شاهد: انطلاق أكبر عملية تبادل أسرى بين أطراف النزاع في اليمن

بدء أكبر عملية تبادل أسرى في اليمن منذ اندلاع الأزمة
بدء أكبر عملية تبادل أسرى في اليمن منذ اندلاع الأزمة

انطلقت أكبر عملية تبادل للأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، الخميس، منذ بداية النزاع المدمر قبل نحو ست سنوات، وذلك بناءً على اتفاق سويسرا الموقع بين الطرفين الشهر الماضي.

وتجري عملية التبادل برعاية الامم المتحدة وبتنظيم لوجستي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقالت مصادر ملاحية لوكالة الأنباء الألمانية إن أربع طائرات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، وصلت إلى مطار صنعاء، من أجل تنفيذ الصفقة.

وأضافت المصادر أن “دفعة أولى من الأسرى الحوثيين، عددهم 230، وصلت إلى مطار سيئون بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن، تمهيدًا لنقلها إلى صنعاء”، و” سيصل 230 أسيرًا يتبعون الحكومة اليمنية إلى سيئون قادمين من صنعاء، في وقت لاحق اليوم”.

ومن المفترض أن تقلع طائرات أخرى من مطار صنعاء حاملة مئات الأسرى باتجاه مدينة سيئون الخاضعة لسيطرة الحكومة في وسط اليمن، وكذلك مطار أبها في جنوبي السعودية. كذلك، ستقلع طائرات من مطار سيئون مع مئات السجناء في صفوف الحوثيين باتجاه صنعاء.

عدد من المحتجزين لدى الحوثيين خلال صعودهم إلى طائرة العودة لأهليهم

 

و أعلنت جماعة الحوثي أنها ستستقبل مئات الأسرى المحررين الذين سيصلون إلى صنعاء على المستوييْن الشعبي والرسمي.

وكتبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تويتر “بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني والهلال الأحمر السعودي، وبدورنا وسيطاً محايداً، سنساعد مئات المحتجزين السابقين على العودة إلى ديارهم”.

وتمثّل عملية تبادل الأسرى بارقة أمل في النزاع في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وأقلعت طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، على متنها 19 أسيرًا (15 سعوديًا و4 سودانيين)، متجهة من صنعاء إلى مطار أبها السعودي.

كما أقلعت طائرة أخرى من مطار صنعاء تقل نحو 110 أسرى تابعين للحكومة اليمنية، متجهة إلى مطار سيئون بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، وفق مصادر ملاحية.

وأكدت قناة “المسيرة” الناطقة باسم جماعة الحوثي، على موقعها الإلكتروني، أن الطائرة التي تقل أسرى الحكومة اليمنية لدى الجماعة أقلعت من مطار صنعاء الدولي.

وأوضحت أن الاتفاق يشمل 681 من الأسرى الحوثيين، مقابل 400 من الطرف الآخر، بينهم 15 سعوديا و4 سودانيين ضمن الأسرى المفرج عنهم من جانب الحوثيين.

هذا و قال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية، محمد قيزان، إن صفقة تبادل الأسرى اليوم ستشمل خمسة صحفيين، هم: هشام طرموم، وهشام اليوسفي، وهيثم عبد الرحمن الشهاب، وعصام أمين بالغيث، وحسن عناب.

وأضاف قيزان، عبر حسابه على تويتر، أن هناك جهودًا حثيثة للإفراج عن 4 صحفيين آخرين (لم يفصح عن أسمائهم) رفضت قوات الحوثي إطلاق سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى، دون أن يكشف عن تفاصيل أكثر.

ومن المقرر تبادلُ 1081 أسيرًا، خلال اليوم وغدا الجمعة، كانوا محتجزين لدى الحوثيين.

وقال مسؤول ملف الأسرى في جماعة الحوثي، عبد القادر المرتضى، عبر تويتر، في وقت سابق الخميس، ستُنفَّذ صفقة تبادل الأسرى الخميس والجمعة، كما هو مرسوم لها، بعد حل إشكالية طرأت قبل يومين.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر يارا خواجة، إن طواقم اللجنة توجد حاليًا في مطارات يمنية عديدة لتسهيل عملية نقل الأسرى بين طرفي النزاع.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مارتن غريفيث، قد أعلن عبر بيان مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في 27 سبتمبر الماضي، اتفاق الحكومة والحوثيين في جنيف على تبادل 1081 أسيرًا.

ووافق الجانبان في محادثات في السويد في ديسمبر/ كانون أول 2018، على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق.

الإفراج عن أمريكييْن احتجزهما الحوثيون     

وفي السياق، أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، الإفراج عن أمريكييْن كانا محتجزين في اليمن لدى الحوثيين الذين استعادوا في المقابل -فيما بدا أنّه صفقة تبادل- أكثر من 200 من أنصارهم كانوا محجوزين في سلطنة عمان.

ويأتي هذا الحدث الذي يصب في خانة حصيلة الرئيس دونالد ترمب في إعادة “رهائن” أمريكيين، قبل 20 يومًا من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي يتنافس فيها الملياردير الجمهوري سعيًا للفوز بولاية ثانية.

وقال مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين في بيان إنّ “الولايات المتحدة ترحّب بالإفراج عن المواطنين ساندرا لولي وميكايل جيدادا (…) نتوجه بتعازينا لعائلة بلال فطين الذي سيُعاد جثمانه إلى الوطن أيضًا”.

المواطنة الأمريكية ساندرا لولي عقب إفراج الحوثيين عنها

 

وقال أوبراين، الأربعاء، إنّ “الرئيس ترمب أعاد أكثر من 50 رهينة ومعتقلا من 22 دولة منذ تسلمه منصبه”. 

ولم يسبق لواشنطن أن تطرقت رسميًا إلى عملية الاحتجاز.     

وقال ريتشارد بوني زوج ساندرا لولي إنّ زوجته قصدت اليمن للعمل في مجال المساعدات الإنسانية، ولا سيّما في توزيع مياه الشرب قبل أن تحتجز رهينة طوال 16 شهرًا، وأضاف في بيان “ننتظر هذا اليوم منذ وقت طويل”.     

و نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مستشار للرئيس ترمب قوله إنّ جيدادا وهو رجل أعمال أمريكي، محتجز منذ نحو عام.     

وستستعيد واشنطن جثمان بلال فطين، وهو محتجز ثالث لدى الحوثيين، لكن لم تتضح ظروف وفاته.     

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنّ فطين “توفي في الأسر”، من دون توضيح ملابسات وفاته.

وتوجّه البيت الابيض بالشكر إلى سلطنة عمّان والسعودية “لجهودهما من أجل السماح بالإفراج” عن الأمريكييْن، ووفق “وول ستريت جورنال”، فإنّ عملية الإفراج تندرج ضمن صفقة تبادل.

وأكد الحوثيون عودة 240 من مناصريهم إلى صنعاء، الأربعاء، بعدما كانوا محتجزين في سلطنة عمان، التي غالبًا ما تقوم  بدور الوسيط في النزاعات الإقليمية.     

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام على حسابه في تويتر “وصل إلى صنعاء ما يقارب 240 شخصًا من أبناء الوطن ما بين جريح وعالق على متن طائرتين عمانيتين”.

وأضاف “من بينهم الجرحى الذين خرجوا إلى مسقط أثناء مشاورات السويد، ولم تُعِدْهم الأمم المتحدة وفقًا للاتفاق”، في إشارة إلى اتفاق سلام بين الحوثيين والحكومة وُقِّع قبل نحو عامين.

ولم يعلّق التحالف العسكري بقيادة السعودية ولا الحكومة المعترف بها دوليا على عملية إعادتهم.     

وكتب المسؤول السياسي في صفوف الحوثيين، محمد علي الحوثي في تغريدة “سعدنا اليوم باستقبال بعض الأخوة الجرحى الذين كانوا عالقين خارج الوطن جراء الحصار الغاشم المستمر على بلدنا”، مضيفًا “لقد عرقل تحالف العدوان خروجهم ودخولهم في واحدة من جرائم حربه ضد اليمنيين”.     

ومنذ انتخابه قبل أربعة أعوام، جعل ترمب من ملف الإفراج عن “رهائن” أمريكيين وعن مواطنين أمريكيين “معتقلين” في الخارج إحدى أولوياته. وسجّل عددًا من النقاط في هذا المجال، خاصة مع إعادة أمريكيين من كوريا الشمالية وإيران في عمليات جرى بعضها ضمن صفقات تبادل.

ويسيطر الحوثيون بقوة السلاح على محافظات يمنية، بينها العاصمة صنعاء وجزء كبير من شمال وغرب البلاد، منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014، وتصاعدت الحرب مع تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لدعم الحكومة اليمنية في مارس/ آذار 2015.

وخلّفت الحرب المستمرة للعام السادس 112 ألف قتيل، بينهم 12 ألف مدني، وبات 80 في المئة من سكان اليمن، البالغ نحو ثلاثين مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

ولا يزال نحو 3.3 ملايين شخص نازحين، بينما يحتاج 24.1 مليون آخرين، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة، والتي أكدت مرارًا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات