فرانس برس: التطبيع مع إسرائيل يربك مواطنين في الخليج

الإمارات وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بمباركة أمريكية
الإمارات وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بمباركة أمريكية

كان الإعلان عن تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل” قنبلة دبلوماسية” أشاد بها حلفاء وهاجمها خصوم، لكنّها تركت مواطني الخليج في حيرة، ورأى فيها كثيرون انقلابا ضد القضية الفلسطينية.

وقال تقرير لوكالة “فرانس برس”من خلال كونها أول دولة خليجية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، تقدّم وسائل الإعلام المحلية، أبوظبي على أنّها “بطلة سلام” في منطقة تعصف بها الحروب والأزمات خصوصا في ظل العلاقات المتوترة مع الجارة إيران.
يقول شاب إماراتي يعمل في مجال التسويق “أنا أستعد لعطلة في تل أبيب بالفعل” وأضاف” إلى متى سنعيش في صراع؟ لدى العالم ما يكفيه من المشاكل.. دعونا نصنع بعض السلام”.
وبموجب الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تعهّدت إسرائيل بتعليق خططها لضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكّد أن الخطوة لا تعني أن إسرائيل ستتخلى عن خططها هذه.
وفي الدول الخمس الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، السعودية وقطر والبحرين والكويت وعمان، لا يزال يرفض كثير من السكان إقامة علاقات مع إسرائيل.

الأنظار تتجه إلى السعودية

بعد إعلان الخميس، تحولت الأنظار إلى السعودية، القوة العربية الاقليمية وحليفة الإمارات التي تقرّبت بهدوء من إسرائيل في السنوات الأخيرة، لكن الرياض التزمت الصمت ولم تصدر أي تعليق على الخطوة.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تناقل العديد من المستخدمين في الخليج وسم “التطبيع خيانة”.
وكانت البحرين أول دولة في المنطقة ترحّب بالاتفاق الذي تم بوساطة الولايات المتحدة، حليفة دول الخليج، فيما أصدرت أحزاب معارضة بيانا مشتركا يرفض “أي تطبيع مع الكيان الصهيوني”.

تطبيع كامل للعلاقات بين الإمارات وإسرائيل برعاية الرئيس الأمريكي

وكانت المنامة استضافت العام الماضي صحفيين إسرائيليين وأجرى وزير خارجيتها مقابلة مع وسيلة إعلام إسرائيلية لأول مرة، ما شجع محللين على القول بأن المملكة الصغيرة، تتجه لفتح قناة اتصال مع إسرائيل.
قال بحريني رفض ذكر اسمه “إنّها خيانة، طعنة في ظهر الإخوة الفلسطينيين” وأوضح لسوء الحظ، لن أتمكن من فعل أي شيء غير الاحتجاج على وسائل التواصل بسبب الظرف الأمني” في إشارة تعامل السلطات المتشدد مع أي احتجاجات.
وقالت مدّرسة في المنامة “أرفض بشدة اي نوع من التطبيع” داعية الى “وقفة حاسمة وتحرك شعبي ورسمي خليجي وعربي لاعادة القضية الفلسطينية لمسارها الصحيح”.

مستقبل العلاقات   

 وإلى جانب البحرين، رحّبت عمان التي استقبلت نتنياهو في أكتوبر/  تشرين الأول عام 2018 بالاتفاق، بينما لا تزال قطر والكويت والسعودية تلتزم الصمت.
قال طالب قطري “لا أعتقد أن إسرائيل دولة حقيقية”، مضيفا أن الفلسطينيين “يقاتلون من أجل أرضهم بالحجارة ضد الدبابات”. 
وفي الكويت، حيث يتمتع البرلمان بصلاحيات واسعة وتوجد حياة سياسية،قال ابراهيم شهاب وهو موظف متقاعد “لا أجد مشكلة في التطبيع لأنه قائم سرا ولكل دولة مصالحها وسياساتها لكن في الوقت ذاته التطبيع غير طبيعي”.
وأضاف “لا أعرف كيف سيكون مستقبل هذه العلاقات وما الفائدة من إقامة علاقات مع إسرائيل وما العائد منها على دول الخليج، ما يهمني هو ألا يقتل الإسرائيليون الشعب الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية”.
 

المصدر : مواقع فرنسية