سي إن إن: الطريق لم تعد ممهدة أمام وصول ابن سلمان للعرش

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان - أرشيفية

اعتبرت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن تداعيات اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول قبل أسبوعين يمكن أن تستمر لعقود مقبلة.

وقالت الشبكة في تحليل إخباري بثته الثلاثاء إن اختفاء جمال خاشقجي لا يمثل مجرد إسكات صوت منتقد واضح للعائلة الحاكمة بالسعودية، وإنما يمكن أن يشير إلى تشنج في الصراع الممتد على السلطة بين الأطراف المختلفة داخل الأسرة الملكية الحاكمة.

وأوضحت أن الخلاف على توريث الحكم والسلطة في السعودية تمتد جذوره في أسرة آل سعود حيث إن مجموعة أبناء” السديرية” ينظر إليهم باعتبارهم الأوفر حظا في الوصول الي العرش السعودي حيث أن والدتهم السيدة حصة السديري أنجبت سبعة من الأبناء الذكور، أصغرهم هو الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز.

أوضح التحليل أن المكائد تنامت داخل القصور الملكية السعودية خلال العقود القليلة الماضية بعد أن تقدم الكثير من أبناء الملك المؤسس في العمر وأصبح من الواضح أن عملية توريث الحكم تتطلب إسقاط أحد هذه الأجيال، بما يسمح لواحد من أبناء الملك المؤسس أن تستمر السلطة في سلالته وأبنائهم.

وأكد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اعتبر منذ وصول والده سلمان بن عبد العزيز للمنصب الملكي في البلاد أن هذا الوصول يمثل فرصة لأبناء الملك لكي تستمر السلطة في نسله هو وأولاده خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن الأجواء كانت مشحونة للغاية خلال عملية تحديد من التالي في خط تسلسل القيادة في المملكة لدرجة إنشاء مجلس خاص (هيئة البيعة) في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز تتولي مسألة تحديد ولي العهد. واختارت الهيئة الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي آنئذ والذي استلم المنصب الوزاري خلفا لأبيه شقيق الملك عبد الله.

وبموجب هذا الاختيار، كان يمكن أن يكون بن نايف هو الأول من جيل أحفاد الملك عبد العزيز آل سعود الذي يصل الي منصب ملك البلاد، وبالتالي يمكن أن يستمر التوريث في أبنائه الذين سيصبحون الفرع الملكي الجديد في البلاد.

غير أن الأمور لم تسر على هذا المنوال، وفقا لشبكة سي إن إن، التي أكدت ان مجموعة من الأحداث غير المسبوقة وقعت خلال الفترة الأخيرة أهمها أن بن نايف تنازل طواعية عن منصب ولي العهد الذي يمهد طريقه الي العرش، وشوهد خليفته في المنصب محمد بن سلمان نجل الملك وهو يقبل يد بن نايف علي التليفزيون.

هذه الرسالة لم يتم تفويتها، وعلى ما يبدو فإن محمد بن سلمان الذي أصبح وليا للعهد في ظل كون والده هو الملك لم يغفرها لبن نايف حيث لم يشاهد الأخير تقريبا خلال الفترة الماضية.

ويقول خبراء في شؤون منطقة الخليج إن التعتيم الإعلامي الذي ضرب حول بن نايف يبعث برسالة لأسرته وأصدقائه مفادها إما أن تظل صامتا أو تواجه اغتيالا معنويا علي غرار ما حدث لابن نايف.

وأكد الشبكة الإخبارية الأمريكية أن محمد بن سلمان استخدم تكتيكا مشابها لتشويه سمعة البعض من أكثر رجال الأعمال السعوديين ثراء بما في ذلك أعضاء من الأسرة المالكة باتهامهم بالفساد واحتجازهم في فندق من ذوي النجوم الخمسة بدون الإشارة إلى خبرتهم الممتدة في مجال الأعمال وتحقيق ثروات طائلة نتيجة لتلك الأعمال.

وأشارت إلى أن الأمير محمد بن نايف يرتبط بعلاقات عمل مع مسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين ويحظى بالاحترام كأحد أفراد العائلة المالكة في السعودية الذي يمكن لواشنطن أن تعتمد عليه، أو بمعنى آخر يمكن ان يكون بديلا آمنا.

وخلصت الشبكة للقول إن الطريق لم تعد ممهدة أمام ولي العهد محمد بن سلمان للوصول الي العرش في المملكة بعد الاتصال الهاتفي الذي تم بين الملك سلمان أول أمس الإثنين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما بدا أن الملك هو الذي يتولى تسيير الأمور حاليا.

وتطرقت الشبكة إلى أن مغزى هذا التطور بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ليس واضحا حتى الآن، لكن الرسالة لأعضاء الأسرة الحاكمة الآخرين هي أن المجتمع الدولي مستعد تماما في الوقت الحالي لكي يرى وجها أقل إزعاجا في قيادة واحدة من أهم الدول في منطقة الشرق الأوسط.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام أمريكية