سي إن إن: دردشات لخاشقجي عبر واتساب قد تكون سبب مقتله

"سي إن إن" نشرت محادثات لخاشقجي عبر واتساب

قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إنها حصلت نص رسائل عبر تطبيق “واتساب” قد تكون وراء مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، إذ حملت انتقادات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وقالت الشبكة أمس الأحد إنها حصلت على هذه الرسائل من الناشط السعودي المعارض عمر عبد العزيز المقيم في كندا، والذي تواصل معه خاشقجي عبر “واتساب” لنحو عام قبل اغتياله.

دردشات عبر واتساب:
  • سي إن إن نشرت نص أكثر من 400 رسالة عبر تطبيق التراسل الفوري “واتساب” أرسلها خاشقجي للناشط عمر عبد العزيز خلال سنة سبقت اغتياله بالقنصلية السعودية في إسطنبول.
  • الرسائل المتبادلة بين خاشقجي وعبد العزيز، والتي تشمل تسجيلات صوتية وصورا ومقاطع فيديو، ترسم صورة لرجل يشعر بقلق عميق من ابن سلمان.
  • سي إن إن أشارت إلى فرضية أن تكون آراء خاشقجي مع عمر عبد العزيز، التي انتقد فيها ابن سلمان بشدة، أحد  العوامل التي دفعت إلى قتله.
  • خاشقجي كان على تواصل مع بن عبد العزيز منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017، وحتى آب/أغسطس 2018، ثم انتقل تواصلهما عبر واسطة أخرى بعد اكتشاف عبد العزيز أن هاتفه يخضع للتجسس من السلطات السعودية.
    نص محادثة بين خاشقجي وعبدالعزيز عبر واتساب (CNN)
خاشقجي وعبدالعزيز:
  • عبدالعزيز بدأ الحديث ضد النظام السعودي كطالب جامعي في كندا، حيث وجه انتقاداته لسياسات الحكومة، وهو الأمر الذي لفت انتباه السلطات السعودية، التي ألغت منحة الجامعة الخاصة به، بينما منحته كندا اللجوء في عام 2014 وجعلته مقيمًا دائمًا بعد 3 سنوات.
  • خلال التواصل شبه اليومي بين خاشقجي وعبد العزيز بين أكتوبر/ تشرين الأول 2017 وأغسطس/ آب 2018، خطط الرجلان لتشكيل “جيش إلكتروني” بهدف إشراك الشباب السعودي في الوطن وفضح الدعاية الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي”، وذلك من خلال الاستفادة من مكانة خاشقجي، وحماس وقوة عبدالعزيز البالغ من العمر 27 عامًا، وعدد متابعيه الذي يصل إلى نحو 340 ألف متابع.
  • الهجوم الرقمي، الذي أطلق عليه اسم “النحل السيبراني”، ظهر من خلال مناقشات سابقة حول إنشاء بوابة لـ”توثيق انتهاكات حقوق الإنسان” في وطنهم، وكذلك مبادرة لإنتاج أفلام قصيرة تنشر عبر الهواتف المحمولة.
  • عبدالعزيز أوضح للشبكة: “ليس لدينا برلمان، بل لدينا تويتر فقط، وتويتر هو أيضًا أقوى سلاح للحكومة السعودية. تويتر هو الأداة الوحيدة التي يستخدمونها للقتال ونشر شائعاتهم. لقد تعرضنا للهجوم، تعرضنا للإهانة، تعرضنا للتهديد مرات عديدة، وقررنا القيام بشيء ما”، حسب تعبيره.

قرصنة الهاتف:
  • عبدالعزيز قال إنه تلقى رسالة من السعودية مفادها أن المسؤولين الحكوميين كانوا على علم بمشروعهما على الإنترنت. ومرر تلك الأخبار إلى خاشقجي.
  • الناشط السعودي يقيم الآن دعوى قضائية ضد شركة إسرائيلية مختصة بالبرمجيات، يعتقد أنها كانت تستخدم لاختراق هاتفه.
  • عبدالعزيز قال “قرصنة هاتفي لعبت دورًا كبيرًا فيما حدث لجمال. أنا آسف حقًا لهذا القول…. الذنب يقتلني”.
الناشط السعودي المعارض عمر عبدالعزيز المقيم في كندا (CNN)
  • عبدالعزيز تحدث لأول مرة علنًا ​​عن اتصاله مع خاشقجي الشهر الماضي، بعد أن ذكر باحثون في “سيتيزين لاب” (Citizen Lab) بجامعة تورونتو أن هاتفه قد تم اختراقه من قبل برنامج تجسس من الدرجة العسكرية يخص شركة إسرائيلية تحمل اسم “إن إس أو غروب” (NSO Group)، وتم نشره بإيعاز من الحكومة السعودية.
  • بيل ماركزاك، الباحث في “سيتيزين لاب” قال إن “اثنين على الأقل من المعارضين السعوديين قد استُهدفا باستخدام أدوات شركة NSO: ناشط يدعى يحيى عسيري وموظف شارك في عمل بمنظمة العفو الدولية في المملكة العربية السعودية”، حسب حديثه.
  • دانا إنغلتون، نائب مدير برنامج منظمة العفو الدولية، قالت إن “خبراء التكنولوجيا درسوا هاتف الموظف، وأكدوا أنه مستهدف ببرامج التجسس”.
  • هذا الأسبوع، جاء اسم عبدالعزيز ضمن دعوى قضائية رفعت بالفعل في إسرائيل وقبرص. وجاء في الدعوى، التي رفعها مواطنون في المكسيك وقطر في الأصل، أن شركة NSO قد خرقت القوانين الدولية عن طريق بيع برمجياتها إلى “أنظمة قمعية”، مع علمها أنه يمكن استخدامها في “انتهاك” حقوق الإنسان.
  • الشركة الإسرائيلية التي تقف وراء برامج التجسس، كان ردها إن تقنيتها “مرخصة للاستخدام الفردي للحكومات ووكالات تطبيق القانون لمحاربة الإرهاب والجريمة”، مشددة على أنها “لا تتسامح مع سوء استخدام منتجاتها”.

رسالة من ابن سلمان:
  • خاشقجي قال عن محمد بن سلمان: “إنه يحب القوة والظلم ويحتاج إلى إظهارهما، لكن الاستبداد لا منطق له”.
  • في إشارة إلى مدى علمهما بالحالة الأمنية المحيطة بهما وهما في المنفى، فقد كان خاشقجي وعبدالعزيز يتنقلان جيئة وذهابًا بين المكالمات الهاتفية والرسائل الصوتية والدردشات على الـواتساب وغيرها من المنصات المشفرة.
  • في مايو/ أيار الماضي، قال عبد العزيز إن اثنين من مبعوثي الحكومة السعودية طلبا الاجتماع معه في مونتريال، ووافق على ذلك وقال إنه سجل سرًا 10 ساعات من محادثاتهما على مدار إقامتهما التي استمرت 5 أيام.
  • الرجلان، اللذان أشير إليهما فقط باسمي عبدالله ومالك، تحدثا بالعربية، وأخبراه أنهما قد أرسلا بناء على أوامر من ولي العهد نفسه، متجاوزين القنوات المعتادة مثل وزارة الداخلية.
  • كانت الرسالة مفادها أن ابن سلمان يتابع عبدالعزيز على موقع تويتر، كما يقول، ويريد أن يعرض عليه وظيفة.
  • سي إن إن أشارت إلى أنها تواصلت مع المسؤولين السعوديين للرد على ما قاله عبدالعزيز، ولم تتلق ردًا حتى الآن.

دعوة لزيارة السفارة:
  • الرجلان ذكرا لعبد العزيز أيضًا اسم سعود القحطاني، المستشار بالديوان الملكي السابق، الذي تمت الإطاحة به والتحقيق معه في السعودية، وسط اعتقاد بأنه العقل المدبر لعملية قتل خاشقجي.
  • الرجلان أوصيا عبدالعزيز بزيارة السفارة السعودية لاستلام بعض الأوراق.
  • بشكل مؤثر، يقول عبد العزيز إنه من المحتمل أن تكون نصيحة خاشقجي هي التي أنقذت حياته، موضحًا “أخبرني ألا أذهب؛ وأن ألتقي بهم فقط في الأماكن العامة”.
  • في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فعل خاشقجي عكس ذلك. وكانت هذه هي آخر مرة قام فيها بفحص رسائل واتساب الخاصة به، حيث دخل القنصلية السعودية في إسطنبول ولم يخرج حيًا.
المصدر : الجزيرة مباشر + سي إن إن