فض اعتصام القيادة العامة.. لهذا أغلقوا مكتب الجزيرة

قوات الأمن السودانية فضت اعتصام القيادة العامة بعنف مفرط

لم تمض سوى أيام قليلة على قرار إغلاق مكتب الجزيرة بالخرطوم وسحب تراخيص مراسليها، حتى قامت قوات الجيش والشرطة والدعم السريع بفض الاعتصام أمام مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة.

هذا الأمر دفع كثيرين للتأكيد على أن إغلاق مكتب الجزيرة كان خطوة تمهيدية لعملية الفض، في محاولة لتغييب الشهود ومنع الجزيرة من تغطية الانتهاكات المتوقعة أثناء العملية؛ لكن رهان المجلس لم ينجح في منع بث المئات من مقاطع الفيديو والصور التي وثقت ما حدث.

“إغلاق مكتب الجزيرة”
  • أواخر مايو/ أيار الماضي، قررت السلطات السودانية “إغلاق” مكتب شبكة الجزيرة القطريّة بالخرطوم.
  • القرار شمل أيضًا سحب تراخيص العمل لمراسلي وموظّفي شبكة الجزيرة.
  • يعد إغلاق مكتب الجزيرة سمة عامة لدى الأنظمة الاستبدادية منذ انطلاق قناة الجزيرة عام 1996.
  • تعرضت الجزيرة لإغلاق مكاتبها في عدد من الدول التي تشهد انتهاكات لحقوق الإنسان، في محاولة لمنعها من التغطية وتناول القضايا السياسية التي تعتبرها أنظمة الحكم في تلك البلدان حساسة.
  • سبق أن قامت السلطات المصرية بإغلاق مكتب الجزيرة في القاهرة بعد دقائق من الانقلاب العسكري الذي قادة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي وأطاح خلاله بالرئيس المعزول محمد مرسي.
  • أعقب إغلاق مكتب الجزيرة في القاهرة مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 1000 شخص من معارضي الانقلاب.
  • حذر نشطاء وسياسيون وإعلاميون من أن إغلاق مكتب الجزيرة في السودان قد يكون مقدمة لفض الاعتصام، وأن يكون المجلس العسكري السوداني يستلهم “التجربة المصرية” في فض الاعتصامات.

الثلاثي 
  • تشير تقارير سياسية وإعلامية إلى أن المجلس العسكري حصل بالفعل على ضوء أخضر ودعم من كل من مصر والسعودية والإمارات لتنفيذ عملية الفض.
  • أكد الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، أن قادة المجلس العسكري ذهبوا للخارج ليعطوا المعلومات ويأخذوا التعليمات من “ثلاثي الشر” الذي يقصد به مصر والسعودية والإمارات.
  • نقلت صحيفة العربي الجديد عن مصادر دبلوماسية سودانية في القاهرة، أن عملية فض الاعتصام جاءت “بعد تشاور وضوء أخضر خليجي من الإمارات والسعودية، ودعم مصري”. وأن “عسكريين سودانيين زاروا القاهرة أخيراً واطّلعوا على الخبرات المصرية في مسألة فضّ الاعتصامات ومواجهة تظاهرات المعارضين، استناداً إلى الخبرة المصرية في فض الاعتصامات الكبرى، كما حدث في عدد من الاعتصامات”.
تغييب باقي الشهود
  • لم يقتصر القمع الإعلامي الذي قام به المجلس العسكري السوداني على شبكة الجزيرة فقط، بل تعداه إلى إعلاميين ووسائل إعلام أخرى.
  • أفاد صحفيون ومراسلون أجانب في السودان بأن قوات الأمن لم تسمح لهم بتغطية التطورات الجارية بعد فض الاعتصام، ومنعت بعضهم حتى من مغادرة فنادقهم.
  • قالت مراسلة رويترز نادين عوض الله إن العديد من الصحفيين الموجودين الآن في الخرطوم أُبلغوا أن قوات الأمن تمنعهم من مغادرة الفنادق، وأشارت في تغريدة لها على صفحتها بتويتر إلى أنه تم احتجاز أحدهم لمدة قصيرة ثم أطلق سراحه فيما بعد.

  • أكد المراسل جيسون باتينكين أن القوات الحكومية منعت الصحفيين الأجانب من مغادرة الفندق أو حتى الذهاب إلى شرفات المبنى للنظر إلى الشوارع. وعلق في تغريدة على تويتر “من الصعب بالنسبة لي أن أرى ما يحدث في الخرطوم الآن”.
  • تعرضت الصحفية الفرنسية غينايل لونوار للاعتقال عندما كانت تغطي الأحداث في مدينة عطبرة مهد الثورة السودانية.
  • أبلغ بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن انقطاعات في الإنترنت، في محاولة على ما يبدو لمنع نقل الصور ومقاطع الفيديو التي توثق الانتهاكات التي شهدتها أحياء الخرطوم والمدن السودانية أثناء وبعد عملية الفض.
التغطية الإعلامية
  • إجراءات المجلس العسكري، والضوء الأخضر من الداعمين الإقليميين، وجد صداه في تغطية الإعلام السوداني الرسمي وكذلك الإعلام السعودي الإماراتي لمجزرة الفض.
  • تجمع الإعلاميين السودانيين أعلن تبرؤه “من كل ما يبث في القنوات والإذاعات السودانية” بسبب قيام تلك القنوات والإذاعات ببث برامجها المعتادة دون إفساح أي تغطية لأحداث الفض.
  • انحاز الإعلام السعودي الإماراتي بشكل واضح للسلطات السودانية في تغطيته للأحداث.
  • حاولت قناة العربية السعودية تجهيل الطرف المسؤول عن قتل المعتصمين وإحراق خيامهم.

  • استضافت قناة العربية محللين أيدوا رواية السلطات السودانية حول وجود مسلحين مزعومين بمقر الاعتصام، في محاولة لتبرير عملية الفض. كما نقلت عن مصادر مجهولة روايات تؤيد المجلس العسكري.
  • اتهم نشطاء سودانيون وسائل الإعلام السعودية والإماراتية بتشويه المعتصمين.
  • في المقابل، فتحت قنوات شبكة الجزيرة ومنصاتها الإلكترونية تغطية متواصلة على مدار اليوم لتغطية الأحداث وبث صور مباشرة من داخل وخارج مقر الاعتصام وتوضيح الانتهاكات التي يتعرض لها المتظاهرون.
  • استعانت الجزيرة كذلك بالصور ومقاطع الفيديو التي صورها ناشطون ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي للأحداث.
  • ساهمت مواقع التواصل كذلك بنصيب وافر في دحض رواية المجلس العسكري وتوضيح الانتهاكات الجسيمة التي شابت عملية الفض.
  • لجأ المتحدث باسم المجلس العسكري للجزيرة في مداخلة هاتفية، وطلب منها توجيه الكاميرا لساحة الاعتصام، متناسيا قرار إغلاق مكتبها قبل الفض بأيام.

  • فشل المجلس العسكري في صناعة تقديم مقنعة لما جرى، وظهر هذا واضحا عندما قرر إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا عقده بعد الفض.
  • ظهر التخبط كذلك في قرارات المجلس وبياناته، فقد أعلن في البداية أنه لم يقم بالفض، ثم تراجع وأعلن أنه لن يسمح بالدخول مرة أخرى لمنطقة الاعتصام، ثم أعلن دعوته للمعارضة لاستمرار التفاوض خلال 48 ساعة، وأخيرا أعلن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان وقف المفاوضات والإعلان عن انتخابات خلال 9 أشهر.
المصدر : الجزيرة مباشر