شاهد: البصرة.. فينيسيا الشرق تموت من العطش

مدينة البصرة التي كانت يوما تلقب “بفينيسيا الشرق” نظرا للقنوات المائية التي تتخللها- تموت الآن من العطش- إذ تحولت قنواتها التي تشبه قنوات مدينة البندقية الإيطالية إلى برك ملوثة.

ويعاني شط العرب، الذي يشق المدينة ويعد مصدر المياه العذبة الرئيسي لتلك القنوات، من تلوث كبير يتهدد حياة أربعة ملايين شخص في ثاني كبرى مدن العراق.

شط العرب.. شريان للموت:

يقول شكري الحسن، أستاذ علوم البحار بجامعة البصرة: “ليس شريان حياة وإنما شريان للموت، مستويات التلوث عالية جدا، شتى أنواع الملوثات الآن ممكن أن تجدها في هذا النهر.. ملوثات جرثومية.. ملوثات كيميائية.. طحالب سامة.. مستويات الملوحة الآن بتراكيب غير مسبوقة ممكن أن تقارب مياه البحر أو هي مياه بحر بالفعل”.

التفاصيل:

  • قال الحسن نفوق بالأسماك ارتفع بشكل مقلق.. وحتى لو أن هذه الأسماك تتحمل المياه المالحة لكن نفوقها يدلل على وجود تسمم في هذا الشط.
  • الوضع مقلق جدا ويجب إطلاق نداء استغاثة وإنذار حول ما يتربص بِنَا من خطر.
  • مستويات التلوث في شط العرب زادت أربعة أمثالها في الأعوام العشرة الأخيرة والتلوث يزداد ويضاعف المخاطر على السكان.
الأوضاع في البصرة فجرت احتجاجات شعبية:
  • تنتشر بشوارع البصرة بالوعات الصرف الصحي المفتوحة، وأكوام من القمامة التي تنبعث منها الروائح ما دفع السكان الغاضبين في الآونة الأخيرة لتنظيم واحدة من أكبر الاحتجاجات منذ سنوات.
  • يقارن كثير من السكان بين الفقر الذي يعانونه وبين عائدات النفط الضخمة التي تدرها المحافظة على خزائن الحكومة.
  • مسؤولو الدولة يقولون إن أزمة في المالية العامة ناجمة عن تراجع أسعار النفط لسنوات هي سبب المصاعب التي تواجهها البصرة التي كانت مقصدا للسائحين في الشرق الأوسط حتى مطلع الثمانينيات.
  • يقول السكان إن أزمة المياه واحدة من مشكلات كثيرة وضعتهم وأسرهم في وضع يائس، وزادت الأمور عليهم صعوبة، إذ تضطر الأسر لتخصيص ميزانية لشراء مياه الشرب بسبب التلوث.
  • سكان البصرة يؤكدون أن الأملاح التي تتسرب للمياه تجعلها غير صالحة للشرب وتتسبب في دخول مئات السكان للمستشفيات.
  • يوضح رياض عبد الأمير، رئيس الإدارة الصحية في البصرة، أن زهاء 90 ألف شخص دخلوا المستشفيات وأن أربعة آلاف يوميا يطلبون العلاج هذا الشهر.
جهود لإنقاذ فينيسيا الشرق:
  • تقع البصرة عند التقاء نهري دجلة والفرات قرب الخليج بالطرف الجنوبي للعراق وهي واحدة من عدد قليل من مدن الشرق الأوسط التي لا يوجد بها نظام فعال لمعالجة المياه.
  • المدينة كانت تملك بنية تحتية للصرف الصحي في الستينيات لكنها تعطلت بعدها بعقود؛ ما حول الجداول المائية إلى مستنقعات تفوح منها الروائح الكريهة والتي تفاقمت بفعل المناخ الصحراوي الحار.
  • لتحسين جودة المياه، تبني الحكومة المركزية مشروعا كبيرا للمعالجة ومحطة للتحلية معتمدة على قرض من اليابان، يتوقع استكماله بنهاية العام الجاري، لكن رحيل الخبراء اليابانيين بسبب التهديدات خلال الاحتجاجات أرجأ تنفيذ المشروع.
المصدر : رويترز