صراع القوى.. هل تفوقت إيران على إسرائيل استراتيجيا؟

قوات حرس الثورة في عرض عسكري بطهران

في عام 2012، أنشأ الحرس الثوري الإيراني وحلفاؤه من حزب الله مركزًا للاتصالات الاستخباراتية في الجولان السورية لمراقبة إسرائيل عن كثب.

وبعدها بنحو ثلاث سنوات، في 2015، سعت إيران إلى  تعزيز وجودها العسكري في الجولان.

ولكن غارة إسرائيلية قصفت فريق الاستطلاع التابع لهم، وكان من ضمنهم الجنرال محمد علي الله دادي القيادي بالحرس الثوري، وجهاد مغنية، ابن عماد مغنية الذي تلقى تدريباته في إيران، وهو أول قائد عسكري لحزب الله.

تغيير قواعد اللعبة
  • كما هو الحال عادة، تراجعت إيران مؤقتًا، وأعادت ترتيب صفوفها وعدلت تكتيكاتها.
  • في عام 2016، بدأ الحرس الثوري شحن معدات لتحويل ترسانة الصواريخ قصيرة المدى التي يملكها جنوده في سوريا إلى صواريخ طويلة المدى، مع أنظمة توجيه دقيقة قادرة على ضرب الأهداف الاستراتيجية في إسرائيل، تشمل شبكات الكهرباء والمطارات ومحطات تحلية المياه.
  • عوزي روبين، الرئيس السابق لمنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية: ما فعلته إيران في سوريا يعتبر تغييرًا لقواعد اللعبة. لقد حولوا أسلحة المليشيات إلى أسلحة حربية لها كفاءة عالية.
  • روبين: سوف يحتاجون فقط إلى مئتي صاروخ من تلك الصواريخ لوقف قدرة إسرائيل على خوض حرب ضدهم.
قوات إسرائيلية تتمركز في مرتفعات الجولان السورية المحتلة (رويترز)
إيران والجولان
  • بحلول أوائل عام 2018، كان الحرس الثوري قد أحكم قبضته العسكرية في سوريا ونثر قواته في أربعين منشأة من المنشآت العسكرية فيها، بالإضافة إلى تأسيسه مقر قيادة خاص به، وغرف مراقبة للطائرات المسيّرة، ومراكز تدريب.
  • مسؤولو الدفاع الإسرائيليين، يزعمون أن ثلث هذه القوات على الأقل تم نشرها لاستهداف إسرائيل، وليس فقط لدعم النظام السوري في حربه ضد الفصائل المسلحة داخل سوريا.
  • بلغ عدد الغارات التي شنتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا، أكثر من مئتي غارة -كان آخرها في شهر أغسطس/آب- لاحتواء تصاعد الحضور العسكري الإيراني في سوريا.
  • المقاتلون الإيرانيون اتخذوا من بساتين الجولان والأراضي الزراعية فيها، منطقة تحمي حضورهم المتخفّي؛ حيث أصبحوا يتحركون فيها وهم يرتدون الزي العسكري السوري، في محاولة منهم لمراوغة الإسرائيليين، والمحافظة على الاتفاق الذي تم بوساطة روسية قبل عام، والذي يقتضي إبقاء الجنود الإيرانيين ومعداتهم العسكرية على بعد 85 كيلومترًا من الحدود الإسرائيلية.
  • زيادة على هذا، قامت القوات الإيرانية بتوظيف سكان في الجولان للعمل لصالحهم، كجزء من شبكة واسعة من الحلفاء السوريين وغير السوريين من المسلحين. وما زالت إلى اليوم عمليات نقل الأسلحة إليهم نشطة ومستمرة.
الشرق الأوسط
  • بعد مرور سنوات من الاضطرابات  في الشرق الأوسط، أصبح المحور الإيراني -الذي يبلغ إجماليه أكثر من مائة ميليشيا شيعية بالإضافة إلى جماعات مسلحة مختلفة الجنسيات- أكثر رسوخًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وبلغ نفوذه أن يحيط بالحدود الإسرائيلية المتاخمة لسوريا ولبنان.
  • شبكة الجماعات المسلحة التابعة لإيران، تنتشر في جميع الدول المحيطة بها، وقد غيرت هذه الشبكة بشكل أساسي التوازن الاستراتيجي للمنطقة بحيث لا يمكن لأي دولة مواجهة إيران وعملائها دون المخاطرة والتعرض لتحديات عسكرية متعددة، وخسائر فادحة في الأرواح، وأضرار جسيمة في البنية التحتية، وفقدان الاستقرار.
  • هذا ينطبق حتى على الولايات المتحدة، وإسرائيل اللتين تمتلكان أسلحة نوعية ونووية، بالإضافة إلى السعودية التي أنفقت 55 مليار دولار -أو ما يقرب من خمسة أضعاف مما صرفته إيران- على الدفاع، في عام 2017.
صراع القوى
  • لا يمكننا التوقع بانتصار إيران إذا ما قررت دخول صراع مع القوى الرئيسية بالمنطقة، ولكن يمكننا الجزم بأن الآخرين لن يحققوا نصرًا واضحًا، على الأقل ليس بالمعنى الكلاسيكي للنصر.
  • عيران عتصيون، الرئيس السابق للاستراتيجية السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية: إذا حاولت إسرائيل تدمير حليف إيران في لبنان (يعني حزب الله)، سنكون قادرين على تدمير بيروت، وسيكون الإيرانيون قادرين على تدمير أجزاء من تل أبيب في المقابل.
  • هذه المقولة تصدق أيضًا على الدول الأخرى التي تفكر في القيام بعمل عسكري ضد إيران.
السعودية أوقفت نحو نصف إنتاجها من النفط بعد الهجمات على أرامكو (رويترز)
 هجوم أرامكو
  • بعد هجوم 14 سبتمبر/أيلول على منطقتي بقيق وخريص في السعودية والتي يتم فيهما معالجة أكثر من نصف إنتاج المملكة من النفط، ألقت واشنطن باللوم على طهران.
  • في يوم الأربعاء، عرضت وزارة الدفاع السعودية أجزاء من الأسلحة المستخدمة في الهجمات والتي شملت 18 طائرة مسيّرة وسبع صواريخ كروز. متهمة إيران بوقوفها خلف العملية.
  • وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال للصحفيين إن الهجوم يعد “إعلانًا للحرب”.
  • من جهة أخرى، رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مقابلة مع شبكة سي إن إن يوم الخميس الماضي، بتحذير للجميع. 
  • ظريف: الحرب ستكلف الجميع الكثير من الخسائر، في حال ضربت الولايات المتحدة أو السعودية، إيران.
  • ظريف: لا نريد الدخول في مواجهة عسكرية، لكن لن تطرف لنا عين في قرار الدفاع عن أرضنا.
من ينتصر؟
  • يقول مراقبون إن إيران تغلبت على إسرائيل من خلال اتباعها لاستراتيجية إنشاء الحلفاء الفاعلين في المنطقة، بالرغم مما تتعرض له طهران من قيود عسكرية، ومشاكل اقتصادية، وتحديات دبلوماسية.
  • المسؤول السابق بالخارجية الإسرائيلية عيران عتصيون: إسرائيل تكتيكية. لكن إيران استراتيجية.
  • عتصيون: لقد كانت إسرائيل دائمًا ما تتبع استراتيجيات قصيرة الأجل، بينما تفضل إيران الاستراتيجيات طويلة الأمد.
  • عتصيون: إيران هي سيدة الحروب بالوكالة، أما إسرائيل فلم تكن في يومٍ ما كذلك.
المصدر : الجزيرة مباشر