ضحايا وخسائر فادحة.. توقعات بانخفاض فيضانات السودان

توقع وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس انخفاضا تدريجيا لمستوى الفيضانات، التي تسببت في خسائر فادحة بالبلاد.

ونقلت وكالة الرسمية عنه القول إن غزارة الأمطار في الهضبة الإثيوبية هي السبب الأساسي للفيضانات، وتوقع عدم حدوث فيضانات في السودان بعد اكتمال تشييد سد النهضة الإثيوبي. 

وقال إنه تم كسر حدة الفيضان هذا العام بتخزين المياه في سدي الروصيرص ومروي، مشيرا إلى أن هذا “كان له الأثر الكبير في تخفيف حدة الكارثة”. 

ووفقا لأحدث البيانات المتوفرة من وزارة الداخلية السودانية، فقد تسببت الفيضانات حتى الآن في وفاة 103 أشخاص وإصابة 50 آخرين، وإلحاق الضرر بعشرات الآلاف من المنازل وتضرر أكثر من 4200 فدان زراعي. 

كان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قال إن فيضانات النيل هذا  العام تسببت في “خسائر مفجعة وموجعة في الأرواح والمملتكات”. 

وأوصح أن “مناسيب النيل وروافده هذا العام، وبحسب وزارة الري والموارد المائية، غير مسبوقة منذ عام 1912”.  

فيضانات غير مسبوقة      

وشهدت أحياء الخرطوم على ضفاف النيل ورافديه (الأزرق والأبيض) فيضانات أدت إلى تدمير أكثر من 5 آلاف منزل، في حين تعاني أحياء العاصمة المتمركزة على ضفاف الأنهر الثلاث ”  نهر النيل ورافديه، الأزرق والأبيض” من فيضانات منذ نحو أسبوعين، لم تسبق منذ 100 عام.

وبحسب تقرير لمكتب الشئون الإنسانية للأمم المتحدة (أوتشا) الثلاثاء، فإنه قد تضرر أكثر من 506 آلاف شخص منذ بدء هطول الأمطار، أكثر من 110 آلاف منهم في الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري وحده.

وأوضح التقرير الدولي  أن ولاية الخرطوم بها أكبر عدد من المتضررين، فقد خلفت السيول النهرية والفيضانات المفاجئة 100 ألف شخص بحاجة إلى مأوى عاجل ومستلزمات منزلية ومياه نظيفة وصرف صحي وخدمات صحية في مدن العاصمة الثلاث” الخرطوم ، أم درمان، بحري”.

طوارئ الخريف الصحية 

وعملت لجان التغيير والخدمات (لجان أحياء شعبية تهتم بقضايا الحي) ولجان المقاومة (لجان قادت المظاهرات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير) في منطقة اللاماب على مساعدة المواطنين المتضررين من انهيار منازلهم في المنطقة.

والثلاثاء، أصدر والي(حاكم) الخرطوم أيمن خالد نمر قرارا بتكوين غرفة طوارئ الخريف الصحية برئاسة مدير عام وزارة الصحة بالولاية.

وتختص الغرفة بمتابعة الوضع الصحي بمناطق الولاية المختلفة فيما يتعلق بالأمراض الناتجة عن الخريف ومتابعة المراكز الصحية لتقديم خدمة طبية ودوائية جيدة الى جانب توفير الكوادر الصحية والأدوية وأدوات ومعينات المعامل وتوفير الفحوصات لأمراض الخريف.

بينما أفادت وزارة الري والموارد المائية أن منسوب مياه النيل بالخرطوم بلغ 17.65 مترا بزيادة عن الرقم الأعلى 17.26 مترا بـ 39 سم.

ومنذ 27 أغسطس/آب الماضي، سجل النيل أعلى مستوى مياه له منذ مائة عام، بحسب وزارة الري والموارد المائية متجاوزر حاجز 17.26 أعلى رقم مسجل للمياه بالخرطوم.

ويبدأ موسم الأمطار الخريفية بالسودان من يونيو تموز ، ويستمر حتى أكتوبر/ تشرين الأول، وتهطل عادة أمطار قوية في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنويا فيضانات وسيولا واسعة.

تشريد 700 أسرة في “البحر” 

على بعد مئات الأمتار من النيل الأبيض وفي ساحة خالية بمنطقة اللاماب أقيم سرادق كبير يضم 700 أسرة دمر الفيضان منازلها بحي البحر، بحسب المسؤول بالحي علاء الدين إبراهيم الجلال.

ومن بعيد يشير إلى بقايا بعض المنازل التي تبدو عائمة في المياه، قائلا: “هذا هو حالنا، منازلنا أصبحت جزءاً من النهر، كل شيء غرق، البيوت بما فيها من أثاث وغذاء وكساء ومعدات”.

هكذا استهل حديثه أحد النشطاء بـ”حي البحر” الكائن بمنطقة اللاماب جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، والذي وصل مراسلا الأناضول إلى أطرافه بعد معاناة ورحلة قاسية، وموافقة بعد رفض مشدد من رجال المقاومة والنشطاء، حرصا على حياتهما، وخوفا أن تجرفهما مياه النهر.

وتقع منطقة اللاماب في الجزء الجنوبي من العاصمة الخرطوم على ضفة النيل الأبيض، أحد روافد نهر النيل الرئيسي.

وناشد الجميع “بتقديم المساعدات الإنسانية لهذه الأسر التي فقدت كل ما تملك وهي في حاجة للغذاء والإيواء” .

ووفق الناشط وعضو لجنة المقاومة بمنطقة اللاماب حسن إبراهيم، فإن المياه لازالت مرتفعة الثلاثاء، و”أنا أقوم بمراقبة مياه النيل بالتناوب مع زملائي لأن أي ارتفاع للمياه قد يؤدي إلى عواقب كارثية على حي البحر بأكمله”.

ويخشى المواطنون ليس من الفيضان وحده، بل تداعياته مثل انتشار الأمراض وكذلك الوضع البيئي والصحي السيء الذي سيتركه الفيضان حال انحساره.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات