المتحدة، عبر تنظيم الدولة الذي يمثل النسخة الثانية من القاعدة، بسبب أسلوب تعامل إدارة بوش مع الإرهاب.
  • كان بوش قد قال في خطاب في سبتمبر/أيلول 2002 وهو يحشد لغزو العراق: “لا يمكنك أن تفرق بين القاعدة وصدام (حسين) عندما تتحدث عن الحرب على الإرهاب”.
  • هذا الحكم الكارثي كان السبب في الكثير مما حدث لاحقا من صعود أمثال أبو مصعب الزرقاوي وأبو بكر البغدادي، الذين اتجهوا للتطرف وصاروا قيادات في تنظيم القاعدة في العراق الذي تحول بعد ذلك إلى تنظيم الدولة الإسلامية، في حين أنه كان قبل ذلك بشهور قليلة، وبالتحديد في ديسمبر/كانون الأول 2001 كان هناك أسامة بن لادن وأيمن الظواهري فقط محاصرين مع أتباعهم في الجبال بين أفغانستان وباكستان. 
  • بدلا من إرسال قوات إلى أفغانستان للقضاء على القاعدة بدأت إدارة بوش في نقل الرجال والموارد على نطاق واسع إلى العراق، حيث لم تكن القاعدة موجودة أصلا هناك. 
ترمب على طريق جورج بوش الابن:
  • الآن ربما يرتكب ترمب العديد من الأخطاء نفسها التي ارتكبها بوش.
  • سارة ساندرز، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، قالت إن الإدارة الأمريكية تخطط لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية، بعد أسابيع من تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. 
  • هذا هو بالضبط نفس نوع التخبط الذي وضع إدارة بوش في مأزق.
  • لا علاقة للإخوان المسلمين ولا الحرس الثوري الإيراني بتنظيم الدولة. 
  • الكثير من المتطرفين مثل البغدادي يرفضون جماعة الإخوان ويعتبرونها مسالمة أكثر من اللازم.
  • بوش استغل تنظيم القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر للتغلب على تهديد العراق، كما قام في وقت لاحق بوضع حماس وحزب الله تحت تصنيف الإرهاب مع تنظيم القاعدة، تمامًا كما يفعل ترمب الآن.
  • بسبب هذه الأخطاء الأمريكية أصبحت الولايات المتحدة في حالة حرب أبدية، وهي حرب لا يبدو أن لها نهاية في الأفق القريب.
المصدر : الجزيرة مباشر + فورين بوليسي