ريال مدريد ورونالدو.. من ضحك أخيرا؟

البرتغالي كريستيانو رونالدو حاملا كأس بطولة دوري أبطال أوربا مع ريال مدريد

منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد بنهاية الموسم قبل الماضي، والنادي يتلقى الصفعات الواحدة تلو الأخرى.

تسعة مواسم قضاها الدون مع الريال، حقق خلالها النادي العديد من البطولات والأرقام القياسية، شملت 12 بطولة، أهمها الفوز بدوري أبطال أوربا أربع مرات، منها ثلاث متتالية من 2015 إلى 2018، بالإضافة لأربع بطولات محلية، منها بطولتي دوري ومثلهما كأس الملك، فضلا عن أربع بطولات كأس عالم للأندية.

وما أن رحل كريستيانو عن النادي حتى أصيب المرينغي بنكسة غير مسبوقة، خرج على إثرها من كل بطولات الموسم الماضي صفر اليدين، بل فشل في أن يكون منافسا في أي من تلك البطولات، فقد احتل المركز الثالث في بطولة الدوري، وخرج من نصف نهائي كأس الملك، بالتعادل ذهابا مع برشلونة بالكامب نو 1–1، والخسارة على ملعبه إيابا 0–3، كما خرج من دور الستة عشرة لدوري أبطال أوربا على يد أياكس الهولندي بالخسارة بهولندا بهدفين لهدف، ثم بخسارة أقرب للفضيحة على أرضه 1–4.

ورغم أن إدارة النادي تعلم تماما بأن رحيل رونالدو هو ما أدى لكل الكوارث التي مر ويمر بها الفريق، إلا أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز مصمم على العمل بسياسة دفن الرأس في الرمال، متجاهلا أصل الأزمة، وساعيا إلى صرف أنظار الجماهير عن صلب الموضوع بتحميل المسئولية للأجهزة الفنية، فقد قام بالتعاقد مع ثلاثة مدربين في أقل من موسم ونصف الموسم (لوبتيغي وسولاري وزيدان)، وكأن المشكلة في المدربين وليست في غياب رونالدو.

صفقات لم تعوض الغياب

من المؤكد أن إدارة الريال تسعى بكل قوة لإيجاد اللاعب الذي يعوض رحيل كريستيانو، لكن فات عليها أن سوق اللاعبين هذه الأيام شحيح جدا، يخلو من اللاعبين ثقال الوزن من عينة رونالدو، وحتى وإن وجد اللاعب الثقيل فسيكون في مركز غير الهجوم، وهو المركز الذي يعاني من ندرة أغلب الوقت.

إدارة النادي حاولت إضفاء الأهمية على الصفقات التي تعاقدت معها في الصيف المنصرم لتعطي الإنطباع لجماهيرها أن النادي قادر على تعويض رونالدو، إلا أن أداء تلك الصفقات حتى الآن، أجهض مساعي الإدارة.

خلال فترة الانتقالات الصيفية، كانت إدارة النادي قد أنفقت ما يقرب من 450 مليون دولار على صفقاتها الجديدة، منها 220 مليونا لصفقات المهاجمين، على أمل أن يكون من بينهم من يعوض غياب كريستيانو. على رأس هذه الصفقات كان البلجيكي إيدين هازارد لاعب الوسط المهاجم الذي اشتراه النادي من تشلسي الإنجليزي مقابل 100 مليون إسترليني، وقد وافقت الإدارة على دفع هذا المبلغ الكبير فيه، ظنا منها أنه قادر على ملء الفراغ الذي تركه رونالدو، لكنه حتى هذه اللحظة لم يحقق النجاح المنشود، فقد شارك مع الفريق في ست مباريات حتى الآن، منها أربع مباريات بالدوري، بواقع 266 دقيقة، بمعدل 66 دقيقة للمباراة الواحدة، بما يعني أنه لم يلعب حتى الآن مباراة كاملة، وكل حصيلته التهديفية هدف واحد فقط جاء في مرمى غرناطة، فيما كانت المباراتان الأخريان بدوري الأبطال الأوربي بواقع 160 دقيقة، أي بمعدل 80 دقيقة في المباراة، وأيضا لم يقدم الأداء المنتظر الذي يطمئن الجماهير على قدرته في تعويض غياب كريستيانو.

 وتعاقد النادي إيضا مع الصربي لوكا جوفيتش مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، وقد شارك اللاعب مع الفريق في سبع مباريات منها ست مباريات بالدوري بواقع 198 دقيقة أي بمعدل 33 دقيقة للمباراة، ولم يحرز سوى هدف وحيد، وكانت المباراة الأخرى بدوري الأبطال بواقع 20 دقيقة فقط.

كما تعاقد مع البرازيلي رودريغو قادما من سانتوس البرازيلي مقابل 45 مليون إسترليني، ولم يشارك في أي مباراة رسمية حتى الآن.

وكانت آخر الصفقات الهجومية متمثلة في الإسباني إبراهيم دياز القادم من مانشستر سيتي الإنجليزي مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، ولم يشارك أيضا في أي مباراة حيث تعرض للإصابة في بداية الموسم.

الخطيئة الكبرى

عند الاستغناء عن رونالدو، تصورت إدارة النادي أنها قادرة على التخلص من باقي أفراد جيله، والذي يضم كلا من الفرنسي كريم بنزيمة، والويلزي غاريث بيل، والبرازيلي مارسيلو، والإسباني راموس والكرواتي مودريتش، وكل من وصل إلى سن الثلاثين أو تخطاه.

وقد جاءت المباريات الأولى التي خاضها الريال في بداية فترة الإعداد لتؤكد هذا التوجه، حيث الاعتماد على الصفقات الجديدة واللاعبين صغار السن، ولعل هذا ما دفع الإدارة لعرض بيل للبيع خلال فترة الإنتقالات، تمهيدا للتخلص من الباقين مرحليا.. لكن ما إن دخلت الأمور في مرحلة الجد، حتى تكشف للنادي أنه لا غنى عن النجوم القدامى بالفريق، وأن التفريط فيهم فرادى أو مجتمعين خطيئة كبرى، وأكبر دليل على ذلك هو ما حدث مع غاريث بيل والذي كان على رأس قائمة المطلوب رحيلهم بعد رونالدو، لكنه أثبت للجهاز الفني أنه لا غنى للفريق عنه بعدما نجح في إنقاذ الريال من هزيمة كانت شبه مؤكدة بالأسبوع الثالث للدوري أمام فياريال، بإحراز هدفين تعادل بهما الفريق.

من ضحك أخيرا؟!

من ضحك كثيرا؟! سؤال أجابت عليه السطور السابقة، فكل ما تعرض له ريال مدريد منذ رحيل الدون يؤكد أن الخسارة وقعت على طرف واحد وليس على الطرفين، صحيح رونالدو يبدو مع ناديه الحالي يوفنتوس الإيطالي وكأنه غريب عن المكان والزمان والناس، إلا أن ما يحدث للريال منذ رحيله يكفيه لرد اعتباره من كل قال نعم لقرار رحيله عن النادي.

المصدر : الجزيرة مباشر