شاهد: مسيرة تاريخية في الخرطوم لتسليم مذكرة تطالب بتنحي البشير

خرجت العاصمة السودانية الخرطوم في مسيرة غير مسبوقة، دعت لها نقابة المهنيين السودانيين لتسليم مذكر للرئاسة تطالب بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير، وحشدت السلطات قوات كبيرة وآليات.

واستجابت فئات عريضة من السودانيين لدعوة تجمع المهنيين واحتشدت وسط الخرطوم على مدى ساعات طويلة استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين للتظاهر تحت شعار “ارحل” مع تسليم رئيس الجمهورية مذكرة بطلب التنحي والرحيل.

وأصدر التجمع بيانا قال فيه إن السلطات منعت تجمع المهنيين السودانيين، والآلاف من جماهير الشعب السوداني من الوصول إلى القصر، وتسليم مذكرة الرحيل، حيث حشد النظام عشرات الآلاف من قواته العسكرية والأمنية والمدرعات الثقيلة واستخدمت الرصاص الحي.

المذكرة التي أعدها تجمع المهنيين السودانيين تطالب الرئيس وحكومته بالرحيل (الجزيرة)
حشود غير مسبوقة وأنباء عن إصابات في الرأس والصدر:
  • وكالة (رويترز) للأنباء نقلت عن شهود إن ثلاثة محتجين سودانيين على الأقل أصيبوا بالرصاص، أمس الثلاثاء، عندما فرقت قوات الأمن تجمعات في العاصمة السودانية الخرطوم بعد احتجاجات على مدى أسبوع ضد حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.
  • شاهد قال لرويترز، إن قوات الأمن منعت محتجين بأحد مناطق الخرطوم من الخروج في مسيرة باتجاه القصر الرئاسي، وذلك بإطلاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية في الهواء، وقال ثلاثة شهود إن ثلاثة محتجين أصيبوا وإن أحدهم أصيب بطلقة نارية في رأسه.
حشود غير مسبوقة في العاصمة السودانية الخرطوم (رويترز)
  • ثلاثة شهود، أحدهم طبيب يقدم الدعم الطبي للمحتجين، قالوا إن ثلاثة أشخاص أصيبوا بالرصاص.
  • شاهد آخر عبر الهاتف قال إن “ثلاثة أشخاص كانوا بجواري تعرضوا لإطلاق نار.. أحدهم في عنقه والثاني في صدره والثالث في رأسه”.
  • بحسب شهود عيان (لفرانس برس) تمركزت أفراد الشرطة النظامية ومكافحة الشغب في تقاطعات الشوارع الرئيسية في الخرطوم وهم يحملون الهراوات، وعلى أسطح البنايات المطلّة على شارع القصر.
  • يقول سكان إنه منذ بدء انتشار المظاهرات في 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تفرق الشرطة المحتجين بالغاز المسيل للدموع وأحيانا بالذخيرة الحية.
  • مقاطع فيديو نشرتها (أسوشيتدبرس) أظهرت شبانا تتم معالجتهم من إصابات بالرصاص الحي في الرأس والبطن وأخرى لشاب مصاب بجروح بليغة في الرأس وهو ينقل على عربة لإسعافه.
  • صحفيون بصحيفة (السوداني) اليومية الخاصة، قالوا إن زميلا لهم تعرض للضرب على يد قوات الأمن لدى مرور محتجين بجوار مكاتب الصحيفة.
  • مسؤولون وشهود قالوا في وقت سابق أيضا إن 12 شخصا على الأقل قتلوا خلال الاضطرابات حتى الآن في حين قالت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء، إن 37 شخصا على الأقل قتلوا في هذه الاحتجاجات وقال زعيم المعارضة الصادق المهدي إن 22 شخصا قد قتلوا.
  • وفي بيان صدر مساء الاثنين، أفادت منظمة العفو الدولية أن “37 متظاهراً قتلوا برصاص قوات الأمن خلال خمسة أيام من الاحتجاجات المناهضة للحكومة”.
  • مسؤولون حكوميون، قالوا إن قوات الأمن التزمت بضبط النفس وتعاملت مع المحتجين “بأسلوب حضاري”.
ردود أفعال دولية:

وأعربت كل من مجموعة الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج) بالإضافة إلى كندا، عن قلقها إزاء أعمال العنف، والتقارير الموثوقة عن استخدام الذخيرة الحية من طرف السلطات السودانية، وسقوط حالات قتلى عديدة.

  • الدول الأربع في بيان أصدرته السفارة الأمريكية في الخرطوم، أكدت على حق الشعب السوداني في الاحتجاج السلمي للتعبير عن مظالمه المشروعة، حسب تعبير البيان.
  • البيان: نحث جميع الأطراف على تجنب استخدام العنف أو تدمير الممتلكات، داعية الحكومة إلى الاستجابة للمظاهرات والتعامل وفقاً للقانون السوداني والدولي لحقوق الإنسان.
  • البيان: نحث الحكومة السودانية على تجنب استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين، وتجنب الاحتجاز التعسفي والرقابة على وسائل الإعلام.
  • البيان: نتوقع من حكومة السودان أن تنفذ تدابير للتحقيق في الحالات التي وقعت فيها إساءة استعمال للقوة.
  • منظمة العفو الدولية في بيان لها، الإثنين الماضي، قالت إن 37 متظاهراً قتلوا برصاص قوات الأمن خلال خمسة أيام من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
  • سارة جاكسون مساعدة مدير المنظمة غير الحكومية لمنطقة شرق أفريقيا والبحيرات الكبرى والقرن الأفريقي قالت “إن واقع استخدام قوات الأمن للقوة الفتاكة بدون تمييز ضد المتظاهرين العزل هو أمر مقلق للغاية”
خونة وعملاء:

    

البشير أثناء زيارته لولاية الجزيرة السودانية-25 ديسمبر
  • في أول رد فعل له على التظاهرات، وعد الرئيس السوداني عمر البشير بإجراء “إصلاحات حقيقية” في بلاده، وقال إن “الدولة ستقوم بإصلاحات حقيقية لضمان حياة كريمة للمواطنين”.
  • في وقت كانت فيه الخرطوم تشهد مظاهرة حاشدة ذكرت وكالة الأنباء السودانية أن البشير وصل إلى ولاية الجزيرة لافتتاح عدد من المشروعات.
  • البشير، وهو أحد أقدم الحكام في أفريقيا والشرق الأوسط، قال أمام حشد في ولاية الجزيرة بوسط السودان أمس الثلاثاء، إن الذين دمروا مؤسسات وأضرموا النيران في ممتلكات عامة “خونة” ومرتزقة.
  • البشير ألقى كلمة أمام المواطنين من على منصته قائلا “هذا الاستقبال وهذا الحماس، فيه رد واضح أن الناس مع التنمية والتعمير.. الناس ضد التخريب.. الناس التي تُخرّب المنشآت والمؤسسات هم خونة..هم عملاء .. هم مرتزقة” بدون الاشارة بشكل صريح للمتظاهرين. 
  • الرئيس السوداني تابع في خطابه: “نحن لم ننس أن لدينا مشكلات اقتصادية لكن ذلك مقدور عليه ويجب أن تعلموا نحن دولة تحت الحصار والغرب كله يحاصرنا ولا يريدنا أن نتقدم خطوة للأمام”.
  • وكالة الأنباء السودانية الرسمية نقلت عن البشير قوله أيضا خلال زيارته إحدى قرى ولاية الجزيرة إن “الغرب يعادي الشعب السوداني لتمسكه بعقيدته”.
خلفيات:
  • السودان يشهد احتجاجات في العديد من مدنه بدأت في 19 ديسمبر/كانون الأول بعد قرار الحكومة رفع سعر الخبز ثلاث مرات في بلد يعاني من ركود اقتصادي ويحكمه الرئيس عمر البشير منذ ثلاثة عقود.
  • ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية والأزمة النقدية، دفع المحتجين إلى الخروج للشوارع في أنحاء السودان للتظاهر ضد البشير الذي تولى السلطة عقب انقلاب عسكري دعمه إسلاميون في عام 1989.
  • السودان يشهد صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو سبعين بالمئة وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية.
  • يبلغ سعر الدولار الرسمي 47,5 جنيهاً وفي السوق الموازية 60 جنيها ووصل سعره في بعض الأحيان إلى أكثر من ذلك، ويعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفق تقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات