شاهد: يمنية تمتهن ركوب البحر منذ 40 عاما لتعول أطفالها

لم تجد اليمنية نعيمة بدا من كسر الأعراف الاجتماعية المحافظة الراسخة منذ عقود لامتهان أعمال كانت حتى وقت قريبة لا تزال حكرا على الرجال، وذلك كي تتمكن من إعالة أطفالها الستة.

لكن في ظل الحرب لم تصبح نعيمة وحيدة في هذا المجال، فالكثير من النساء اليمنيات صرن العائل الوحيد لأسرهن بعد مقتل أزواجهن في الصراع الدائر منذ ثلاث سنوات، في ظل حرب ضروس أتت على الأخضر واليابس وتركت البلاد على شفير مجاعة تحصد أرواح أبنائهن.

كفاح 40 عاما:

على مدار 40 عامًا، تغادر نعيمة راجوح منزلها في ميناء رأس العارة جنوب اليمن، بعد الفجر بقليل، لتستقل قاربًا خشبيًا في رحلة صيد يومية عبر البحر الأحمر.

وإلى جانب حوالي 100 صيادة أخرى، تتحدي نعيمة ورفيقاتها المعايير الاجتماعية اليمنية المحافظة منذ عقود، مرتدية الملابس اليمنية التقليدية الملونة كي تعمل عمل الرجال في القارب لتأمين مصدر رزق أطفالها الستة.

سوق الحراك للأسماك، الذي يبعد نحو 100 كيلومتر عن عدن، يعتبر هو منزل نعيمة الثاني. فعندما تشح الأسماك تشتري نعيمة الأسماك من الصيادين الآخرين لبيعها في السوق، لكسب بعض الريالات للوفاء بمتطلبات أسرتها.

تقول نعيمة إنها تحلم بشراء قارب كي تتمكن من الاستقلال بشكل كامل، بدلًا من الاعتماد على الصيادين الآخرين للانضمام إليهم في رحلات صيدهم اليومية.

الصيد في زمن الحرب:

لكن الحرب اليمنية، التي دخلت عامها الرابع، وارتفاع أسعار الوقود إضافة الى ضعف القدرة الشرائية جعل تحقيق حلمها مستحيلًا.

تقول نعيمة إنها تستخدم قاربًا خشبيًا تبلغ تكلفته 300 ألف ريال (1200 دولار بناء على سعر الصرف قبل الحرب) لكنه يبلغ في الوقت الراهن 1.5 مليون ريال (2200 دولار بناء على سعر الصرف بعد الحرب).

لكن الرحلة تمثل دائما مقامرة؛ حيث تعود نعيمة في بعض الأحيان بالأسماك وفي بعض الأحيان خالية الوفاض.

وإلى جوار نعيمة يقف عدد من النساء، وغالبيتهن ممن فقدن أزواجهن منذ سنوات.

من بين هؤلاء سلامة على عبد الله، التي تبلغ الخمسين من عمرها، صديقة نعيمة، وتعول أسرة مكونة من أربعة عشر فردا، عقب وفاة زوجها وابنها. وفي بعض الأحيان تعمل طوال اليوم وتقضي الليل في السوق، لكن الصيد هو أفضل وسيلة تعرفها لكسب المال لتعول أسرتها.

المصدر : أسوشيتد برس