غضب في فرنسا احتجاجا على قتل امرأة يهودية

ميريل نول عُثر عليها ميتة الجمعة الماضي داخل أطلال شقتها المتفحمة

خرج الآلاف إلى شوارع باريس أمس للاحتجاج على جريمة قتل إمرأة يهودية (85 عاما) تعاملها السلطات على أنها جريمة معادية للسامية.

وساد الهدوء في الطرق الواسعة في شرق المدينة، حيث سار المتظاهرون ببطء نحو المبنى السكني الذي كانت تعيش فيه ميريل نول.

وحمل العديد من المتظاهرين الورود البيضاء، وحمل البعض لافتات تقول “في فرنسا تُقتل الجدات لأنهن يهوديات”.

وقد صدمت الجريمة فرنسا، حيث كانت نول قد نجت عام 1942 من حملة اعتقالات سيئة السمعة ضد اليهود المقيمين في باريس، جرت أثناء الحرب العالمية الثانية، وتم ترحيلهم إلى معسكرات الموت التابعة للنازية.

وقالت دانييل شيملا (72 عاما) التي شاركت في المظاهرة خارج المبنى السكني إن جريمة القتل “مؤلمة” بالنسبة لها كمواطنة يهودية.

وتم العثور على جثة نول بعد إخماد حريق بشقتها يوم الجمعة، غير أن تشريح الجثة كشف عن وجود طعنات بآلة حادة، وتم القبض على رجلين في العشرينات من العمر ووضعا قيد التحقيق الرسمي.

وانضم وزراء ومسؤولو أحزاب وشخصيات دينية إلى المسيرة.

وقد حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق جنازة نول التي تسبب مقتلها في نشوب غضب عارم، حسبما قال مصدر في مكتب ماكرون. 

وعقد ماكرون مقارنة بين مقتل المرأة اليهودية، والهجوم الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة في جنوب فرنسا، وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم أحد رجال الدرك الذي افتدى رهينة بنفسه.

وكتب ماكرون على تويتر: “إن الإرهابي في تريب، مثل قاتل ميريل، ينكر قيمة الحياة، ويدنس قيمنا المقدسة وذاكرتنا”. 

وأيدت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان واليساري جان-لوك ميلنشون من حزب “فرنسا الأبية” الدعوة الاحتجاجية، وكذلك فعلت رئيسة بلدية باريس آن هيدالجو والأحزاب السياسية الأخرى.

لكن رئيس جماعة الجالية اليهودية (سي.أر.أي.إف) فرانسيس كليفات، قال إن زعماء الحزبين لن يكون موضع ترحيب. 

ونأى دانيال، نجل ميريل، بنفسه عن موقف رئيس جماعة الجالية اليهودية قائلا: “ندعو الجميع (الانضمام إلى المسيرة)، وأقول بوضوح للجميع، دون استثناء”.

واختلف الناطق باسم الحكومة بنيامين جريفو مع كاليفات، وقال لراديو كلاسيك “عندما يقتل يهودي في فرنسا، فهو هجوم على الأمة كلها”.

وأضاف “الجميع أحرار في المشاركة في مظاهرة في هذا البلد”.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الاسرائيلية إنها “شعرت بالقلق إزاء الاغتيال البشع” بحق نول.  

وأضافت الوزارة أن الجريمة “تؤكد على ضرورة مواصلة مكافحة معاداة السامية بجميع أشكالها”. 

المصدر : الألمانية