“سجن كبير”.. مشاهد حصرية لأسوار مصرية وإسرائيلية تحاصر غزة

حصلت “الجزيرة مباشر” على صور ومقاطع فيديو حصرية لعمليات تسارع إنشاء أسوار مصرية وإسرائيلية لحصار قطاع غزة.

وتظهر الصور بناء إسرائيل لجدار حدودي على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، الجزء السفلي منه بعمق 60 مترا تحت الأرض، ويبلغ سمك الجدار 60 سم، يعلوه سياج إلكتروني بارتفاع 6 أمتار.

وبحسب خبراء فإن السور سيكون له آثار سلبية كبيرة على البيئة، وعلى كمية وجودة المياه الجوفية في قطاع غزة ما يهدد حياة نحو مليوني مواطن يعيشون داخل القطاع.

وبخلاف الجدار أظهرت الصور أنظمة المراقبة الأخرى من كاميرات وأجهزة رادار فضلا عن المراقبة الجوية عبر الطائرات المسيرة والمناطيد.

سجن كبير

وفي المقابل وعلى الحدود المصرية الفلسطينية، تظهر الصور قيام الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ببناء سياج حديدي جديد يمتد من معبر كرم أبو سالم وحتى شاطئ البحر المتوسط بطول 14 كيلو مترا.

ويعتبر هذا السياج ثالث جدار حدودي تقيمه مصر بموازاة ثلاثة جدر وموانع أخرى،حيث يلي هذا السياج باتجاه الجانب المصري من الحدود، جدار صخري بارتفاع 3 أمتار، ثم حاجز مائي، ثم جدار خرساني بارتفاع 5 أمتار.

الجدران الثلاثة المتتالية التي أقامتها مصر على الحدود مع قطاع غزة

 

وقال مراسل الجزيرة مباشر في غزة محمد وشاح، إنه باكتمال هذه الإنشاءات يكون قد أحكم السجن الكبير حول قطاع غزة.

وخلال فترة التصوير لاحظ مراسل الجزيرة مباشر سرعة كبيرة في عملية بناء الأسوار حول غزة ما يثير القلق حول الهدف من البناء وسرعة الإنجاز.

إسرائيل “جارة”

وحول هدف مصر من حصار القطاع قال منير أديب الكاتب الصحفي المصري لبرنامج المسائية، إن الهدف تحسين أمن الحدود المصرية مع القطاع ومنع تسلل “العناصر الإرهابية” من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، حسب قوله.

ونفى أديب أن يكون هدف مصر حصار قطاع غزة حيث إن هناك معبر رفح الذي يتم انتقال البضائع والأفراد عبره بين مصر والقطاع.

ووصف أديب إسرائيل بالجارة لمصر والتي يجب أن يتم الحفاظ على أمنها.

رسم توضيحي لعملية إنشاء الجدار بين إرائيل وقطاع غزة بعمق 60 مترا تحت الأرض
إخضاع الفلسطينيين

من جانبه قال الخبير في الشؤون الفلسطينية صالح النعامي للمسائية: إن إسرائيل ليست جارة وإنما هي سلطة احتلال، ووصفها بالجارة فيه إهانة لمصر.

وأضاف: إسرائيل في حالة صراع مع قطاع غزة، التي تمثل بؤرة المقاومة للمحتل والهدف من الجدار إخضاع المقاومة والشعب الفلسطيني.

 وأشار النعامي إلى أنه لا يمكن فصل التزامن في إقامة الجدران على الجانبين المصري والإسرائيلي، عن التعاون المصري الإسرائيلي في ظل الشراكة والتعاون الأمني بين مصر وإسرائيل والذي تحدث عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتحدثت عنه وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية.

عمليات الإنشاء تتسارع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة
تعاون أمني

ودلل النعامي على قوة ذلك التعاون بسماح السيسي لإسرائيل بالقيام بعمليات عسكرية على الأراضي المصرية داخل سيناء ضد التنظيمات المسلحة.

وأشار النعامي إلى تصريح وزير إسرائيلي كان عضوا سابقا في المجلس الوزاري للشؤون الأمنية الإسرائيلية أن مصر هدمت الأنفاق بينها وبين قطاع غزة بناء على طلب إسرائيل، ولم يصدر أي رد أو بيان رسمي من مصر ينفي هذه التصريحات.

وقال النعامي إن الجدار ليس له علاقة بالأمن القومي المصر ي، وإنما له علاقة بالأمن الإسرائيلي ويأتي في إطار المجاملة المصرية لإسرائيل التي ساهمت في توفير شرعية دولية للنظام المصري بعد الانقلاب العسكري الذي قام به على أول رئيس مدني في مصر عام 2013.

المصدر : الجزيرة مباشر