شاهد: “أنت الأمل”.. صور للسيسي تغزو القاهرة ونشطاء يسخرون

لا يشك المراقبون للمشهد المصري في فوز السيسي بفترة ولاية ثانية في الانتخابات المقررة لها الأسبوع المقبل.

ومن المرجح أن يذكر التاريخ انتخابات 26-28 مارس/آذار باعتبارها الحدث الذي سيشير إلى ابتعاد مصر تمامًا عما تبقى من أشكال الحكم الديمقراطي، بعد سبع سنوات على الثورة التي أطاحت بحسني مبارك باسم الديمقراطية بحسب وكالة أسوشيتد برس.

ولم يزعج السيسي نفسه حتى بتنظيم حملة دعائية له. وبدلًا من ذلك، غمرت شوارع القاهرة ومدن أخرى اللوحات الإعلانية واللافتات والملصقات التي تحمل صورته معلنة أنه “الأمل”.

وساد الهدوء، الفضائيات المصرية في غياب الحديث عن برامج المرشحين والمناظرات بينهما، فالمرشح الوحيد أمام السيسي سياسي مغمور يدعم السيسي من الأساس!

وامتلأت شوارع العاصمة المصرية والمحافظات بلافتات مؤيدي السيسي، بخلاف مؤتمرات جماهيرية من أنصاره، الأمر الذي أثار سخرية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

وبات انتشار اللافتات المؤيدة للسيسي ملحوظًا فوق المتاجر والمقاهي والكباري والأرصفة والطرقات والأزقة والميادين، الأمر الذي فسره كثيرون بأن الهدف من ورائه الالتفات لمن علق اللافتة وليس دعوة الناس لانتخاب السيسي.

وسبقت الانتخابات عملية تطهير لأي مرشح ربما يكون معارضًا، وهو أمر غير مسبوق حتى تحت حكم مبارك الذي دام نحو 30 عامًا.

فقد شنت السلطات حملة على وسائل الإعلام، بل حثت المواطنين على الإبلاغ عن أي شخص يشعرون أنه يصور مصر بشكل مهين.

وكان السؤال الذي طرحه العديد من المراقبين هو “لماذا اتخاذ هذا الكم من الإجراءات العنيفة لضمان فوز السيسي المضمون سلفًا على أي حال؟”.

ويبدو السيسي مقتنعا بأن أي انتخابات تنافسية حقيقية ستؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد، وستفتح أمام الإسلاميين بابًا خلفيًا لممارسة السياسة أو التدخل في دفعه من أجل إنقاذ اقتصاد البلاد المتداعي.

وانتخب السيسي لأول مرة عام 2014 بعد إطاحته عندما كان قائدا للجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي. واحتفظ بقبضته على السلطة من خلال حملة ملاحقة شرسة على معارضيه الإسلاميين والعلمانيين.

ويصر السيسي على أن الاستقرار له الأولوية على الحريات وهو يقود مشروعات بنية تحتية وإصلاحات اقتصادية مؤلمة، نجح من خلالها في إعادة الحياة بعض الشيء إلى الاقتصاد، رغم أن ذلك جاء بتضخم كبير.

كما رسم السيسي صورة لنفسه على الساحة الدولية باعتباره بطل مكافحة الإرهاب والتطرف الإسلامي.

والمرشح الوحيد الذي دخل في منافسة معه الرئيس الحالي هو سياسي مغمور اسمه موسى مصطفى موسى.

وعقد تظاهرتين خجولتين في وسط القاهرة، الأولى كانت كارثة لأنه لم يشارك فيها أحد باستثناء بعض العاملين في الحملة الانتخابية.

والثانية كانت في 11 مارس/آذار، وشهدت تحسنًا طفيفًا إذ حضرها 30 شخصًا.

وحمل المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات، رغم أن الهتافات لم تكن لفوز مرشحهم.

ودخل موسى، وهو من أشد مؤيدي السيسي، السباق في اللحظة الأخيرة لمنع إحراج النظام السياسي في ظل وجود مرشح واحد. وهو منافس مهذب للغاية، فلم يظهر حرصه على الفوز ولم ينتقد السيسي، بل مدحه.

الإقبال اللائق هو الشيء الوحيد المتبقي لإعطاء الانتخابات قدرا من الاحترام. ونظم أنصار السيسي مسيرات تحث الشعب على التصويت، في حين تقول وسائل الإعلام الموالية للحكومة أن التصويت واجب ديني وعدم الإدلاء بالصوت “خيانة عظمى”.

 

 

 

 

 

 

المصدر : أسوشيتد برس + الجزيرة مباشر