شاهد: السيسي يشاهد آراء تنتقد حكمه على التليفزيون المصري

عبّر مصريون في نحو 10 دقائق تلفزيونية رسمية عن مخاوف وانتقادات لافتة وإرشادات معتادة في عرض نادر مرتبط بأجواء الانتخابات الرئاسية وتتطرق إلى الأحوال المعيشية والأمنية.

جاء ذلك ضمن آراء لمصريين استمع لها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضمن فيلم تسجيلي تحت عنوان “شعب ورئيس” بثه التليفزيون الرسمي وفضائيات مصرية، مساء الثلاثاء، قبيل أيام من بدء اقتراع المصريين بالداخل في الانتخابات الرئاسية الاثنين المقبل، والذي يتواصل لـ 3 أيام.

وشملت الآراء مواقف إيجابية وسلبية إزاء 8 قضايا هي: اليأس من تغيير أوضاع البلاد، والخوف من التوقيف الأمني، وارتفاع الأسعار، والدخول المنخفضة، وتقييم المشروعات القومية، وتقييم انتخابات الرئاسة، والدور الاقتصادي للجيش، والتعليم والصحة، والأمان.

1: يأس من تغيير الأوضاع

“نحن من المفروض ألا نتكلم لأن وقت الكلام فات”، أول عبارة قيلت بالآراء، ذكرها عجوز جالسا على جسر عندما سألته المحاورة عن مطالبه من الرئيس.

وخلال استعراض الآراء تكرر هذا الشعور الممزوج بنبرة اليأس من عجوز يبدو في قطار يخبر المحاورة، قائلا إنه “مهما تحدث لن يتغير شيء؛ فالأمر سيبقى صفرا”.

2: ثقافة الخوف

الخوف من التوقيف الأمني، كان من أبرز ما أثير بين آراء المشاركين بالفيلم التسجيلي، عندما طلبت منهم المحاورة توجيه طلب للسيسي، إذ تساءل شاب من داخل عربة قطار قائلا: “سنُحبس أم لا؟”، فردت المحاورة “لا تخف لا حبس نهائيا”.

وبابتسامة يظهر عجوز ثان خائفا مخاطبا المحاور: “أرجوك ابعد عني.. أقبلْ يديك”، بينما يتحدث شخص في ملامح الأربعينات بدهشة: “لا أحد يستطيع أن يتكلم”.

3: تقييم المشروعات القومية

تحدث أكثر من رأي مشيدا بمشروعات البنية التحتية، ودورها في مستقبل مصر

وتدخل شاب في عربة قطار برأي مختلف مع ذلك الطرح قائلا: نعم هو (أي السيسي) يعمل للمستقبل، لكن لابد أن يعيش الشباب الوقت الحاضر، في إشارة لانتقادات عديدة لزيادة نسب البطالة والعنوسة وارتفاع الأسعار.

4: انخفاض الدخول وارتفاع الأسعار

وفي تجمع، اشتكى رجل من غلاء السلع الغذائية التي شهدت ارتفاعا لاسيما منذ تحرير سعر الصرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، واحتد على شخص ثان يتحدث عن رخص كيلو اللحم ببلاده في منافذ تابعة لمؤسسات بالبلاد، قائلا: “هذا كذب”.

وتحدثت بائعة بأحد الأسواق: “اللحم والخضار غاليان، لابد من تقليل الأسعار لأن الناس غلابة (فقراء)”،

فيما تحدث عامل من سيارته الصغيرة مشتكيا من أن دخله لا يكفي معيشته.

وخاطب سائق السيسي قائلا: “ارحمنا من الغلاء الذي نعيش فيه”.

6: الدور الاقتصادي للجيش

الحديث عن الدور الاقتصادي للجيش كان حاضرا أيضا في الفيلم التسجيلي؛ إذ انتقدت سيدة سيطرة العسكريين على النشاط الاقتصادي في البلاد. وقالت من داخل سيارة فاخرة: لا أرى أن النظام العسكري (هذا التوصيف كان يرفضه السيسي في 2014 ولم يعلق عليه حاليا) يدرس الأمور بشكل علمي بقدر ما يرى النواحي الأمنية أكثر (..). البلد تحتاج علماء وفرق عمل على ملفات.

7: تقييم انتخابات الرئاسة

حال الرئاسيات الحالية لم يعجب البعض الذي كان يتمنى وجود أكثر من مرشح للاختيار من بينهم بدلا من الحال الحالي؛ إذ ليس أمام الناخبين سوى مرشحين اثنين فقط؛ هما الرئيس الحالي السيسي، ومرشح آخر أعلن دعمه لترشح الأخير قبل أيام من تقديم أوراق ترشحه.

وعن ذلك، قالت السيدة، التي كانت تتحدث من سيارة فاخرة، إنه كان يجب أن يكون هناك عدة مرشحين.

8: الأمان

مطلب الأمان كان مثار جدل بين المستطلع أراؤهم في الفيلم التسجيلي.

وبينما قال عجوز لا شكاوى والبلد في تقدم وفي أمن وأمان، يقاطعه شخص آخر قائلا: “لا أمان موجود”، وسط اختلاف بين الآراء حول تلك القضية.

** تعقيب وجدل

من جانبه، عقب السيسي موضحا أن هذه المشكلات نتيجة تراكمات تعود للستينيات من القرن الماضي، نافيا المساس بحرية أحد عند الحديث عنه أو أن المشروعات القومية مضرة.

واستعرض عددا من الإجراءات التي تم اتخاذها حتى لا تكسر ظهر المواطن أو خاطره، في مجالات مثل الإسكان والدعم والتكافل.

ونفى السيسي ما قال إنه يتردد عن سيطرة القوات المسلحة على الاقتصاد، ومعتبرا أنه ليس له ذنب في عدم وجود منافسين كثر ضده في الرئاسيات الجارية بالبلاد.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر