شاهد: عملة حظ تحسم مصير المرشحين الديمقراطيين للانتخابات الأمريكية

مؤيدون يستمعون للمرشحة الديمقراطية اليزابيث وارن في اجتماعها الحاشد في أيوا

لجأ المجمع الانتخابي للحزب الديمقراطي بولاية أيوا للقرعة بالعملة المعدنية لاختيار مندوبي المرشحين في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة.

ولجأ منظمو الانتخابات التمهيدي إلى اللجوء إلى عملة معدنية للاقتراع بشأن مندوبي المرشحين وإذا كان سيتم توزيع المندوبين اثنين للمرشح بيت بوتجيج واثنين للمرشح بيرني ساندرز أم توزيعهم بنسبة 1 إلى ثلاثة.

وتنص قواعد الحزب الديمقراطي على اللجوء إلى قرعة باستخدام عملة معدنية عندما يتساوى عدد المندوبين لمرشحين، فيتم رمي العملة لتحديد أي مرشح سيفقد مندوبا ليصبح العدد فردي وغير متساو .

وكلما زاد عدد الأصوات التي يحصل عليها المرشح في الاجتماع الحزبي أو الانتخابات التمهيدية، يزداد عدد مندوبي المرشح. ويأمل جميع المرشحين بالفوز بأكبر عدد من المندوبين.

وتختلف القواعد المتبعة في الحزب الجمهوري عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية، حيث يستخدم الحزب الجمهوري أسلوب التصويت السري، بينما يشكل الحزب الديمقراطي مجموعات من أجل تحديد مندوبين تبعا للمرشحين.

معركة حامية 

وبدأ الديمقراطيون بولاية أيوا مؤتمرات تحضيرية في أنحاء الولاية في مستهل معركة حامية قد تستغرق عدة أشهر لاختيار منافس لترمب. 
وتدفق الناخبون أمس الإثنين على أكثر من 1600 مدرسة ومركز مجتمعي ومواقع عامة أخرى للإدلاء بأصواتهم والاختيار بين 11 ديمقراطيا يسعون لترشيح الحزب يتقدمهم السناتور بيرني ساندرز ونائب الرئيس السابق جو بايدن اللذان تصدرا أحدث استطلاعات الرأي في الولاية.

وتواترت أنباء عن امتداد طوابير طويلة واحتشاد أعداد غفيرة في بعض المواقع، لكن مواقع المؤتمرات الحزبية أغلقت وبدأت الحشود تتأهب لعملية الفرز. ومن المتوقع الإعلان عن النتائج في غضون  ساعات.

نظام معقد    

وتعتمد أيوا نظاما قديما يقوم على المجالس الانتخابية، وهي تجمعات ناخبين يتكتلون داخل كل مركز اقتراع تحت راية مرشح ما، مع احتمال إعادة توزعيهم على مرشحين آخرين بعد الدورة الأولى. ولطالما لقي هذا النظام تنديدا باعتباره يحد من المشاركة ومخالفا للديموقراطية إذ لا يراعي سرية التصويت. 

وينشر المرشحون مراقبين في كل مكاتب التصويت وتصدر فرق حملاتهم تقديراتها الخاصة للنتائج.

بداية محرجة 

ووصفت وسائل إعلام أمريكية ما تشهده ولاية أيوا، بالبداية المحرجة لعملية اختيار ممثل للحزب في السباق إلى البيت الأبيض.

وقال الحزب الديمقراطي إن الخلل الذي شهده التطبيق الذي كان يفترض أن ينقل إلى الحزب تم إصلاحه.

وقال متحدث باسم الحزب إن “هذا ليس عملية قرصنة أو تدخل”. وقالت شبكة NBC نيوز إن الخاسر الوحيد حتى الآن في أيوا هو الحزب الديمقراطي.
وبرر الحزب الديموقراطي في أيوا تأخير النتائج بظهور “عدم تطابق” في الأرقام، موضحا أنه يريد التثبت من صدقية المعطيات، لكنه بقي صامتا فيما أشارت العديد من الإفادات إلى خطأ في التطبيق الذي يستخدمه مسؤولو مراكز الاقتراع الـ1700.

ترمب يعلق

وعلق دونالد ترمب في تغريدة صباح الثلاثاء “لا شيء يعمل، تماما كما أداروا البلاد”.    

وأضاف “الشخص الوحيد الذي يمكنه الإعلان عن نصر كبير جدا في أيوا الليلة الماضية هو ترمب” معلقا على فوزه في الاقتراع الرمزي الذي نظمه الحزب الجمهوري في الولاية مساء السبت.

وأضاف في تغريدة أخرى “متى يبدأ الديمقراطيون إلقاء اللوم على روسيا، روسيا، روسيا، بدل عدم كفاءتهم للتصويت الكارثي الذي حدث للتو في ولاية أيوا العظيمة؟”.

وأيوا التي تقطنها غالبية من السكان البيض وتكثر بها المناطق الريفية هي أول اختبار في معركة انتخابات الولايات لاختيار مرشح ديمقراطي يواجه ترمب في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

وبعد حملة استغرقت أكثر من عام وإنفاق أكثر من 800 مليون دولار، قد تبدأ نتائج أيوا في تقديم إجابات لحزب يسعى جاهدا لهزيمة ترمب.

حتى وإن فاز مرشح بهامش كبير في أيوا، قد يظل الديمقراطيون يفتقرون لإجابات واضحة مع انتقال السباق لثلاث ولايات أخرى ستشهد تصويتا مبكرا وهي نيو هامبشير ونيفادا وساوث كارولاينا في وقت لاحق من نوفمبر/تشرين الثاني.

ويتوقع المسؤولون الحزبيون في أيوا إقبالا شديدا يتجاوز ما يقرب من 240 ألف ناخب شاركوا في التجمعات الانتخابية عام 2008 وسط أجواء مفعمة بالحماسة لدى سعي باراك أوباما للترشح للانتخابات أول مرة.

ويمثل إلحاق الهزيمة بترمب الهدف الرئيسي للناخبين لدى دخولهم مراكز التجمعات الانتخابية وفقا لاستطلاع أجراه التجمع الانتخابي الوطني إذ قال 62% إنهم يريدون مرشحا يمكنه هزيمة ترمب بينما قال 36% إنهم يريدون مرشحا يتفق معهم فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية. 
وسارع مرشحان إلى ملء الفراغ بإعلان فوزهما، وهما السناتور بيرني ساندرز الذي كان يتصدر استطلاعات الرأي وكاد يهزم هيلاري كلينتون في أيوا قبل أربع سنوات، ورئيس البلدية السابق الشاب المعتدل بيت بوتيدجيدج.  

أما نائب الرئيس السابق جو بايدن، فبدا أن أداءه كان سيئا على ضوء أرقام بعض مكاتب التصويت الكبرى وتقديرات نشرها فريق حملة ساندرز.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات