شاهد: “مضيف القصب” العراقي.. أصالة وتميز

مع تسلل أشعة الشمس منسابة من بين زواياها -في وقت الغروب – تبدو منطقة أهوار العراق والتي صنفتها منظمة اليونسكو من ضمن التراث العالمي حالمة تسترجع إرثها التاريخي.

فقد استزرع عرب الأهوار في الأراضي الرطبة في جنوب العراق منذ مئات السنين، لكنهم خرجوا بعد تجفيفها إبان حكم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وبدأت في العودة إلى الحياة بعد الإطاحة به في عام 2003.

ومنذ ذلك الحين قامت القبائل المختلفة بإعادة بناء الضيف، الذي يستخدم في بنائه القصب الذي يجلب من المستنقعات لبناء هذه القاعات الضخمة على ضفتي نهر دجلة والفرات.

ومنطقة الأهوار موطن لمجموعة من السكان الأصليين الذين عاشوا واستزرعوا الأرض لعدة قرون، وتتركز الحياة في هذه المناطق حول القاعة العامة أو ” المضيف ” وهي رمز وفخر للقبائل، فهنا يستقرون ويديرون شؤون المجتمع، ويتبادلون المعلومات وهي مكان الترحيب بالضيوف.

وفي قبيلة بني الأسد، يشرح أحد زعماء القبلية، أن تصميم القاعة قد تم تسليمه عبر أجيال من السومريين الذين تقع بقاياهم الأثرية بالقرب من مدن مثل أور وأوروك.

ويقول إن، الحصيرة المنسوجة من القصب تشكل مغلف المبنى وبعض الحصير منسوج بثقوب مثل شبكة للسماح للضوء والتهوية.

وقد تناقص عدد سكان الأهوار كثيرا، بعد تجفيفها، إذ نزح عشرات الآلاف من السكان وبعد الإطاحة به، دمر السكان السدود التي تعرقل تدفق نهري دجلة والفرات، وعادت المياه إلى المنطقة.

ويبلغ عدد السكان الآن حوالي 60 ألف نسمة من ذروة السكان البالغ عددهم 500 ألف نسمة وفقا للتقديرات الواردة في تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ويتطلب بناء قاعة كبيرة ” للمضيف ” جهودا كبيرة في اختيار القصب وتصنيفه ونقله ونسجه وغيرها من العمليات المعقدة.

يقول أحد زعماء القبائل ” بما أنه لا توجد خطط معمارية قياسية، يجب أن يكون لدى الباني رئيس جيد للتصميم وتعليمات واضحة من الأسلاف،وأن المشروع الهندسي بأكمله في جميع مراحله يتطلب شخصا يتمتع بمهارات حقيقية، فهو لا يفعله رجل عادي”.

المصدر : أسوشيتد برس + الجزيرة مباشر