“عالم بلا عمل”.. هل تسرق الروبوتات وظائفنا؟

يهدد توظيف الروبوتات الملايين الذين يكافحون يوميا من أجل لقمة العيش

ماذا لو طالت “ثورة الروبوتات” كل الوظائف؟ ماذا سيعمل الإنسان؟ هل هناك فرص للعمل في المستقبل؟

قبل سنوات كان الخيال العلمي في السينما يروج لاجتياح الروبوتات كافة مناحي الحياة، والسيطرة على كوكب الأرض. وتحقق الخيال جزئيا الآن، إذ ابتكرت سيارات بلا سائق، وطائرات بلا طيار، وقطارات بدون سائق، وصممت روبوتات للعمل في المنازل والمطاعم والفنادق.

وصدر في الرابع عشر من الشهر الجاري كتاب جديد باسم “عالم بلا عمل” للدكتور دانيال ساسكيند، المحاضر في الاقتصاد بجامعة أكسفورد، يناقش فيه مستقبل سوق العمل في ظل التطور في صناعة الروبوتات والأتمتة Automation، وتطور الذكاء الاصطناعي.

عمل ساسكيند سابقًا في الحكومة البريطانية كمستشار سياسي في وحدة استراتيجية تابعة لرئيس الوزراء، وهو مؤلف مشارك للكتاب الأكثر مبيعًا “مستقبل المهن”.

يقول ساسكيند “لقد أثارت التقنيات الحديثة دائمًا الذعر من استبدال العمال بالآلات.. من الأنوال الميكانيكية إلى محرك الاحتراق وحتى أجهزة الكمبيوتر الأولى، لكن هذه المرة مختلفة حقًا”.

هذا ليس بالأمر السيئ بالضرورة، كما يؤكد ساسكيند. يمكن أن يؤدي التقدم التكنولوجي إلى تحقيق رخاء لم يسبق له مثيل، وحل واحدة من أقدم مشاكل الإنسانية: كيفية التأكد من أن كل شخص لديه ما يكفي للعيش.

يقول دانيال ساسكيند، في حواره لصحيفة الغارديان البريطانية “لا أعتقد أننا نأخذ هذا التخوف على محمل الجد. هذه ليست قصة عن المستقبل؛ هذا يحدث الآن. كل يوم، نسمع قصصًا عن هذه التقنيات، وقيادة السيارات، وإجراء تشخيصات طبية، وصياغة الوثائق القانونية، وتصميم المباني”.

وطرح محرر الغارديان سؤالا واقعيا على المؤلف “في ضوء هذا التغيير التكنولوجي، ما هو المسار الوظيفي الذي تنصح به فتى يبلغ من العمر 16 عامًا؟”

أجاب المؤلف “هناك استراتيجيتان: إما أن تتعلم كيف تكون جيدًا في الوظائف التي لا تستطيع الآلات القيام بها، أو تحاول بناء الآلات”.

وبالنسبة للوظائف التقليدية كالأطباء والمهندسين، أوضح ساسكيند أن اتباع المسار التقليدي شيء جيد مع ضرورة الانفتاح للتفكير حول الفرص المتاحة، لأن التقنيات التي يتم تطبيقها الآن على سبيل المثال في المجال الطبي تحتاج إلى أطباء مدربين.

وطرح محرر الغارديان سؤالا قد يبدو غريبا: هل ينبغي فرض ضرائب على الروبوتات وتوجيه الأموال إلى ضحايا الأتمتة؟

أوضح ساسكيند أن هناك إشكالية في هذه الفكرة. فالسيارة بدون سائق لا تعمل بواسطة روبوت، فماذا نعني بالروبوت؟ وكيف نحصي عددهم؟ وأضاف “نحن بحاجة إلى فرض ضرائب على رأس المال”.

ويخشى البعض من حدوث انهيار اجتماعي إذا حدثت ثورة روبوتات بشكل كامل، ولكن المتفائلين يرون أنه ربما يقضي التحول الرقمي على العديد من الوظائف، لكنه يساهم بالمقابل في خلق وظائف جديدة، وأن هناك مجالات واعدة مثل تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، أو برمجيات الكمبيوتر، بجانب المهندسين المتخصصين في حماية وصيانة هذه النظم. ولكن هذا يتطلب تطوير التعليم، والتدريب المستمر.

ويهدد توظيف الروبوتات الملايين الذين يكافحون يوميا من أجل لقمة العيش. كما يعاني العالم العربي الآن من ارتفاع نسبة البطالة في ظل الأزمات السياسية والتحديات الاقتصادية.

وقد طرحنا على جمهور الجزيرة مباشر سؤالا حول المهن التي يتوقعون اندثارها مع التطور التكنولوجي؛ وكانت هذه أبرز تصوراتهم عن المستقبل:

المصدر : الجزيرة مباشر