شاهد: مئات الآلاف يحتجون ضد الفساد والنخبة الحاكمة في الجزائر

احتشد مئات آلاف من المحتجين في العاصمة الجزائرية بعد صلاة الجمعة فيما طالبوا برحيل النخبة الحاكمة في البلاد بعد شهر من استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

التفاصيل:
  • قبل ساعات من تحرك الموكب بعد الصلاة، احتشد الآلاف تحت المطر أمام مبنى البريد الكبير الذي أصبح نقطة التجمع الرئيسية في وسط العاصمة.    
  • ما زال المحتجون يطالبون برحيل “النظام” الحاكم بكل رموزه ويرفضون أن يتولى مقربون من رئيس الدولة السابق، إدارة المرحلة الانتقالية أو تنظيم انتخابات الرئاسة لاختيار خليفته.   
  • يدعو المحتجون إلى استقالة الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح الذي يتولى الرئاسة لمدة 90 يوما حتى تجرى الانتخابات في الرابع من يوليو/تموز، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي الذي عينه بوتفليقة قبل أيام من تنحيه.
سنواصل التظاهر
  • قال حميد بنمحب وهو تاجر في الخامسة والخمسين من عمره جاء من جيجل على بعد 350 كيلومترا من العاصمة “سنواصل التظاهر حتى يرحل كل رجال بوتفليقة”.
  • قال أمين الطالب ابن الثانية والعشرين من تيزي وزو على بعد 100 كيلومتر: نرفض هذا النظام. يجب أن يرحل. هذه الحكومة لا يمكنها أن تقود المرحلة الانتقالية. وذلك بعد أن أمضى الليل لدى أصدقائه لتفادي الحواجز التي تقام كل جمعة على مداخل العاصمة.
كسب الوقت
  • في المقابل، يدعم الجيش ورئيس أركانه الفريق أحمد قايد صالح، البقاء في الإطار الدستوري وتنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من يوليو/ تموز.
  • منذ أن أصبح رئيس الأركان ما يعني الرجل القوي في الدولة بحكم الأمر الواقع، بات يطلق التصريحات والخطابات بشكل منتظم عكس رئيس الدولة ورئيس الوزراء.
  • خلال الأسبوع أطلق تصريحين. فاستبعد الثلاثاء أي حل للأزمة “خارج الدستور”، ودعا الأربعاء الأحزاب والشخصيات إلى الحوار مع مؤسسات الدولة القائمة وحذر من الانجرار إلى العنف.
موقف المعارضة
  • من جانبها، رحبت حركة “مجتمع السلم”، أكبر حزب معارض في الجزائر، بدعوة الجيش إلى الحوار من أجل “تجاوز الصعوبات والوصول إلى حالات التوافق الوطني الواسع”. لكنها دعت بدورها إلى الاستجابة لمطالب الشعب.
  • أما حزب طلائع الحريات بقيادة علي بن فليس الذي ترشح مرتين ضد بوتفليقة، فاعتبر الانسداد الحاصل “سببه تباعد صرح بن مسار مبني على أساس تطبق حرفي للدستور والمطالب المشروعة المعبر عنا من طرف الثورة الديمقراطية السلمية”.
  • في المقابل، رفض حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض رفضا قاطعا تدخل رئيس الأركان “في الشؤون السياسية للبلاد” مؤكدا أن الشعب “لا يثق” في خطاباته ووعوده.
  • الرئيس السابق للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان المحامي مصطفى بوشاشي اعتبر، الخميس، أن الاحتجاجات وصلت إلى “مرحلة حاسمة”، داعيا الشعب إلى مواصلة مسيراته السلمية للوصول إلى “التغيير الحقيقي”.
  • ردّا على “الأحزاب التي تحاول عبثا أن تزرع الفتنة وتقسم صفوف الحركة الشعبية”، قال “علينا جميعًا الكفاح من أجل اقتلاع هذا النظام من جذوره ومواصلة طريقنا الطويل نحو الديمقراطية وطرد الجميع المسؤولين الفاسدين”.
  • يتخوف المحتجون من أن يتراجع حجم التعبئة مع بدء شهر رمضان المرتقب الأحد أو الاثنين.  
  • لكن الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدأوا من الآن ينشرون شعار “لن نتوقف في رمضان” ودعوا إلى التفكير في أشكال جديدة للاحتجاج كالتجمعات الليلية وفتح ورش عمل حول الاقتراحات للخروج من الأزمة.
  • سيكون الاختبار الأول لمدى استمرار التعبئة لدى الجزائريين يوم الثلاثاء بمناسبة المسيرات الأسبوعية التي اعتاد طلاب الجامعات على تنظيمها في كل انحاء البلاد.       
خلفيات:
  • أجبر بوتفليقة يوم الثاني من أبريل/نيسان على التنحي بعد أسابيع من المظاهرات، لينتهي حكمه الذي استمر 20 عاما. وواصل المتظاهرون الاحتجاجات الحاشدة كل جمعة مطالبين بالإطاحة بشخصيات أخرى من النخبة الحاكمة.
  • لا يزال الجيش أقوى مؤسسة في الجزائر. ويراقب بهدوء الاحتجاجات السلمية إلى حد بعيد والتي شهدت في بعض الأحيان مشاركة مئات الألوف.
  • رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي ساعد في إسقاط بوتفليقة بعدما أعلن أنه لم يعد لائقا للمنصب، قال إنه سيتم الكشف عن ملفات “ثقيلة” ضمن حملة على الفساد.
  • خضعت شخصيات من النخبة الحاكمة، بينها وزير المالية ورئيس الوزراء السابق وعدد من رجال الأعمال الأثرياء للتحقيق في الأسابيع الأخيرة.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات