شاهد: فتى يمني يصنع مجسّمات صغيرة لأحلامه الكبيرة

لا تختلف أحلام وطموحات الشباب والأطفال في مدينه تعز المحاصرة عن أحلام وطموحات أقرانهم في أي مكان في العالم، فهم يحلمون بوطن يمني موحد يكون هو الأول اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.

إلا أن كل هذه الأحلام تتبدد عند أول مواجهة مع واقع منهك بالحرب التي تخوضها جماعة أنصار الله “الحوثيين” التي انقلبت على الحكم في اليمن منذ مارس/آذار 2015 ضد الحكومة الشرعية اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي.

ويواجه قطاع كبير من الشباب مشكلة البطالة، التي وصلت إلى أعلى مستوى لها في اليمن بشكل عام وتعز على وجه الخصوص والتي تشهد حربًا منذ ثلاثة أعوام كانت نتائجها كارثيه بانخراط الكثير منهم للقتال مع جماعات مسلحة من أجل بعضًا من الأموال التي قد لا تكفيهم لسد رمق جوعهم أو أسرهم أو الاكتفاء بالفراغ والالتجاء إلى مجالس القات المعروفة في اليمن.

لكن وفي خضم الظروف الصعبة والقاهرة التي تعيشها مدينه تعز المحاصرة، يظهر فيها من يُضيء شمعة من وسط الظلام الحالك المخيم على المدينة بإبداعات شبابيه تُبشر لكل اليمنيين أن أحلامهم التي يأملوها لم تهدمها ركام الحرب المتناثرة على أزقه الشوارع والأحياء.

الفتى أحمد المعمري ذات الـ 17 ربيعًا، هو أحد نماذج الإبداع في ظل الحرب القائمة في مدينه تعز، هوايته الابتكارات واختراع الأدوات الكهربائية بمواد ومجسمات صغيرة “تعبيرية ” ويطمح بأن يجد من يرعاه لتصبح هذه الابتكارات واقعية.

وقال أحمد إنه كان أحد سكان مدينه تعز التي تعرضت للحرب والحصار، وتعرض الحي الذي يسكنه للقصف والدمار شمال المدينة وهو ما جعل أسرته تفكير في النزوح إلى أرياف مدينه تعز، لمده عامين.

وقال أحمد “خلال نزوح أهلي، لم يكن والدي يعمل ولدينا أسرة كبيرة فلم أغادر مدينه تعز إلى الريف وظللت أعمل في أحد المقاهي بالمدينة لتوزيع الشاي مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز الدولارين والنصف لكن الحرب أجبرتني على ذلك”.

وتابع “تركت التعليم حينها عندما توقفت المدارس التي كنت أرتادها، وأثناء فترة عملي كنت أقضي الليل في التفكير بألا تكسرني الحرب، وكان عليّ أن أفكر بأن هذه المدينة والبلد الذي أنتمي إليه يستحق منا ألا ننجر جميعنا في الحرب، وأن نفكر في بناء اليمن بعد الحرب، ففكرت بأن أقوم بأي ابتكارات أو اختراعات”.

واستطرد أحمد “كانت أولى اختراعاتي هي مكنسة كهربائية ومن ثم تطورت أفكاري وقمت بتصنيع مجسمات صغيره لأحلام كبيرة، مثل آلات عد النقود ومرواح توليد الطاقة عبر الرياح بأدوات بسيطة”.

واختتم حديثه بأنه يريد أن يصبح أحد أهم المخترعين في العالم، وأن يفيد اليمن وكافة الوطن العربي.

وقال والد الفتى أحمد “لقد كنت مندهشًا من اختراعات ابني رغم أنني انقطعت عنه بسبب النزوح وفقدت عملي منذ ثلاثة أعوام، أي منذ اندلاع الحرب في مدينه تعز وكنت معتمدًا اعتمادًا كليًا بالمصاريف عليّ وعلى بقية أطفالي، لكن أحمد فضّل العمل في أحد المقاهي الشعبية”.

وتابع “لكني بعدما عدت من النزوح، تفاجأت بإصرار أحمد الذي أصبح مهووسًا بأن يصبح أحد المخترعين في اليمن والوطن العربي على حد ما يذكر بشكل متكرر أثناء اجتماعنا في المنزل”.

وخلفت الحرب المتواصلة أوضاعًا معيشية وصحية متردية للغاية وتدمير للمؤسسات التعليمية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وبات أغلب اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.

المصدر : الأناضول