شاهد: بنس يتعهد بدعم أمريكي قوي لـ”السيسي”

أجرى نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس (السبت) في القاهرة محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بداية جولة في الشرق الأوسط.

حيث تعهد بدعم أمريكي قوي للرئيس عبد الفتاح السيسي في الحرب التي تخوضها مصر ضد “المسلحين”.

وقال بنس إن العلاقات بين بلاده ومصر صارت في أقوى حالاتها بعدما شهدت فترة من الفتور كما نقل تحيات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسيسي لتنفيذه إصلاحات اقتصادية.

وأضاف بنس “نتكاتف معك في مصر في الحرب ضد الإرهاب”.

وقال السيسي إنه ناقش مع بنس سبل القضاء على “سرطان الإرهاب” واصفا الرئيس الأمريكي ترمب بالصديق.

وكانت زيارة نائب الرئيس الأمريكي مقررة أصلا في نهاية ديسمبر/كانون الأول، لكنها تأجلت في ظل الغضب الذي أثاره قرار ترمب الاعتراف باعتبار بالقدس عاصمة لإسرائيل وإلغاء العديد من الاجتماعات المقررة.

واجتمع بنس، الذي ترافقه زوجته كارين، بالرئيس المصري في قصر الاتحادية الرئاسي بضاحية مصر الجديدة.

ومن المقرر أن يغادر مساء متوجها إلى الأردن، ثم إلى إسرائيل يومي الإثنين والثلاثاء.

وبحسب الصحف المحلية، تناولت المحادثات الأمن الإقليمي والتعاون بين البلدين ومستقبل المساعدات الأمريكية لمصر.

وكان ترمب أعلن، لدى اجتماعه مع السيسي في سبتمبر/أيلول على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أنه “سينظر” في موضوع استئناف المساعدات العسكرية لمصر والتي جمدتها إدارته في أغسطس/آب بسبب مخاوف تتعلق بانتهاكات لحقوق الانسان.

وفيما هدأت التظاهرات والمواجهات الدامية التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، إلا أن هناك قلقاً بشأن مصير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي جمدت واشنطن نصف الأموال التي تخصصها لها أي 65 مليون دولار سنوياً ما يهدد بجعلها عاجزة عن الاستمرار في تنفيذ قسم كبير من برامج تأمين الغذاء والتعليم والعلاج التي يستفيد منها ملايين اللاجئين الفلسطينيين.

ونددت القيادة الفلسطينية الغاضبة أساسا من القرار المتعلق بالقدس، بالإدارة الأمريكية ورفضت لقاء بنس في ديسمبر/كانون أول.

وفي غزة، نددت حركة حماس بزيارة بنس “غير المرحب بها”.

وقال الناطق باسمها فوزي برهوم في تصريح صحافي “إننا نعتبر زيارة نائب الرئيس الأمريكي (مايك بنس) للمنطقة غير مرحب بها ولا يوجد أي مبرر لاستقباله واللقاء به من أي مستوى كان، وخاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي يؤكد فيها شطب ملف القدس واعتمادها عاصمة أبدية لـ “لكيان الصهيوني” وعلى الجماهير والشعوب المحبة لفلسطين الإبقاء على حالة الرفض التام لهذه المشاريع الصهيوأمريكية والقائمين عليها”.

وبإمكان زعيمي مصر والأردن، البلدين العربيين الوحيدين المرتبطين باتفاقات سلام مع إسرائيل، أن يكونا لاعبين أساسيين إذا تمكن المفاوضون الأمريكيون من إحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وهو ما يسعى إليه ترمب.

وهما كذلك شريكان في الأمن وتبادل المعلومات الاستخبارية في الحروب الأمريكية السرية والعلنية ضد “الحركات المتطرفة” في المنطقة.

وتعد مصر من أكبر الدول التي تحصل على مساعدات لشراء معدات عسكرية أمريكية متطورة.

وألغى إمام الأزهر أحمد الطيب لقاءه مع بنس احتجاجا على قرار ترمب بشأن القدس.

وأعلن بابا الأقباط في مصر تواضروس الثاني كذلك رفضه لقاء بنس “نظرا للقرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بخصوص القدس ودون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية”.

وبعد الأردن، الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس، سيتوجه بنس إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو(الإثنين).

وسيلقي بنس كلمة في الكنيست ويلتقي الرئيس رؤوفين ريفلين خلال الزيارة التي تستمر ليومين.

وأعلن ائتلاف الأحزاب العربية في الكنيست (السبت) أنه سيقاطع خطاب بنس ووصفه النائب أيمن عودة بأنه “رجل خطير”، معتبرا أنه يحمل رؤية تستهدف “تدمير المنطقة”.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية عام 1967 قبل أن تضم القدس الشرقية في تحرك لم يلق اعترافا من المجتمع الدولي.

وتصر إسرائيل على أن القدس برمتها عاصمتها الموحدة فيما يتطلع الفلسطينيون لجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

أما المجتمع الدولي، فيعتبر أن إسرائيل تحتل القدس الشرقية بشكل غير شرعي.

وتقع سفارات جميع الدول في التجارية تل أبيب.

وبدأت وزارة الخارجية الأمريكية التخطيط لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهي عملية يقول الدبلوماسيون الأمريكيون إن انجازها قد يستغرق سنوات.

وأفادت معلومات نشرتها صحف هذا الأسبوع أن واشنطن قد تعلن القنصلية الأمريكية العامة في إسرائيل سفارة لها موقتا، فيما يتواصل البحث عن موقع لبعثة طويلة الأمد.

ويمكن أن تكون تلك العملية موضع خلاف مثل بناء سفارة جديدة تماما، إذ أن المبنى الحالي يشكل مقر البعثة الأمريكية للأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم كشف هويته للصحافيين إنه لا يزال على وزير الخارجية ريكس تيلرسون اتخاذ قرار بشأن موقع دائم أو موقت للبعثة.

وأكد المسؤول نفسه “أنها عملية تستغرق وقتا، في أي مكان في العالم. وقت للتصميم المناسب ووقت للتنفيذ. أنها مسألة سنوات وليس أسابيع أو أشهر”.

وسيزور بنس المسيحي الملتزم “حائط المبكى” (البراق)، أحد أكثر الأماكن المقدسة لدى اليهود في القدس القديمة، كما سيزور نصب ضحايا المحرقة النازية (ياد فاشيم) في القدس.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات