شاهد: هجوم يودي بحياة عشرات في كابل وتنظيم الدولة يتبناه

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجومٍ أودى بحياة العشرات في العاصمة الأفغانية كابل.

وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة للتنظيم عبر قناتها على موقع تلغرام، الجمعة، إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن الهجوم، الذي استهدف تجمّعًا سياسيًا وأودى بحياة 27 شخصًا على الأقل في العاصمة كابل.

أوقع الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية عددًا من القتلى والجرحى (رويترز)

وزعم التنظيم أنه قتل وأصاب 150 شخصًا، من دون أن يقدم أدلة. من جانبها، قالت وزارة الصحة الأفغانية إن 27 شخصًا على الأقل قُتلوا وأصيب 55 آخرون.

يعد هذا الهجوم أول هجوم كبير منذ توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع حركة طالبان؛ لسحب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية.

وتناقلت حسابات جهادية -على تطبيق تلغرام- بيان تنظيم الدولة، ووصفته بأنه “هجوم لجنود الخلافة”، موضحاً أن عنصرين استهدفا التجمع في غرب المدينة -ذات الأغلبية الشيعية- “بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقذائف الآر بي جي، وفجرا عبوتين ناسفتين”.

من جانبه أدان الرئيس أشرف عني الهجوم الذي عدّه “جريمة ضد الإنسانية”، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نصرت رحيمي، إن هناك نساء وأطفالاً بين الضحايا البالغ عددهم نحو 29 قتيلًا و61 جريحًا.

اغتالت الولايات المتحدة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي يوم الأحد 27 من أكتوبر/ تشرين الأول 2019 (الجزيرة)

وكانت حركة طالبان قد نفت في وقت سابق مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف تكريمًا لإحدى الشخصيات الشيعية، وقبيل إلقاء رئيس مؤسسة “مجلس السلام الأعلى الأفغاني” الحكومية، كريم خليلي، كلمته في الحفل، أُطلقت النيران والقنابل اليدوية، ما أثار الذعر بين الحضور.

ويظهر الاعتداء هشاشة الوضع الأمني في كابل، التي تشهد حضورًا أمنيًا مكثفًا قبل 14 شهرًا فقط من الانسحاب المتوقع للقوات الأميركية، وذلك وفق اتفاق وقعته واشنطن مع طالبان في 29 فبراير/شباط الماضي.

وحضر الحفل الرئيس السابق حميد قرضاي، ورئيس الحكومة السابق صلاح الدين رباني، لكنهما غادرا الفعالية مبكرًا، وأكدت وزارة الداخلية للصحفيين “إجلاء جميع المسؤولين البارزين بسلام من المكان”.

واستهدف هجوم مماثل، العام الماضي، المراسم نفسها بقذائف هاون، ما أوقع 11 قتيلا على الأقل، وتبنى تنظيم الدولة الهجوم أيضًا.

ويرتبط الانسحاب الأمريكي -إلى حدٍ كبير- بقدرة طالبان على ضبط القوات الجهادية، ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية، وفي حال استمرار أنشطة هذه الجماعات؛ فسيبقى الحضور العسكري الأميركي في البلاد على ما هو عليه الآن.

وعقب التوقيع على الاتفاق، أعلنت حركة طالبان انتهاء الهدنة، مع استمرار تجنب استهداف القوات الأجنبية، ما يطرح شكوكًا حول إمكانية القضاء على العنف، وإجراء مفاوضات مباشرة بين طالبان والحكومة الأفغانية. 

انتشرت القوات الأجنبية فور وقوع الانفجار في كابول لتأمين المنطقة (رويترز)

ومن المفترض أن تشهد أوسلو انطلاقة المفاوضات الأفغانية-الأفغانية في 10 من مارس/آذار الجاري، في حين يرفض الرئيس غني نقطة مهمة في الاتفاق بين واشنطن وطالبان تتعلق بتبادل إطلاق سراح المساجين. 

والجمعة، كرر المتحدث باسم طالبان، سهيل شاهين، موقف الحركة، قائلًا -عبر حسابه على “تويتر”- إن طالبان مستعدة للتفاوض يوم الثلاثاء المقبل “في حال طبقت بنود الاتفاق وأطلق سراح المساجين”، وأضاف أن أي تأخير في الحوار لا يمكن أن ينسب إلاّ إلى “أطراف أخرى”. 

جدير بالذكر، أن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ ينشط في أفغانستان عام 2015، وسيطر لسنوات على مساحات في ولاية ننغرهار الواقعة شرقًا.     

وأعلن التنظيم المسؤولية عن عددٍ من الهجمات المروّعة، وبينها هجمات عدة في كابل استهدفت الشيعة، وفي الأشهر القليلة الماضية، مُني التنظيم بانتكاساتٍ متزايدة وسط استهداف الولايات المتحدة والقوات الأفغانية له، فضلًا عن هجمات عدة شنتها طالبان ضد مقاتلي التنظيم.

ومع ذلك، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية موجودًا في أفغانستان، وخصوصًا في ولاية كونار الواقعة شرقًا، قرب الحدود مع باكستان والمحاذية لننغرهار أيضًا، وكذلك في كابل. 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات