ضحكات وتجاهل.. زيارة ماكرون تجدد غضب اللبنانيين من النخبة السياسية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي في بيروت مطلع الشهر الجاري

أثارت مشاهد مصورة وثقت ابتسامة رئيس مجلس النواب بري وشخصيات لبنانية إبان مقابلتهم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر بعبدا، موجة غضب عبر منصات التواصل.

وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام لبنانية وتناقلها نشطاء عبر المنصات، بري وآخرين، وقد بدت الضحكة على وجوههم في وقتٍ يعيش لبنان كارثة كبرى.

كما وثق مقطع فيديو، لحظة عبور الرئيس بري إلى القصر الرئاسي لمقابلة ماكرون برفقة مسؤولين آخرين، واجهه الصحفي بقناة الجزيرة تيموز أزهري، بالقول إن كثيرًا من اللبنانيين يريدونك أن ترحل، لكنه واصل السير متجاهلًا ما سمعه.

وانتقد مغردون تصرف بري وابتسامته، مقارنة بالحالة التي بدا بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غاضبًا وحزينًا وكذلك خلع بزته الرسمية وبدا قريبًا من الناس وآلامهم.

وطالب مغردون بمعرفة سبب الضحكة غير المبررة، تزامنًا مع الحدث، بينما  طالب آخرون باستقالته من النظام السياسي بالكامل.

واختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، زيارة استمرت يوما واحدا إلى لبنان، أعقبت انفجار مرفأ العاصمة بيروت قبل يومين، الذي خلف 137 قتيلا ونحو 5 آلاف جريح، إضافة إلى دمار هائل.

وخلال الزيارة، التي بدأت صباح الخميس، اجتمع ماكرون بقصر الرئاسة في بعبدا شرق بيروت، بالرئيس ميشال عون، ورئيسي الحكومة حسان دياب، ومجلس النواب نبيه بري.

كما أجرى ماكرون جولة في مرفأ بيروت ومنطقة “الجميزة” المتاخمة والمتضررة جراء الانفجار.

وفي مؤتمر صحفي عقده في ختام الزيارة، بقصر “الصنوبر” في بيروت (مقر سفير فرنسا)، قال ماكرون، إن “فرنسا ستنظم مع الولايات المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوربي، خلال الأيام المقبلة، مؤتمرا عالميا لدعم اللبنانيين”.

وأضاف “كنت صريحا مع القادة اللبنانيين، وأنتظر منهم أجوبة شفافة عن أسئلتي التي تناولت ميادين عدة (لم يذكرها). سأعود إلى لبنان في الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل، وأنا على علم أنه بالإمكان القيام بهذه القفزة الكبيرة”، دون مزيد من التفاصيل.

وتابع “أموال (سيدر) موجودة وهي بانتظار الإصلاحات في الكهرباء والمياه وكل المؤسسات ومكافحة الفساد”.

و”سيدر”، مؤتمر اقتصادي عُقد بباريس، في أبريل/ نيسان 2018، بمشاركة 50 دولة، بهدف دعم اقتصاد لبنان، وتعهدت خلاله دول مانحة بقروض بلغت قرابة 12 مليار دولار.

مطالبات برحيل عون

وأثناء تفقد ماكرون مرفأ بيروت ومنطقة “الجميزة” المتاخمة المتضررة بالانفجار، طالب لبنانيون متضررون من الانفجار، برحيل الرئيس عون، ورددوا هتافات ضد الطبقة السياسية الحاكمة.

كما طالبوا ماكرون بأن “لا يسلم الحكومة اللبنانية التبرعات لإعادة إعمار الأضرار الناجمة عن الانفجار”.

ورد ماكرون على مطالب المتضررين قائلا، إن “المساعدات الفرنسية لن تنتهي بأيدي الفاسدين، وستصل مباشرة إلى الشعب والجمعيات غير الحكومية”.

وخلف انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع الثلاثاء، ما لا يقل عن 137 قتيلا ونحو 5 آلاف جريح إضافة إلى عشرات المفقودين تحت الأنقاض، ونحو 300 ألف مشرد.

كما تسبب في دمار مادي واسع طال المرافق والمنشآت والمنازل، وقُدر حجمه بنحو 15 مليار دولار، وفق تقديرات رسمية مرشحة للزيادة.

وأعلنت الحكومة، الأربعاء، إجراء تحقيق يستغرق خمسة أيام، لكن رؤساء أحزاب وحكومات سابقون ومفتي لبنان يطالبون بإجراء تحقيق دولي.

ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، ما فجر احتجاجات شعبية منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ترفع مطالب اقتصادية وسياسية.

المصدر : الأناضول + خدمة سند