طرفا الصراع اليمني يلتقيان في السويد لبدء مشاورات بإشراف أممي

المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث يسعى للتقريب بين وجهات نظر المتحاربين
المبعوث الأممي في اليمن مارتن غريفيث يسعى للتقريب بين وجهات نظر المتحاربين

توجه وفد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية إلى السويد لإجراء محادثات مع ممثلين لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في مسعى جديد دولي لإنهاء حرب دفعت البلاد إلى حافة المجاعة.

وكان وفد جماعة الحوثي قد وصل أمسِ، الثلاثاء، إلى السويد مع مبعوثين من الأمم المتحدة والسويد والكويت للمشاركة في المشاورات.

ما القصة؟
  • المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث غادر مع وفد الحوثيين التفاوضي إلى استوكهولم على متن طائرة كويتية تمهيدا لبدء المشاورات اليمنية.
  • قبل هذه الخطوة بساعات وصل إلى العاصمة العمانية، مسقط، عشرات الجرحى من جماعة الحوثي ومرافقيهم على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة آتية من صنعاء.
  • وفقا لهذه الخطوة تكون شروط جماعة الحوثي قد نفذت وعليه ستبدأ المشاورات.
جرحى من جماعة الحوثي قبيل مغادرتهم مطار صنعاء باتجاه مسقط
  • المتحدث الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبد السلام قال في “تغريدة” على “تويتر” إن جماعته لن تدخر جهدا لإنجاح المشاورات وإحلال السلام، لكنه في ذات الوقت دعا القوات الموالية لجماعته إلى الاستعداد لأي تصعيد عسكري.
المتحدث الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبد السلام
  • في المقابل وقعت الحكومة اليمنية والتحالف السعودي الإماراتي، اتفاقاً مع الحوثيين يقضي بتبادل الأسرى والمحتجزين برعاية الأمم المتحدة، ضمن آلية زمنية تنفذ على مراحل على أن تكون اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوسيط المنفذ لإجراء التبادل.
  • بهذه الخطوة تكون أطراف الأزمة اليمنية قد حققت تقدما في ملف الأسرى المعتقلين وهي أحد إجراءات بناء الثقة لضمان البدء في المفاوضات.
  • أحد ممثلي الحكومة المعترف بها دوليا، عبد الله العليمي، قال على “تويتر” قبل أن يغادر فريقه من العاصمة السعودية الرياض إن المحادثات تمثل “فرصة حقيقية للسلام”.
  • مراقبون قالوا إن جميع الأطراف أبدت رغبتها، للمبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، للدخول في المشاورات لكن يتساءل البعض عن ماهية القواعد المتبعة لسيرها ونجاحها خصوصا وأن جماعة الحوثي لاتزال تلوح بالتصعيد العسكري.
  • مبعوث الأمم المتحدة يسعى للاتفاق على إعادة فتح مطار صنعاء ومبادلة السجناء وتأمين الاتفاق على هدنة في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون. وقد يقود ذلك إلى وقف أوسع نطاقا لإطلاق النار ووقف الضربات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي والهجمات الصاروخية للحوثيين على المدن السعودية.
  • الأمم المتحدة تحاول تجنب شن هجوم شامل على الحديدة نقطة دخول أغلب السلع والمساعدات لليمن. حيث عزز الطرفان مواقعهما بالمدينة المطلة على البحر الأحمر في معارك متفرقة بعد خفض التصعيد الشهر الماضي.
  • مراقبون اعتبروا أن توقيت هذه المشاورات لم يكن انعكاسا حقيقيا للواقع الميداني التي تشهده الجبهات في اليمن، أو على الأقل لواقع الأزمة اليمنية وفق متابعين للشأن، إنما كانت أصداء لأزمة خاشقجي التي فتحت الأعين على الملف اليمني والانتهاكات الإنسانية فيه.
  • مراقبون وصفوا الأرض التي تنطلق منها المشاورات هشةٌ، خصوصا وأن التحالف السعودي الإماراتي خضع لضغوط دولية، وجماعة الحوثي ليس لديها الاستعداد للتخلي عن السلاح والتركة التي حصلت عليها منذ انقلاب العام 2015
ماهية المحادثات:
  • جولة المحادثات الجديدة، التي تجرى في قصر أعيد ترميمه خارج مدينة ستوكهولم، ستركز على الاتفاق بشأن خطوات أخرى لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالية.
  • لم يتضح ما إذا كان الطرفان المتحاربان سيجريان محادثات مباشرة أم أن جريفيث سيقوم بجولات مكوكية بين الجانبين.
ملف الأسرى:

بدوره قال رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى وعضو الوفد المفاوض لجماعة الحوثي، عبد القادر المرتضى، إن اتفاق ملف الأسرى والمعتقلين المتفق عليه مع التحالف والحكومة الشرعية، يقضي بإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين من جميع الأطراف، بما يتضمن دول التحالف.

وأضاف المرتضى، أن الآلية التنفيذية للاتفاق هو ما سيجري التباحث بشأنه في المشاورات المقبلة.

الشأن الإنساني:
  • مدير مكتب اليمن لدى المجلس النرويجي للاجئين، محمد عبدي، قال: “إذا مضت المشاورات بشكل إيجابي، فسوف نشهد أثرا فوريا على الناس في اليمن. سيقل عدد من يضربهم العنف ومن يفرون منه، وسيقل عدد من يُدفعون صوب أقسى سبل العيش”.
  • عبدي أضاف في بيان “وبنفس القدر، إذا أخفقت المشاورات أو تعثرت، ستتعثر أيضا آمال وقف انزلاق اليمن المطرد إلى أتون الجحيم”.
الأطفال والمدنيون يشكلون غالبية ضحايا الحرب التي تقودها السعودية والإمارات على اليمن منذ سنوات
موقف سويدي:
  • وزيرة الخارجية السويدية، مارغو والستروم، قالت، إن وفد جماعة الحوثي وصل إلى السويد مع مبعوثين خاصين من الأمم المتحدة والسويد والكويت لإجراء مشاورات مقررة بشأن أزمة اليمن.
  • المسؤولة السويدية أضافت في “تغريدة” على “تويتر” أنه يُتوقع وصول وفد الحكومة اليمنية، معربة عن أملها في أن تتم المشاورات قريبا كخطوة عاجلة نحو إنهاء الصراع.
الموقف الأمريكي:
  • الخارجية الأمريكية دعت أطراف الصراع في اليمن للانخراط في مشاورات السويد المرتقبة بشكل كامل وصادق، ووقف أي أعمال حربية جارية حاليا.
  • الخارجية الأمريكية قالت في بيان صحفي إن واشنطن تدعم المبعوث الأممي مارتن غريفيث بقوة.
  • البيان رحب بمشاورات السويد باعتبارها خطوة أولى ضرورية وحيوية، مستبعدة في الوقت نفسه أن تكون المشاورات سهلة.
موقف أممي:
  • مساعد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بالشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، توقع أن يصبح اليمن البلد الأكثر معاناة من الأزمات الإنسانية العام المقبل. وقال خلال مؤتمر صحفي بجنيف إن أربعة وعشرين مليون يمني يحتاجون مساعدات عاجلة.
  • المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، قال إن تقريرا مرتقبا بشأن الأمن الغذائي في اليمن سيصدر لاحقا خلال هذا الأسبوع. وأضاف أن هذا التقرير سيظهر زيادة في معدلات الجوع الشديد في اليمن، حيث يموت طفل كل إحدى عشرة دقيقة.
  • ديفيد بيزلي: إنه بلد في حالة حرب، كما سمعت الكثيرين يقولون إن هذا البلد على حافة الكارثة. إن هذا البلد ليس على حافة الكارثة، بل يعيش في كارثة.
  • بيزلي: نعرف أن الأرقام ستظهر زيادة حادة في معدلات الجوع. لكن سنرى أن كان ذلك يعني مجاعة. يعتقدون أنه ربما لا يعني ذلك بالضرورة  .
خلفية:
  • السعودية والإمارات تقودان تحالفا يدعمه الغرب ويقاتل الحوثيين لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
  • الحلفاء الغربيون للسعودية والإمارات يصعدون من الضغوط عليهما لإيجاد سبيل لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ودفع ما يربو على ثمانية ملايين شخص إلى شفا المجاعة.
  • التحالف السعودي الإماراتي تدخل في الحرب الأهلية عام 2015 بعد أن أخرجت جماعة الحوثي حكومة هادي من العاصمة صنعاء في عام 2014 لكنه واجه جمودا عسكريا منذ سيطرته على مدينة عدن الجنوبية.
  • ينظر للصراع باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.
  • أدى الغضب الذي فجره قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول إلى توجيه التركيز على حرب اليمن وزيادة التدقيق في أنشطة السعودية بالمنطقة.
  • من المقرر أن يدرس مجلس الشيوخ الأمريكي  هذا الأسبوع قرارا لإنهاء الدعم للتحالف السعودي الإماراتي في الصراع باليمن.
  • الولايات المتحدة أوقفت الشهر الماضي دعما يتمثل في إعادة تزويد طائرات التحالف المقاتلة بالوقود وهي الطائرات التي نفذت ضربات ألقي عليها اللوم في قتل آلاف المدنيين.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات