شاهد: سوري عاد إلى حلب ليجد متجره بلا جدران

ما زالت معظم أرجاء سوق تاريخية شهيرة في مدينة حلب السورية عبارة عن أنقاض بعد أكثر من عام من المعارك، غير أن بضعة متاجر أعادت فتح أبوابها في جزء صغير من السوق مترامية الأطراف.

ويأمل أصحاب المتاجر ومسؤولون محليون في عودة السوق القديمة إلى ما كانت عليه في يوم ما، بأن يسهم المجتمع الدولي في ترميم هذا الجزء المهم من المدينة التي شهدت بعضا من أسوأ المعارك في الأزمة السورية منذ بدايتها في مارس/آذار 2011. 

ويعتقد أن سوق حلب القديمة إحدى أقدم الأسواق المغطاة في العالم، وكانت في السابق مركزًا تجاريًا كبيرًا في المنطقة حتى بدأت الحرب.

واعتاد متسوقون من شتى بقاع العالم زيارة السوق لشراء الأقمشة والملابس والعطور والتوابل والمنتجات الشرقية يدوية الصنع.

والسوق جزء من المدينة القديمة في حلب، والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كما تتضمن قلعة تعود إلى القرن الثالث عشر، ومسجدًا عملاقًا، وعددًا من القطع الأثرية الأخرى، التي دمرت كلها تقريبًا أو تعرضت لأضرار.

وبالسير عبر الشوارع الضيقة للسوق يكتشف المرء أن الدمار ما زال واسع النطاق، إذ أغلق الحطام الأزقة ودمرت قبابا وباتت متاجر بلا أبواب، وانتشرت القطع الفولاذية في كل مكان.

وشهدت المنطقة دمارا شديدا لدرجة أنه ما زال من الصعب إمداد هذا الجزء الذي كان نابضا بالحياة من المدينة بالكهرباء، ما يجعل من الصعب إعادة فتح المتاجر.

ووجد محمود ميمة متجره بلا جدار خلفي كما نهبت جميع البضائع التي تركها قبل سنوات، في خسائر تقدر بآلاف الدولارات.

ودفع محمود 1.25 مليون ليرة سورية (قرابة 2700 دولار أمريكي) لمجرد إصلاح الجدار، ما تعد ثروة في بلد تصل رواتب معظم سكانه إلى أقل من 100 دولار شهريًا.

وما زالت السوق بلا مياه ولا كهرباء ولا خطوط هواتف.

وفي المساء يأتي اللصوص إلى المنطقة، ولذا استأجر محمود وآخرون حراسا لمراقبة متاجرهم.

ولن يكون ترميم السوق، بما يتضمن الأزقة المرصوفة بالحجارة والقباب ذات الفتحات الصغيرة التي تتيح لضوء الشمس المرور إلى الشوارع التاريخية، مهمة سهلة، بل ومن المرجح أن يتكلف ملايين الدولارات.

المصدر : أسوشيتد برس