سيناريوهات ما بعد كورونا.. متى تعود الحياة الطبيعية؟ وما شكل المستقبل؟

أكد د. مراد علي، خبير في الإدارة الاستراتيجية وإدارة الأزمات، أن عودة الناس إلى للحياة الطبيعية، تعتمد على عاملين: إما السيطرة على الفيروس، أو زيادة قدرات الأنظمة الصحية.

وأوضح في لقائه مع “بعد منتصف الليل” على شاشة الجزيرة مباشر، أن العالم يستخدم الآن مصطلح “the new normal” أي “الوضع الطبيعي الجديد”، للتعبير على التصورات الممكنة لشكل العالم بعد نهاية أزمة كورونا، لأن العالم على شفا تغيرات هائلة في كافة مناحي الحياة.

وأشار إلى ظهور العديد من الأزمات المالية من قبل، وتواصلت عملية الإنتاج دون طلب، ولكن في ظل تداعيات كورونا، حدث تجميد حقيقي للاقتصاد، فلا يوجد إنتاج، ولا طلب.

وذكر أن هناك عاملين مؤثرين في سيناريوهات المستقبل بعد أزمة كورونا، وهما الوضع الاقتصادي، والثقة الاجتماعية بين الناس بعد التباعد الاجتماعي لفترة طويلة.

وحدد أربعة سيناريوهات محتملة، للسلوك الإنساني بعد أزمة كورونا، وفقا لتوقعات شركة “هايدريك آند ستراجلس” الأمريكية ، وهي:

الأول: المقاطعات (الكهوف) الرقمية:

– يعود الاقتصاد، ولكن لا تزال فكرة عودة الفيروس أو انهيار الصناعات واردة.

– يتبنى الناس سلوكيات جديدة، ويفضلون التفاعلات الافتراضية والمجموعات الصغيرة، بدافع من الراحة والملاءمة الصحية.

– التخوف من العمل بالوظائف عالية المخاطر، مع تفضيل المسارات الآمنة.

– تتفوق المصالح المحلية على المصالح القومية والعالمية.

– تظل هناك فجوة رقمية، وفرص أفضل للملمين بتكنولوجيا الحاسوب.

– تدفق أقل للناس والموارد والسلع عبر الحدود.

الثاني: الانقسام المتزايد:

– تواصل الركود والتباعد الاجتماعي لفترات طويلة، مما يزيد البطالة ويؤثر على الصحة النفسية للمجتمع، مع الخوف من عودة الفيروس.

– تتخذ الحكومات سياسات قومية حمائية تأتي بنتائج عكسية.

– تكافح الشركات من أجل الحفاظ على الثقة والهوية.

– تنمو الفجوة الرقمية بين الناس.

– يفقد الناس الثقة في السياسات الحكومية.

– يقل التسامح مع الآخرين، وتزداد البطالة، وتتفشى حوادث الجريمة.

الثالث: الإنسانية الممكنة بالتكنولوجيا:

– يتم السيطرة على الفيروس بشكل جيد، ويعود الاقتصاد بقوة.

– يتوق الناس إلى التفاعلات البشرية مرة أخرى.

– تصبح الشركات أكثر كفاءة وتمكنا في التقنيات التكنولوجية، وتزدهر الابتكارات العلمية.

– تعود الثقة المؤسسية، ويغذي القطاع الخاص النمو.

– تفتح الأسواق العالمية، وتضيق التفاوتات الاقتصادية بين الدول.

رابعا: نحن معا في الأزمة:

– يمتد التباعد الاجتماعي لمدة 12 شهرا، ولا تتمكن البنوك المركزية من الإنقاذ معا، مما يؤدي إلى ركود كبير.

– تجمع التحديات، المترتبة على التأثير المطول للفيروس، المجتمعات العالمية معا.

– تجري عمليات إنقاذ للصناعات الرئيسية المتضررة من تأثير الفيروس.

– تركيز كبير على زيادة المهارات وسد الفجوة الرقمية.

– توقعات عالية حول الشفافية، وانتعاش العمل الأهلي، وثقافة “الخير للجميع”.

– تدفع الشراكات الهامة بين القطاعين العام والخاص لدفع جهود الابتكار التعاوني حول العلوم والتكنولوجيا.

وذكر علي أن بعض الدول تحاول اختبار نتائج السماح للناس بالنزول التدريجي والعودة للحياة، وبناء عليه تقل الإجراءات الاحترازية أو تزيد بحسب نتائج تقليص التباعد الاجتماعي وإحصاءات معدل الإصابات.

وتوقع أن تؤثر كافة السيناريوهات المحتملة على الناس، والوظائف. ونصح بأن يطور كل إنسان من نفسه في مهنته، ويحصن نفسه بالمهارات اللازمة لمواكبة احتياجات العالم فيما بعد أزمة كورونا.

اقرأ أيضا:

“لينكد إن”.. كيف تجعل الوظائف تبحث عنك؟

مئات الآلاف من فرص العمل واستثمارات واعدة رغم أزمة كورونا

عالم بلا عمل”.. هل تسرق الروبوتات وظائفنا؟

 كيف تدير عملك من المنزل؟

المصدر : الجزيرة مباشر