فنزويلا بلد ملكات الجمال: نساء يبعن شعورهن تحت وطأة الفقر

جميلات فنزويلا يبعن شعورهن بسبب الأزمة الاقتصادية

غطت الفتاة فاليري دياز عينيها وحبست أنفاسها قبل أن تنظر في مرآة صالون شعر لترى نفسها بعد أن خسرت الكثير من شعرها الداكن الطويل الذي كان يحيط بوجهها.

ما القصة؟
  • الطالبة البالغة من العمر 16 عامًا حصلت على 100 دولار أمريكي مقابل خصلات شعرها الطويل، حيث ستستخدم هذا المال لمساعدة أسرتها وشراء هاتف محمول في وقت تشهد فيه فنزويلا حالة من التراجع الاقتصادي الحاد أدت إلى نقص الغذاء والدواء، كما أصبحت الرواتب لا قيمة لها تقريبا بسبب التضخم المفرط.
غطت الفتاة فاليري دياز عينيها وحبست أنفاسها قبل أن تقوم بقص خصلات شعرها (أ ب)
  • فاليري ليست وحدها التي باعت شعرها، فهناك عدد متزايد من النساء في الأحياء الفقيرة اللائي قمن ببيع خصلات شعرهن من أجل استخدامها في تصنيع الشعر المستعار بعدما أجبرتهن مطالب الحياة اليومية على التخلي عن هوس الاهتمام بأنفسهن في بلد معروف على الصعيد العالمي بتميزه في مسابقات الجمال، حيث فازت سبع فتيات من فنزويلا بلقب ملكة جمال الكون، كما فازت ست فتيات أخريات بلقب ملكة جمال العالم.
  • بعض النساء قلن إنهن يضطررن إلى غسل شعورهن بسائل غسل الأطباق لأنهن لا يملكن المال لشراء الشامبو الذي يزيد سعره عن الحد الأدنى للراتب الشهري، الذي أصبح يعادل الآن بضعة دولارات.
بعض النساء قلن إنهن يضطررن إلى غسل شعورهن بسائل غسل الأطباق (أ ب)
  • نساء أخريات تعلمن كيف يجعلن منتجات العناية الشخصية تدوم لفترة أطول، في ظل عدم وجود أي مؤشر على نهاية الأزمة الاقتصادية التي دفعت أكثر من 3 ملايين فنزويلي – أي نحو 10٪ من السكان – إلى مغادرة البلاد خلال السنوات الأخيرة.
  • حدقت دياز بصمت في المرآة وحاولت إظهار رد فعل إيجابيا بعدما فقدت خصلات شعرها الطويلة التي صاحبتها منذ أن كانت طفلة.
  • قالت دياز إنها تشعر الآن بأنها “خفيفة”، مشيرة إلى أنه قد بات من الصعب عليها الحفاظ على ذلك الشعر المتدفق كما كانت تفعل في الماضي.
هناك عدد متزايد من النساء في الأحياء الفقيرة اللائي قمن ببيع خصلات شعرهن (أ ب)
  • قالت دياز: “كانت هناك أوقات قد يمر فيها أسبوعان أو ثلاثة أسابيع من دون أن أغسل شعري” مشيرة إلى أزمة نقص المياه بشكل متكرر خلال الأسابيع الماضية، بسبب انقطاع الكهرباء في عموم البلاد ما تسبب في إغلاق مضخات المياه.
  • أما أمها ييني غوميز، وهي معلمة عمرها 43 عاما، فقد ضحكت وحاولت رفع روحها المعنوية وهي تشير إلى قصة شعرها الجديدة.
  • رغم تضحيتها بشعرها فقد قالت دياز إنها لا تزال تحاول شراء مستحضرات التجميل معتمدة على الأموال التي تجنيها من صنع وبيع الأساور.
  • لكن أمها قالت إنها لم تشتر أحمر شفاه أو أي مستحضرات تجميل أخرى منذ أكثر من عام لأنها تدخر أي أموال تكسبها من أجل الحصول على الطعام لها ولابنتيها.
  • قالت غوميز إن العناية بالجمال أصبحت مسألة ثانوية بالنسبة لمعظم الفنزويليين.
  • هذا ما أكدته أيضا كارمن ميرشاني، التي تعمل في تصفيف الشعر والبالغة من العمر 49 عاما.
  • قالت ميرشاني، التي قضت عقودا تعمل في هذه المهنة، إنها لم تشهد أوضاعا بهذا السوء من قبل، مشيرة إلى أنه بات عليها الآن أن تتكيف مع هذه الأوضاع للحفاظ على صالونها الواقع على أحد التلال شديدة الانحدار في منطقة كاتيا بالعاصمة كاراكاس.
  • أشارت ميرشاني إلى أنها بدأت قبل حوالي عام في إجراء صفقات مقايضة مع عميلاتها، حيث تحصل منهن على الطعام مقابل خدمات تصفيف الشعر وطلاء الأظافر والعناية بالجسم.
  • المتاجر المحلية التي تبيع منتجات التجميل اضطرت هي الأخرى للتكيف مع الأزمة الاقتصادية كي تتمكن من البقاء، حيث اختفت العلامات التجارية العالمية لمستحضرات التجميل من واجهات المتاجر، وحلّت محلها سلع أرخص من الصين، بالإضافة إلى منتجات محلية الصنع تستخدم العسل وغيرها من المكونات.
  • أما الفتاة فاليري دياز فقالت إنها مازالت تحلم بأن تصبح ملكة جمال فنزويلا ذات يوم، وأردفت تقول: “عندما ينمو شعري مرة أخرى!”.
عدد متزايد من النساء في الأحياء الفقيرة اللائي قمن ببيع خصلات شعرهن من أجل استخدامها في تصنيع الشعر المستعار
(أ ب)

 

أ ب
خلفيات:
  • تشهد فنزويلا توترا متصاعدا منذ 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، إثر إعلان زعيم المعارضة غوايدو، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، وإعلان الرئيس مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، متهما إياها بتدبير محاولة انقلاب ضده.
  • سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بالاعتراف بزعيم المعارضة رئيسا انتقاليا، وتبعته كل من كندا، ودول من أمريكا اللاتينية وأوربا.
  • بالمقابل أيدت كل من تركيا وروسيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو، الذي أدى اليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة من 6 سنوات.
  • انضمت دول أوربية كبرى للولايات المتحدة في دعم غوايدو لكنها أحجمت عن العقوبات النفطية والإجراءات المالية واسعة النطاق التي فرضتها واشنطن.
  • تقرب غوايدو لأفراد الجيش بوعود بالعفو والمعاملة القانونية الخاصة إذا تنصلوا من مادورو.
  • عززت واشنطن من احتمالات رفع العقوبات على ضباط كبار في جيش فنزويلا في حالة اعترافهم بغوايدو.
  • لكن مادورو ما زال يحظى بدعم القيادة العليا للجيش ويظهر حاليا بشكل روتيني في احتفالات مسجلة داخل قواعد عسكرية ووراءه ضباط يرددون شعارات مثل “أنصار على الدوام.. لا خونة”.
رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (يمين) وزعيم المعارضة خوان غوايدو

 

المصدر : أسوشيتد برس + الجزيرة مباشر