“رمضان جانا”.. ما سر نجاح الأغنية حتى الآن؟

يحتفل المصريون باستقبال الشهر الفضيل منذ الستينات وحتى الآن بالاستماع إلى أغنية "رمضان جانا"
يحتفل المصريون باستقبال الشهر الفضيل منذ الستينات وحتى الآن بالاستماع إلى أغنية "رمضان جانا"

مر أكثر من نصف قرن على بث أغنية “رمضان جانا” لأول مرة عبر الإذاعة عام 1965، وتبدلت الأيام والعهود، ولم تتغير طريقة المصريين في الاحتفال باستقبال الشهر الفضيل.

ربما تغيرت الوسيلة فقط، فبدلا من مشاهدتها على التليفزيون، يبحث المصريون والعرب عنها على يوتيوب أو ساوند كلاود.

ترسخت عادة الاستماع إلى الأغنية ليلة رمضان، ويعتقد البعض أن الاستماع إليها إشعار بدخول شهر الصيام وأهم من بيان دار الإفتاء، فما سر نجاحها حتى الآن؟

ربما هو الحنين إلى الماضي وشكل وعادات الشارع المصري قبل عقود؛ ولكن أسرار إنتاج الأغنية قد تكشف عن خصوصيتها وأسباب نجاحها.

لماذا محمد عبد المطلب؟

تعتبر الأغنية أبرز علامة في تاريخ صاحب الصوت الطربي المتمكن محمد عبد المطلب، تليها أغنية “ساكن في حي السيدة”؛ ولكن المفاجأة أن الأغنية لم تعرض عليه لأول مرة، ولم يكن هو أول من غناها، وأنه قد قبل بها بسبب ظروفه المادية.

وقد صورت الأغنية مرتين، مرة في الستينيات بالأبيض والأسود، حيث ارتدى عبد المطلب جلباب الفلاح، وخلفه فتيات يرتدين ملابس الريفيات، ويغنين بصحبة الفوانيس.

ومع نجاح الأغنية تقرر تصويرها مرة أخرى في الثمانينيات بالألوان وبمشاهد خارجية في الشارع المصري، وقد كشف فيلم وثائقي على شاشة الجزيرة الوثائقية كواليس إنتاج وتصوير الأغنية.

يذكر أحمد السماحي الصحفي المصري بجريدة الأهرام؛ أن الأغنية قد قُدمت من قبل بصوت المطرب محمد شوقي، ولحن سيد مصطفى، ولكنها لم تلق أي نجاح ملموس، فحاول مؤلف الأغنية حسين طنطاوي أن ينقذ كلماته، ويعيد تقديمها من جديد، فعهد بها إلى لموسيقار محمود الشريف.

وعندما عرضها الشريف على المطرب أحمد عبد القادر، رد عليه بأنه قد غنى أغاني كثيرة لشهر رمضان أشهرها أغنية “وحوي يا وحوي”، واقترح عليه أن يقدمها مطرب غيره.

التصوير الأول للأغنية بالفوانيس والملابس الريفية
6 جنيهات أجر المطرب و20 جنيها تكلفة الإنتاج

وذكر السماحي أن الأغنية قد كلفت 20 جنيها مصريا، منها 5 جنيهات للملحن، و6 جنيهات للمطرب، وباقي المبلغ للفرقة الموسيقية.

ويرى أن قيمة الأغنية في استمرارها ونجاحها المدهش غير المسبوق حتى وقتنا الحالي لأنها مست شغاف قلوب المصريين والعرب، وأصبحت ضرورة من ضروريات الاحتفال بشهر رمضان، نظرا لبساطتها وعذوبتها.

ويذكر مخرج الأغنية يسري غرابة أن محمد عبد المطلب قد وافق على أدائها لأنه كان يمر بضائقة مالية، وكان في أمس الحاجة لأجره في الأغنية ( 6 جنيهات)، وأضاف: “فوجئنا جميعا بأنها أصبحت النشيد الوطني لشهر رمضان”.

وأوضح أنه قام بتصويرها للمرة الثانية عام 1981 بمشاهد خارجية، واستغرق التصوير 3 أيام في نهاية شهر شعبان، وقام بمونتاجها ليلة الرؤية، لتعبر عن كل مظاهر رمضان في الشارع المصري من إعداد الكنافة والقطايف ونداء المسحراتي، والصلاة بالمساجد.

التصوير الثاني للأغنية في الثمانينات يعكس استعدادات الشارع المصري لاستقبال شهر رمضان
طقوس رمضان في مصر

ويرى الصحفي أحمد السماحي أن يسري غرابة قدم في النسخة الثانية من الأغنية في احتفال الشارع المصري ليلة الرؤية، وكل طقوس مصر في رمضان بيسر وعذوبة وجمال، وصورة مضيئة تحببك في مصر، لأنه كان ذكيا في التقاط التفاصيل.

وترى سامية عبد المطلب ابنة المطرب الراحل محمد عبد المطلب أن نجاح الأغنية يعود إلى إحساس والدها في أدائها.

وأشارت إلى أن عادة والدها أن يحفظ كلمات أغانيه مع الملحن في النقابة، ولكنها دخلت عليه ذات مرة ورأته يحفظ في كلمات الأغنية ويرددها.

وذكرت أن الناس دائما ما يعلقون على الأغنية، ويقولون إنهم لا يشعرون بقدوم رمضان إلا بالاستماع إليها.

حكاية أغنية "رمضان جانا" فيلم تسجيلي قصير على شاشة الجزيرة الوثائقية

اقرأ أيضا:

في الضحك والهم.. كيف تحولت عبلة كامل إلى “أيقونة إنترنت”؟

شاهد: كيف عزز الإسلام الاستقلالية المالية للمرأة؟

نادي الخامسة صباحا.. كيف يغير الاستيقاظ فجرا حياتك؟

تطبيقات وبرامج تعيد الحياة لصورك القديمة والتالفة.. تعرف عليها

“أبو يافطة”.. النسخة المصرية الساخرة لأصحاب اللافتات

10 أفكار ومخاوف تسيطر على المحجبات

“طعم البيوت” في “يوميات حمدي ووفاء”

المصدر : الجزيرة مباشر