على متن سفينة أممية.. اليمنيون يجتمعون في الحديدة لإنهاء الأزمة

مارتن غريفيث "يمين", باتريك كمارت "يسار"

نظرا لعدم اتفاق الأطراف المتحاربة في اليمن على مكان لإجراء المحادثات، قالت اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، أمس السبت، إنها ستعقد اجتماعها المقبل على متن سفينة.

وتسعى الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق بشأن هدنة وسحب القوات من الحديدة التي تعد نقطة الدخول الرئيسية لمعظم واردات اليمن وذلك في إطار الجهود لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت ملايين آخرين إلى شفا المجاعة.

وصعد رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى اليمن باتريك كمارت، أمس، إلى سفينة ستعقد على متنها المحادثات المقبلة بين الحكومة اليمنية والحوثيين لمحاولة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في البلاد التي تشهد منذ عام 2014 نزاعًا داميًا. وكانت اللجنة عقدت آخر اجتماعاتها في 3 يناير/كانون ثانِ المنصرم.

على متن سفينة:    
  • وفد حكومي التحق بحرًا بالسفينة التي صعد أفراده على متنها في عرض البحر الأحمر قبل أن تعود إلى ميناء الحديدة بانتظار وفد الحوثيين الذي يتوقع أن يصل اليوم الأحد، بحسب بيان للأمم المتحدة.
  • الجانبان سيناقشان الخطوات المقبلة لتطبيق اتفاق هدنة الحديدة الذي تم التوصّل إليه في السويد في ديسمبر/كانون الأول الفائت وينص على سحب المقاتلين من المدينة.
  • الاجتماع المرتقب، سيكون الثالث للجنة المشتركة التي تتولى الإشراف على تطبيق اتفاق اعتُبر خطوة كبيرة نحو إنهاء نزاع مدمّر يشهده اليمن منذ أكثر من أربع سنوات.
  • بيان الأمم المتحدة أورد أن الفرقاء سيستأنفون الأحد “المحادثات حول إعادة نشر للقوات وتسهيل العمليات الانسانية تطبيقًا لاتفاق ستوكهولم”.
  • لجنة تنسيق إعادة الانتشار، التي ترأسها الأمم المتحدة وتضم أعضاء من كلا الطرفين، تعقد لقاءات منتظمة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار.
  • وذكر أحد المصادر ذكر لـ”رويترز” أن الأمم المتحدة استأجرت سفينة لاستخدامها مقرًا للجنة واجتماعاتها. وقال مصدر آخر إن ممثلين عن الأطراف المتحاربة سينقلون إلى السفينة على متن طائرات هليكوبتر تابعة للمنظمة الدولية.
ميناء الحديدة في اليمن (رويترز)
تبادل الاتهامات:
  • وقف إطلاق النار الهشّ في محافظة الحديدة، يسري وسط تبادل الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين الاتهامات بخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي، فيما تم تمديد المُهل الزمنيّة لانسحاب المقاتلين وتبادل الأسرى بسبب “صعوبات على الأرض”، بحسب الأمم المتحدة.   
  • مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث حث الأطراف المتحاربة إلى سحب قواتها من الميناء سريعًا. وقالت وكالات إغاثة دولية إن الظروف التي يعيشها آلاف يعانون من الجوع الشديد تتدهور سريعًا.
  • الطرفان التزما بالهدنة إلى حد بعيد منذ بدء سريانها قبل شهر لكن وقعت مناوشات بين جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران وبين التحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا.
  • غريفيث يقوم بجولات مكوكية بين الطرفين لإنقاذ الاتفاق الذي يعد أول انفراجة دبلوماسية كبيرة في الحرب المستعرة منذ نحو أربعة أعوام.
  • وكالات أممية تحاول الوصول إلى المستودعات الغذائية في الحديدة؛ لكن ذلك يتطلب عمل فرق نزع الألغام على التأكد من خلو الطرق المؤيدة إليها من أي متفجرات.
  • تدخل عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية إلى اليمن، وهو يشكل شريان حياة لملايين اليمنيين.
  • الحوثيون يسيطرون على الحديدة بينما تحتشد قوات التحالف على أطرافها. وتختلف الأطراف المتحاربة بشأن من سيتولى السيطرة على المدينة والميناء بعد انسحاب القوات، ويتهم كل طرف الآخر بخرق الاتفاق.
مارتن غريفيث قام بجولات عديدة لضمان مشاركة الطرفين في محادثات السويد (رويترز)
خلفيات:
  • مصادر أبلغت رويترز في أواخر يناير/كانون الثاني أن اللجنة التقت في السابق في أراض خاضعة لسيطرة الحوثيين لكن محاولات لعقد اجتماع في مناطق يسيطر عليها التحالف فشلت بسبب عدم رغبة الحوثيين في عبور خطوط الجبهة.
  • القوات لم تنسحب حتى الآن متخطية التاريخ المستهدف في السابع من يناير، وقال سكان وموظفو إغاثة لرويترز إنه جرى تعزيز خنادق ومتاريس وحواجز على الطرق.
  • قرار أممي نص على إرسال بعثة قوامها 75 مراقبًا مدنيًا إلى الحديدة والموانئ المحيطة للإشراف على تطبيق اتفاق الهدنة، لكن 20 مراقبًا فقط يوجدون حاليًا على الأرض لمراقبة وقف إطلاق النار، بحسب مسؤولين أممين.
  • في 29 يناير/كانون الثاني، وقع الاختيار على ضابط دنماركي متقاعد هو الجنرال مايكل لوليسغارد خلفا للجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمارت، على رأس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى اليمن.
  • اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربيّة، يشهد حربًا منذ 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوّات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليًا عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في مارس/آذار 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعمًا للقوات الحكومية.
  • مذاك، قُتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفق منظمة الصحّة العالمية، بينما تقول منظّمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات