شاهد: بمشاركة خطيبته.. تأبين دولي لخاشقجي في لندن

وضاح خنفر "يمين", وخديجة جنكيز "يسار"

شارك حشد كبير من الصحفيين والإعلاميين والنشطاء من شتى أرجاء العالم، مساء الإثنين، في لقاء تأبيني دولي في لندن للصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

تأبين دولي
  • اللقاء التأبيني نظمه مركز الشرق الأوسط بالتعاون مع منتدى الشرق، واحتشد المئات عند البوابات الخارجية، حيث لم تكف ثلاث قاعات حجزها المنظمون للعدد الضخم الذي حضر لتأبين خاشقجي. 
  • قاعات الحفل اكتظت بالحضور من جنسيات مختلفة، وكان لافتا عدد الحاضرين من  البريطانيين والغربيين عمومًا من خلفيات مختلفة ومناصب سياسية وإعلامية وبرلمانية، إضافة إلى أشخاص من عامة الناس جاؤوا للتعبير عن تضامنهم مع قضية خاشقجي وخطيبته، والتنديد بجريمة قتله.
اللحظات الأخيرة
  • خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، كانت أبرز الحاضرين وكان رثاؤها الأكثر وقعًا حين تطرق الحديث للعواطف والألم، فعددت مناقب خطيبها الراحل، وروت بكلمات مؤثرة اللحظات الأخيرة في ذلك اليوم المشؤوم.
  • خديجة ذكرت أنها لو كانت تعلم ماذا كان سيحصل لخطيبها لدخلت القنصلية بنفسها ووقفت في وجه فريق القتلة لتحمي حبيبها، ولكنها لم تتخيل أبدًا ما حدث لخاشقجي الذي غاب بجسده لكنه معها ومع ملايين المحبين بروحه، وفق تعبيرها.
  • خطيبة خاشقجي طالبت خلال اللقاء، النظام السعودي بالكشف عن مكان جثمان خطيبها المغدور، داعية المجتمع الدولي إلى محاسبة من أصدروا قرار الاغتيال، وليس القتلة فقط.
رسالة خديجة لترمب
  • خديجة دعت أيضًا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى تغليب القيم على المال والمصالح، وقالت إنها تشعر بخيبة أمل من نهج ترمب.
  • خطيبة خاشقجي أضافت “على الرئيس ترمب أن يساعد في كشف الحقيقة وضمان أن تأخذ العدالة مجراها. لاينبغي أن يمهد الطريق للتستر على جريمة قتل خطيبي. دعونا لا نجعل النقود تلوث ضمائرنا وتعرض قيمنا للخطر”.
  • خديجة كانت متحفظة خلال اللقاء وبدت عليها الكآبة وكانت على وشك البكاء مرات عديدة. وقالت “على العالم أن يعرف من حرض ومن كان متورطًا ومن ارتكب هذه الجريمة”.
  • التقت خديجة بخاشقجي في مايو/أيار خلال مؤتمر في إسطنبول وتطورت علاقتهما، لكن قرار الزواج في إسطنبول دفعه لسلسلة من الإجراءات الورقية التي أفضت في نهاية الأمر إلى مقتله.
  • بموجب القانون التركي كان يتعين على خاشقجي، الذي كان مطلقا، أن يقدم دليلا على أنه ليس متزوجا ومن ثم كان عليه أن يذهب إلى القنصلية.

رثاء الصديق
  • رئيس منتدى الشرق وضاح خنفر رثى بدموعه صديقه جمال قائلًا “سلام عليك يا ابن مدينة رسول الله”، وتحدث على علاقته بخاشقجي وكيف كان يستعد لبدء حياة جديدة رغم ألم المنفى والبعد عن الوطن والأهل.
  • خنفر وجه الشكر للصحفيين الذين أبرزوا قضية جمال وانتفضوا جميعًا ضد إخفاء الحقيقة بعد أن أراد المتآمرون على الربيع العربي جعلها لغزًا، مشددًا على أن من قتلوا الربيع العربي هم ذاتهم الذين قتلوا خاشقجي.
  • رئيس منتدى الشرق أشار إلى أن خاشقجي كان يناضل سلميًا بالنيابة عن جميع الشعوب العربية مدافعًا عن الحرية والديموقراطية والربيع العربي.
  • خنفر دعا قاتلي جمال إلى تذكّر مصير معمر القذافي الذي كان لا يرى أبناء شعبه، مؤكدًا أن المتطرفين الذين يقطعون الرؤوس ليسوا فقط مسلحي تنظيم الدولة، بل هم موجودون كذلك في القصور.
قتلوه كما يفعل تنظيم الدولة
  • الصحفي البريطاني الشهير ديفيد هيرست، قارن أيضًا بين السلطات السعودية وبين مسلحي تنظيم الدولة من حيث بشاعة القتل ووحشيته، وقال “قتلوه مثلما يفعل تنظيم الدولة.. سجلوا صرخاته أثناء قتلهم له”.
  • هيرست قال إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يدعي الحداثة بينما هو “داعشي” الفكر، هو من أعطى الأوامر بقتل خاشقجي بطريقة وحشية كما كان في القرون الوسطى.
  • الكاتب البريطاني أكد أن قتل جمال أظهر أن أقرب الحلفاء لابن سلمان باتوا يشكلون خطرا عليه، وأن تلك الجريمة دفعت ولي العهد إلى البحث عن حلفاء جدد ما كان ليضع يده في أيديهم من قبل.
خاب مَن حاول إسكات جمال
  • سارة واتسون مديرة برنامج الشرق الأوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش والتي تربطها صداقة بخاشقجي امتدت لــ15 عامًا، وصفت قاتليه بالوحوش الجبناء، وقالت إن “من حاولوا إسكات صوت جمال فعلوا العكس، إذ أصبح زئيره يملأ العالم والفضاء الدولي، ويصل إلى الملايين”.
  • واتسون أكدت أن جريمة قتل خاشقجي كشفت سادية ابن سلمان، مطالبة بالتحقيق الجدي معه ومعاقبته.
لحظة فارقة
  • عضو مجلس العموم البريطاني كريس بلانت اعتبر أن مقتل خاشقجي لحظة فارقة في التاريخ، داعيًا إلى محاسبة الرياض للمتورطين وإلا فإن الرعب والقمع سيسودان السعودية.
  • نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، قال إن حالة خاشقجي هي “بوعزيزي السعودية”، مؤكدًا أن قاتليه جعلوا دمه “أيقونة” في كل أنحاء العالم.
  • عوض أشار إلى حملة في الولايات المتحدة لإطلاق اسم جمال خاشقجي على شارع السفارة السعودية في واشنطن، أملًا أن تنجح الحملة، ودعا إلى تنظيم حملات لإبقاء اسم جمال حاضرًا.
خلفية
  • خاشقجي صحفي سعودي بارز يعد واحدا من أهم الصحفيين الميدانيين العرب، وغطى عددًا من الحروب والأحداث العالمية من أفغانستان للجزائر لفلسطين للسودان، وشغل منصب رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية لسنوات.
  • جمال كان قريبًا من القصر السعودي ورجال من العائلة الحاكمة لعقود، قبل أن تنقم عليه السلطات السعودية فتمنعه من الكتابة والتغريد لبضعة أشهر.
  • مع التضييق الذي شهدته المملكة مع تولي ابن سلمان ولاية العهد على جميع الآراء المنتقدة، اختار خاشقجي مغادرة وطنه والتوجه إلى الولايات المتحدة عام 2017 ككاتب رأي في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
  • في يوم الثلاثاء الثاني أكتوبر/تشرين الأول 2018، اختفى خاشقجي بشكل غريب داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، لتتوالى الأحداث والروايات والتسريبات من الجانبين السعودي والتركي المؤكد فيها هو قتل جمال بطريقة وحشية في عملية مدبرة، فيما تتجه أصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي وتساؤلات عن مكان جثة الصحفي المغدور.
المصدر : الجزيرة مباشر