شاهد: خطيبة خاشقجي تتحدث عن وصيته والأيام الأخيرة من حياته

الراحل جمال خاشقجي وخطيبته خديجة

روت التركية خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، تفاصيل عن حياة الأخير خلال الشهور الماضية واللحظات التي سبقت مقتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

التفاصيل:

خديجة تطرقت في مقابلة أجرتها معها قناة “خبر تورك” التركية، مساء الجمعة، إلى الأحداث التي أعقبت مقتل خاشقجي، والحديث الذي جرى بينها وبين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عقب توجيه الرئيس دونالد ترمب، دعوة لها لزيارة البيت الأبيض. ومما قالته خلال المقابلة:

  • تعرفت خديجة على جمال خاشقجي، خلال مقابلة أجرتها معه في تركيا، وتوطدت علاقتهما عندما تردد على إسطنبول عدة مرات. 
  • خاشقجي أخبرها بأن زواجه الأخير في السعودية انتهى لأسباب سياسية، وأنه يعيش منذ عام ونصف في الولايات المتحدة، وأنه تقدم بطلب للحصول على الجنسية الأمريكية، لكن لم تصدر الموافقة بعد.
  • خاشقجي كان يشعر بعزلة كبيرة بسبب حنينه إلى وطنه، فضلًا عن الحزن من أجل أصدقائه في المملكة، بالإضافة إلى عزلة تامة من الناحية العاطفية، وكان يبحث عن شريكة لحياته، وهو الأمر الذي أدّى إلى تقاربهما.
  • خاشقجي كان يحدّثها في بداية تعارفهما عن عزلته، وشعوره بجرح كبير لم يندمل من الناحية المعنوية بسبب بعده عن أسرته، حتى أنه لم يعد يعرف نفسه، ولم يكن يتوقع أن تكون الغربة ثقيلة عليه إلى هذا الحد.
  • بعد الحصول على الموافقة من الأسرة، شرعا في التحضير لزواجهما اعتبارًا من 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، وخططا للعيش في الولايات المتحدة وإسطنبول، لذا اشترى خاشقجي منزلا في المدينة التركية التي يكن لها محبة كبيرة.
  • خاشقجي كان قد تعرف على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضًا، وله أصدقاء كثر في تركيا.

الزواج
  • حول الادعاءات بأن خاشقجي حاول الحصول على ورقة من القنصلية السعودية في الولايات المتحدة، من أجل الزواج، وأنه تم توجيهيه من هناك إلى القنصلية في إسطنبول، قالت خديجة إنه لم يبلغها بأي شيء عن هذا الموضوع.
  • خاشقجي وخديجة ذهبا إلى دائرة الزواج في بلدية حي “فاتح” بإسطنبول، واستفسرا عن الأوراق المطلوبة، حيث قال أحد الموظفين إنه يتعين على خاشقجي إحضار ورقة من قنصلية بلاده تفيد بأنه غير متزوج حاليا.
  • خطيبها الراحل كانت لديه مخاوف بشأن الذهاب إلى القنصلية، وأنه لم يكن يرغب في المواجهة، وحدوث أجواء متوترة، لأنه كان إنسانا عاطفيا ورقيقا جدًا.
  • كان قلقًا من تعرضه للاستجواب أو التعامل بطريقة غير مناسبة أكثر من أن يتم اعتقاله، لكنهما لم يتحدثا عن هذا الموضوع مطولًا، إلا أنها كانت ترى التوتر في تعابير وجهه.

الزيارة الأولى
  • “في الزيارة الأولى لخاشقجي إلى القنصلية في 28 أيلول/ سبتمبر، كان قلقا قليلًا، لكن كنت قلقة أكثر منه لأنهم رفضوا دخولي، وانتظرت أمام الباب وبدأت باستمرار في مراقبة من يخرجون من القنصلية والسيارات أيضًا، حيث انقضت ساعة، وبعدها قلت لنفسي خلال 10 أو 15 دقيقة إن لم يخرج سأسأل عنه لأنه سيتأخر على الطائرة، ولكن لم تكد تنقضي 10 دقائق حتى خرج جمال”.
  • خاشقجي خرج من القنصلية فرحًا بعدما عاملوه بشكل جيد للغاية وأعلموه أن الأوراق المطلوبة لإتمام زواجه ستصبح جاهزة خلال أيام، فسافر بعدها إلى العاصمة البريطانية لندن.
الزيارة الثانية
  • رافقت خديجة خطيبها إلى القنصلية في الموعد الثاني يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وكان قد اتصل بأحد مسؤولي القنصلية قبل الذهاب والذي بدوره أعلم جمال بأنه سيعاود الاتصال به لتحديد موعد مناسب لقدومه إلى القنصلية. وبعدها بنحو 40 دقيقة اتصل المسؤول وأخبره أن الساعة الواحدة ستكون مناسبة لقدومه، ولدى توجهه إلى هناك لم يكن قلقًا.
  • خاشقجي سلمّ خطيبته هواتفه، وأعطاها اسم مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي، للاتصال به في حال حدوث خطب ما، ثم دخل القنصلية بكل أريحية.
  • بدأت خديجة بالانتظار أمام القنصلية منتظرة أنباء سارة يخرج بها، واعتقدت أنه يتبادل أطراف الحديث داخل القنصلية لأنه كان يتساءل عما حصل في بلاده بعد خروجه منها. لكنها انتظرت فترة طويلة أمام باب القنصلية، ولم تتوقع حدوث مكروه له.
  • اتصلت بشقيقتها بعد أن بدأت بالشعور بحدوث أمر سيء، وأرسلت رسائل لبعض أصدقاء خاشقجي بعد أن أخبرتها شقيقتها أن ساعات العمل الرسمية انتهت في القنصلية.
  • هرعت نحو باب القنصلية وتحدثت مع مسؤول تركي على بابها، وأخبرته بأن جمال لم يخرج من القنصلية. كانت تشعر بذعر كبير وفكّرت أنهم اختطفوه إلى السعودية.
  • المسؤول التركي على باب القنصلية أخبرها بأن الجميع خرجوا من القنصلية ولم يبق فيها أحد، لتتصل بعدها بالقنصلية للاستفسار عن جمال وأخبرتهم بأن خطيبها لم يخرج من قنصليتهم.
  • إثر الاتصال الهاتفي طلب موظف القنصلية منها إعلامه بموقعها، وخرج إليها قائلًا “لم يبق أحد في القنصلية وليس هناك أي داعٍ لانتظارك هنا”.
  • عقب الحديث الذي جرى بينها وبين موظف القنصلية، اتصلت بـ”أقطاي”، ورئيس جمعية بيت الإعلاميين العرب، طوران قشلاقجي، وشرحت لهما ما طرأ معها ومع خاشقجي، وبقيت تنتظر أمام بوابة القنصلية وأعلمت وسائل الإعلام، وكانت شرطة المنطقة أول الوافدين أمام القنصلية، وسألت عن الموضوع فأخبرتهم بما تعلمه، ثم ذهبت إلى مخفر الشرطة وأدلت بإفادتها وقدمت بلاغا.
  • واصلت الذهاب إلى القنصلية السعودية في الأيام التي تلت اختفاء خطيبها، وأدركت وجود سيناريوهات أخرى عندما علمت بأمر الطيارة الخاصة التي جاءت إلى إسطنبول يوم الحادثة.
  • سلمت الأشياء الخاصة لخاشقجي للنيابة العامة، بعد قرابة 4 أيام من يوم الحادثة.
  • الرئيس رجب طيب أردوغان ومسؤولي الحكومة التركية، اهتموا بموضوع اختفاء خاشقجي منذ اللحظة الأولى، وقدموا لها كافة أشكال الدعم.
دعوة البيت الأبيض
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، دعاها إلى زيارة الولايات المتحدة، لكنها اعتبرت أن تصريحاته عن خاشقجي كانت “متناقضة”.
  • أكدت لترمب استعدادها لزيارة البيت الأبيض، في حال اتخاذه خطوات حيال الكشف عن ملابسات مقتل خاشقجي.
  • بعد مكالمة ترمب بعدة أيام اتصل بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو معربا لها عن تعازيه وأنه يشعر بالأسف عليها، وأبلغها سلام ترمب.
  • سألت بومبيو فيما إذا كان لديه معلومات عن الموضوع، ليؤكد لها متابعته للأمر، إلا أنه لا يعلم شيئا عن خاشقجي بعد.
  • أكدت أنها لا ترغب بزيارة الولايات المتحدة في الوقت الراهن، وأن  الرأي العام الأمريكي يبذل جهودا كبيرة من أجل الحفاظ على إبقاء قضية خاشقجي على أجندته اليومية، وخاصة صحيفة “واشنطن بوست”.
وصيته
  • توقعت خديجة أن يتم دفن جمال خاشقجي في المدينة المنورة، في حال العثور على جثمانه، بناء على وصيته.
المصدر : الأناضول