غليان في سجون الاحتلال بعد استشهاد “عميد أسرى غزة”

أعلن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الاستنفار العام، عقب الإعلان عن استشهاد الأسير فارس بارود المعتقل منذ (28 عامًا)، والمعروف بلقب عميد أسرى قطاع غزة.

وأصيب بارود، أمس، بوعكة صحية داخل معتقل ريمون وتم نقله إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي، واستشهد عقب ذلك بساعات.

ونعى أحمد أبو حلبية عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، خلال فيديو مسجل لموقع “الجزيرة مباشر” استشهاد الأسير الفلسطيني فارس بارود، كما دعا كافة الدول العربية إلى تقديم كافة أشكال الدعم للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وتقدّم، صباح اليوم الخميس، محامي هيئة شؤون الاسرى والمحررين يوسف نصاصرة، بطلب لما تسمى بمحكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع لتشريح جثمان الشهيد بارود بمشاركة طبيب فلسطيني للوقوف على تفاصيل القتل الطبي المتعمد الذي تعرض له وأدى إلى استشهاده أمس.

وأوضحت الهيئة، أن المحامي نصاصرة تقدم بذات الطلب بتسليم جثمان الشهيد بارود فور الانتهاء من عملية التشريح، لنقله الى مسقط رأسه في قطاع غزة ليوارى الثرى بما يليق بمقامات الشهداء وتضحيات المناضلين العظام.

وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان، مساء أمس الأربعاء، إن الأسير بارود والمعتقل منذ عام 1991 تعرض لإهمال طبي متعمد على مدار سنوات اعتقاله تفاقم مع عزله الانفرادي لسنوات، حتى أُصيب بفيروس في الكبد خلال الأيام القليلة الماضية أدى إلى استشهاده.

استنفار عام وغليان:
  • نادي الأسير أوضح أن الأسرى أعلنوا الحداد العام وإغلاق كافة الأقسام بحيث يتوقف الأسرى عن القيام بالأمور الحياتية اليومية، منها رفض توزيع وجبات الطعام، والتوقف عن العمل في “المردوان”، وبقاء الأسرى في حالة استنفار كاملة استعداداً للمواجهة مع إدارة المعتقل، وكخطوة أولية قام الأسرى بالطرق على الأبواب والتكبير غضبًا على استشهاد رفيقهم الأسير بارود.
  • هيئة شؤون الأسرى والمحررين أوضحت أنه تم إغلاق معتقلي نفحة وريمون الإسرائيليين بالكامل، وذلك بعد وصول خبر استشهاد الأسير بارود إلى المعتقلين، حيث يقومون في هذه اللحظات بالتكبيرات في كل الاقسام، والتوتر والغضب يزداد ويتصاعد.
  • بارود هو أحد الأسرى القدامى والذين نكثت سلطات الاحتلال باتفاق الإفراج عنهم في إطار عملية المفاوضات 2013، إذ إنه معتقل منذ العام ومحكوم بالسجن المؤبد و(35) عامًا.
  • “شؤون الأسرى” قالت إن الأسير بارود من الحالات المرضية في سجون الاحتلال، حيث يعاني من وضع نفسي صعب، بالإضافة الى خضوعه نهاية العام 2018 لعملية استئصال جزء من الكبد، كانت نتاج إهمال طبي ممنهج ومتعمد.

  • رئيس نادي الأسير قدورة فارس، قال إنه باستشهاد بارود يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (٢١٨) شهيدًا منذ العام ١٩٦٧، منهم أكثر من (٦٠) أسيرًا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي.
  • “شؤون الأسرى” حمّلت إدارة سجن ريمون الإسرائيلي وحكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، والتي تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين.
  • نادي الأسير حذّر من ارتقاء المزيد من الشهداء بين صفوف الأسرى داخل معتقلات الاحتلال لاسيما مع استمرار حالة الصمت الدولية حيال ما يجري بحقهم من إجراءات تنكيل وتعذيب وإهمال طبي واستمرار سياسة العزل الانفرادي، عدا عن عمليات القمع والاعتداءات المتواصلة، والتي كان آخرها عملية القمع التي تعرض لها الأسرى في معتقل “عوفر”.

من هو عميد أسرى قطاع غزة:
  • الأسير الشهيد اسمه بالكامل فارس محمد احمد بارود (51 عامًا) من مخيم الشاطئ غرب غزة، معتقل منذ تاريخ 23/3/1991، حسبما ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
  • بارود اعتقل بتهمة قتل مستوطن وحكم عليه بالمؤبد، وعانى منذ سنوات من وضع نفسي خاص، ولم يقدم له الرعاية المطلوبة، عانى خلال سنوات اعتقاله من الإهمال الطبي، وكان يعاني من عدّة مشاكل صحية منها مشاكل في المعدة وربو.
  • بارود من عمداء الأسرى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو، وهو من الأسرى الذين كان من المفترض أن يتم الإفراج عنهم من الدفعة الرابعة للأسرى القدامى الذين تراجع الاحتلال عن الإفراج عنهم بعد تفاهمات 2013، لأسباب سياسية.

  • الأسير الشهيد كان قد تعرض للعزل الانفرادي لسنوات طويلة كان آخرها عزلًا لمدة أربع سنوات متواصلة بين العامين ٢٠١٢ و٢٠١٦، وفقدَ والدته خلال إضراب الأسرى عام 2017.
  • بارود أصيب بنزيف داخلي بتاريخ 18/11/2018، وتم نقله إلى مستشفى سوروكا مغمى عليه وخضع لمنظار، وتبين بأنه يعاني من إشكالية بشريان يغذي الكبد وتم استئصال هذا الشريان وجزء من الكبد.
  • الأسير الشهيد كان محرومًا من الزيارات منذ العام 2000، ومن أكثر المواقف المؤثرة المتداولة عنه أن والدته فقدت بصرها من كثرة البكاء عليه وحرمانها من رؤيته، ثم رحلت عن الحياة في العام 2017 دون أن تحتضن ابنها، ليجمع الآن بينها الموت.

يشار إلى أن المئات من الأسرى المرضى تحتجزهم سلطات الاحتلال في ظروف قاسية، منهم نحو (160) حالة مرضية مزمنة بحاجة إلى رعاية صحية مكثفة، ونحو (15) أسيرًا يقبعون في معتقل “عيادة الرملة” بشكل دائم نظرًا لخطورة وضعهم الصحي.

نعي واسع:
  • حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حمّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ظروف اعتقال الأسير الشهيد بارود، والإهمال الطبي المتعمد الذي تسبب باستشهاده داخل سجون الاحتلال.
  • “حماس” قالت في بيان، إن الاحتلال رفض تقديم العلاج اللازم للأسير بارود، وتسبب بوفاته رغم كل التقارير الطبية التي تؤكد خطورة وتدهور وضعه الصحي.

  • الرئاسة الفلسطينية نعت الأسير بارود، حذرت من استمرار مسلسل القتل البطيء للأسرى، وأكدت في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أنه لن يتحقق السلام والاستقرار إلا “بتبييض سجون الاحتلال من أسرانا ومعتقلينا كافة”، خاصة الأسرى المرضى والقدامى وكبار السن.
  • صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اعتبر بارود أحد ضحايا سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها سلطة الاحتلال ضد الأسرى،مؤكدًا أن فلسطين ستواصل عملها في ملاحقة دولة الاحتلال ومسؤوليها في المحاكم الدولية على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها بحق الأسرى.

المصدر : الجزيرة مباشر