رشاوى التنسيقات ترهق جيوب مسافري غزة عبر معبر رفح

رفح هي نقطة العبور الوحيدة المتاحة لسكان غزة
معبر رفح من الجانب المصري

يدفع المواطن الفلسطيني في غزة مقابل سفره عبر معبر رفح مبالغ كبيرة من أجل الحصول على فرصة تُمكنه من السفر، إما للعلاج أو الدراسة أو خوفا من انتهاء عقد عمله أو من أجل تجديد تأشيرته.

على أقل تقدير يحتاج المسافر من قطاع غزة إلى مصر لدفع مبلغ 800 دولار، وذلك من أجل التنسيق لسفره عبر معبر رفح البري، وقد يصل المبلغ في أعلى سعر له إلى 5000 دولار، إذا كان المسافر على القوائم السوداء وممنوع من دخول مصر أو يحمل جواز مُصفرًا.

حركة السفر على معبر رفح البري
  • مصدر بوزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، كشف أن معبر رفح البري شهد تنقل قرابة 80 ألف فلسطيني من قطاع غزة خلال الفترة، (من تاريخ 8 يناير وحتى 31 يوليو المنصرم)، حيث بلغ إجمالي المغادرين 43101.
  • تُظهر الأرقام أن من بين المسافرين قرابة 10 آلاف مسافر تم التنسيق لسفرهم من خلال كشوفات التنسيقات المصرية، حيث يقوم المواطن الغزي بدفع قُرابة ألف دولار مقابل سفره.
  • المصدر كشف أنه تم سفر قرابة 33171 مواطن من خلال الكشوفات التي يتم التسجيل لها في مجمع أبوخضرة الحكومي، وهي ما تعرف بكشوفات وزارة الداخلية.
  • بلغ عدد المعتمرين الذين غادروا غزة خلال الأشهر الماضية ممن سمح لهم بالسفر بعد منع أربع أعوام 9417 معتمرًا، فيما بلغ عدد الحجاج الذين سافروا 2817.
أنواع التنسيقات والسفر على معبر رفح

الأول:1200 دولار تنسيق لصالة الـ (في آي بي) وهو “تنسيق على المكشوف”:

  • تقول إحدى موظفات الاستقبال في شركة “هلا” للاستشارات والخدمات السياحية، وهي شركة حديثة النشأة تقدم خدمات “التنسيق للسفر عبر معبر رفح مقابل المال”، إنه خلال الشهر الماضي تم افتتاح صالة لكبار الزوار “في آي بي”، داخل معبر رفح المصري، وهي تتبع لشركة “هلا”، والتي تتخذ من القاهرة وغزة مقرات لها.
  • شركة “هلا” تقدم التنسيق للسفر وخدمات التسجيل والتنسيقات في الجانب الفلسطيني والمصري وإدراج اسم المسافر في قوائم خاصة للسفر عبر معبر رفح، وذلك خلال مدة أقصاها 48 ساعة.
  • المسافر يدفع مبلغ 200 دولار، لتأمين التسجيل وإدراج الاسم في الكشوفات الخاصة، ويدفع باقي المبلغ المقدر بألف دولار، بعد الوصول للصالة في معبر رفح بالجانب المصري.
  • الشركة توفر خدمات النقل للمسافرين حيث تُقدر مدة الوصول من معبر رفح للقاهرة بـ 6 ساعات فقط، دون أن يواجه المسافر أي معوقات سواء على الحواجز المنتشرة في سيناء أو على المعدية.
  • توفر الشركة سبل الراحة للمسافر بدءًا من صالة كبار الزوار للقاهرة ومن القاهرة للمعبر، والوصول في الحالتين، لا يتجاوز العشر ساعات بحد أقصى.
  • التكلفة 1200 دولار من غزة للقاهرة، و600 دولار من القاهرة لغزة شاملة دفع رسوم المغادرة والضيافة والمواصلات، والتسجيل قبل السفر بـ 48 ساعة.
  • الأطفال تحت عمر خمس سنوات يدفع 120 دولارًا ومن خمس سنوات وحتى 16 سنة 600 دولار من غزة للقاهرة، و300 دولار من القاهرة لغزة.
  • الشركة تمارس عملها في قطاع غزة دون أن تواجه أي معوقات، ويُسافر العديد من المواطنين من خلال هذه الشركة بعد أن يتم عملية دفع المبلغ لدى مقر الشركة.
فلسطينيون في صالة الانتظار عند معبر رفح الحدودي (داخلية غزة)

 

الثاني: تنسيق الضباط المصريين ومعاونيهم في القطاع.. “التنسيق الخفي”

  • يُعد هذا النوع من التنسيقات، الأكثر غموضًا حيث يتم الاتصال ببعض شركات وسماسرة السفر، والمعاونين في القطاع، ويقومون بالتنسيق للأفراد الراغبين بالسفر عبر معبر رفح من خلال معارفهم بالضباط والقيادات المصرية التي تعمل في المعبر.
  • يتقاضى الضابط المصري على التنسيق الواحد قرابة الـ 800 دولار وقد يصل المبلغ إلى 5 آلاف دولار، وذلك حسب أهمية وطبيعة الشخص الذي يرغب بالسفر.
  • عادة ما يتم الرد والتنسيق للراغبين بالسفر بهذه الطريقة خلال يومين أو أسبوع أو أسبوعين وذلك حسب الفحص الأمني المصري، أو حسب المبلغ الذي دفعه الراغب بالسفر.
  • كلما زاد المبلغ، زادت فرصة السفر في أسرع وقت، وربما حسب قوة الضابط المصري في القدرة على التنسيق.
  • يُسافر من قطاع غزة يوميًا بهذه الطريقة قُرابة الـ 100 مسافر، وذلك بعد التنسيق لهم وإدراج أسمائهم في كشوفات خاصة على معبر رفح.
  • يتم تسليم تلك الكشوفات للجانب الفلسطيني في المعبر، ويتم السماح لهم بالتنقل والسفر، دون أي اعتراض.
  • فئة مسافري التنسيقات يتمتعون بأولوية السفر عبر معبر رفح حيث تشترط السلطات المصرية على إدارة معبر رفح الفلسطيني السماح لهم بالسفر أولًا، خوفًا من إغلاق المعبر إذا لم يلتزم الجانب الفلسطيني بالسماح لكشف التنسيقات من السفر.

الثالث: تنسيقات كشوفات دحلان.. “التنسيق المجاني”

  • تعتمد هذه الطريقة في التنسيقات على العلاقات الثنائية التي تربط التيار التابع لمحمد دحلان بالمخابرات المصرية، حيث يتم إرسال كشوفات التنسيقات الخاصة بالتيار للمعبر، ويتم الاتصال بالأشخاص المُنسق لهم وإعلامهم بيوم وموعد السفر.
  • ما يميز هذه الكشوفات، أنها تحظى باحترام كبير في المعبرين سواء الفلسطيني أو المصري.
  • بإمكان أي فلسطيني تربطه علاقة وطيدة بتيار دحلان ومن خلال قيادات التيار أن يُسهل عملية سفر أي فلسطيني من خلال وضع اسمه في كشوفات التيار.
  • يستفيد من خدمات تنسيقات هذا التيار بعض القيادات الفلسطينية من الأحزاب التي تُقيم علاقات مع التيار في قطاع غزة.

الرابع: كشوفات وزارة الداخلية.. “الطريقة القانونية”

  • هي ما تُعرف بالطريقة القانونية، حيث يلجأ المواطن في قطاع غزة للتسجيل في مجمع أبوخضرة الحكومي داخل القطاع في دائرة الجوازات، وينتظر دوره، وقد تطول المدة وتصل إلى ثلاث أو أربع أشهر.
  • على المسجلين ضمن كشوفات وزارة الداخلية أن يقدم سببًا للسفر إلى الجانب المصري سواء طالب يحتاج إلى إكمال تعليمه أو مريض بحاجة إلى علاج، أو مسافر يحتاج إلى تجديد إقامته أو تأشيرته، أو عقد عمله.
  • تمنع السلطات المصرية دخول الفلسطينيين أراضيها دون سن الـ 37 عامًا دون سبب واضح للسفر، كإجراءات أمنية.
  • يُسافر من قطاع غزة يوميًا عبر هذه الفئة يوميًا قُرابه 500 مسافر.

الخامس: تنسيقات أداء العمرة

  • لم يتم تمكين المواطنين في غزة من أداء العمرة منذ أربع سنوات بسبب إغلاق معبر رفح مع مصر بسبب الأوضاع الأمنية في سيناء.
  • تم تسيير أولى رحلات العمرة هذا العام في مارس/آذار الماضي، حيث بلغت تكلفة العمرة لهذا العام 790 دينار أردني (1114 دولارًا) للحاج الواحد.
  • السلطات المصرية وافقت على تسيير رحلات العمرة للمعتمرين من قطاع غزة إلى السعودية مقابل مبلغ يقدر بـ عشرة آلاف جنيه أي 560 دولار أمريكي رسوم تأمين، لتصل تكلفة العمرة كاملة 1500 دولار للمعتمر الواحد.
  • وزارة الأوقاف والشؤون الدينية رفضت هذه التسعيرة وطالبت بتخفيضها لارتفاعها الكبير على سكان قطاع غزة.
  • الجانبان الفلسطيني والمصري توافقا على إجراءات وترتيبات فنية وإدارية ومالية، أوصت بتحديد سعر العمرة بما يشمل تأمين المعتمرين من معبر رفح لمطار القاهرة ليصل تسعيرة العمرة لـ 790 دينار أردني.

السادس: تنسيق نقل الحجاج

  • هنا النقل البري من معبر رفح إلى المطار والعودة يتكلف 427 دولار.
  • تتواصل معاناة مسافري قطاع غزة، حيث يخضع الكثير منهم للابتزاز المالي ودفع رشاوى من أجل إتمام عمل سفرهم من سماسرة التنسيقات المنتشرين في قطاع غزة والمتعاونين مع الضباط المصريين.
  • يسعى مئات الطلبة الفلسطينيين في هذا الوقت للسفر إلى دول الخارج لإكمال مسيرتهم التعليمية، والحصول على منح دراسية في الجامعات العربية والأوربية، إلا أن معضلة السفر على معبر رفح تمنعهم من الحصول على فرصة للسفر إلا من خلال التنسيقات ودفع مبالغ كبيرة لإتمام عملية سفرهم.
المصدر : الجزيرة مباشر