رسول التهدئة في 4 أزمات.. كيف تحولت مسقط إلى “جنيف العرب”؟

السلطان قابوس بن سعيد ( يمين) ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو

على مدى 15 شهرا، تحركت سلطنة عمان، الدولة الخليجية الهادئة داخليا، في 4 قضايا متعثرة متعلقة باليمن وفلسطين والخليج ومعارك واشنطن وطهران.

فقد نقلت السلطنة رسالة إلى الجانب الفلسطيني لتحريك السلام، وترأست أعمال مجلس التعاون الخليجي رغم أزمة قطع العلاقات مع قطر، وتوسطت في محادثات الاتفاق النووي وتسعى حاليا لحلحلة الأزمة المشتعلة.

جنيف العرب

في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، نقلت وكالة الأنباء العمانية، تأكيد التقرير السنوي للخارجية الأمريكية بأن السلطنة شريك إقليمي ودولي دائم ومهم.

ووفق رصد الأناضول، لتقارير وبيانات رسمية، لعبت مسقط أدوارا لافتة خلال 15 شهرا، حتى وصفها خبير بـ”جنيف العرب”.

القضية الفلسطينية
  • 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2018: زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسقط، والتقى السلطان قابوس بن سعيد، في ثاني زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي للسلطنة، وبحثا الدفع بعملية السلام.
  • بعدها بيوم، أعلن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، أن بلاده تساعد على تقارب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وبعد أيام تسلم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رسالة من سلطان عمان نقلها يوسف بن علوي، في لقاء برام الله، وقررت مسقط في 26 يونيو/حزيران 2019 إعادة فتح بعثة دبلوماسية في رام الله.
وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف( يمين) وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي
الملف اليمني
  • لم تشارك مسقط في التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات، للتحرك ضد الحوثيين.
  • 4 ديسمبر/ كانون الثاني 2018: أعلنت مسقط، بناء على وساطة أممية، استقبال دفعة جديدة من الجرحى الحوثيين لدى التحالف لتلقي العلاج.
  • مارس/آذار الماضي: بدأ وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، جولة خليجية، لبحث عملية السلام في اليمن، بالسلطنة كمحطة أولى ثم السعودية والإمارات.
  • يوليو/ تموز الماضي: بحث المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، مع يوسف بن علوي، جهود حل الأزمة اليمنية، ضمن جولته التي شملت روسيا والإمارات أيضا.
  • 30 يوليو/ تموز: التقى رئيس وفد حوثي برئاسة المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، في مسقط مع نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، معين شريم، لبحث تجاوز التعثر في الأزمة اليمنية.
  • 22 سبتمبر/ أيلول الماضي: وصل وفد يمني رسمي، برئاسة نائب رئيس الحكومة إلى مسقط لإجراء مباحثات ثنائية حول آخر المستجدات في اليمن، بعد 5 أيام من دعوة السلطنة، أطراف الحرب لخوض مفاوضات لإنهاء الصراع.
  • 27 سبتمبر/أيلول: أكد يوسف بن علوي، مع مساعدي وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، ولشؤون الخليج العربي تيموثي ليندركينغ، إمكانية التوسط لحل أزمة اليمن.
  • 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي: قالت الخارجية العمانية بعد ساعات من لقاء نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان بالسلطان قابوس “نأمل في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة تنهي الأزمة اليمنية”.
في مارس/آذار الماضي بدأ وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، جولة خليجية، لبحث عملية السلام في اليمن
الأزمة الخليجية
  • على مدار عام ترأست عمان أعمال مجلس التعاون الخليجي، (يضم السعودية، الإمارات، سلطنة عمان، الكويت، البحرين، قطر).
  • برزت في مسقط اجتماعات نادرة على مستويات عدة لمسؤولي الدول الخليجية، كان أبرزَها اجتماعا رؤساء الأركان ووزراء الدفاع، الشهر الماضي، رغم الأزمة الخليجية.
  • قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، منتصف العام 2017، وفرضت عليها “إجراءات عقابية” بدعوى “دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة مرارا.
أمريكا وإيران
  • يوليو/ تموز 2018: التقى يوسف بن علوي مع وزير الدفاع الأمريكي، آنذاك جيمس ماتيس، بعد وقت قصير من زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لسلطنة عمان.
  • وصفت تقارير إعلامية مسقط بالوسيط، رغم نفى الخارجية الإيرانية، تلك الوساطة مع واشنطن، غير أنها أكدت أن علاقة طهران مع مسقط “مستمرة ومتواصلة”.
  • 8 أغسطس/آب 2018: قال ظريف، إن كلا من سلطنة عمان وسويسرا طرحتا على إيران عرضاً للوساطة يرتبط بالحوار مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن “التفاوض معها غير وارد وغير موجود”.
  • 24 مايو/أيار الماضي: قال بن علوي، في تصريحات صحيفة، إن بلاده تسعى جاهدة، لتهدئة التوتر في الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدا وجود اتصالات مكثفة في هذا الخصوص، داعيا المجتمع الدولى إلى بذل جهد تشترك فيه سلطنة عمان لمنع المخاطر قبل وقوعها.
  • توقف وزير الخارجية العماني في طهران، آنذاك، وهو في طريقه إلى لندن، والتقى وزير الخارجية الإيراني جود ظريف.
  • 21 يوليو/ تموز  الماضي: حثت سلطنة عُمان، في بيان إيران على السماح بمغادرة ناقلة النفط البريطانية التي تحتجزها، وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية، مؤكدا أنها على “اتصال مع جميع الأطراف بهدف ضمان المرور الآمن للسفن العابرة للمضيق مع احتفاظها بحقها في المياه الإقليمية”.
  • 3 سبتمبر/أيلول الماضي: أبلغ السفير الإيراني لدى عمان محمد شاهرودي، بن علوي، رغبة بلاده في توقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول المنطقة، أعلنت إيران عنها في مايو/آيار 2019.
  • وسبق أن توسطت مسقط في محادثات الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي، قبل أن تلغيها واشنطن قبل عام.
الأقرب لصنع الحلول 
  • قال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر “نعم سلطنة عمان، منذ فترة تمثل فيينا أو جنيف العرب، فلها علاقات بالقوى الدولية والإقليمية وتكاد تكون علاقة متوازنة بما فيها إسرائيل”.
  • أضاف “سلطنة عمان كانت صندوق البريد بين الولايات المتحدة وإيران والاتحاد الأوربي في الاتفاق النووي، فضلا عن أنها عضو مهم بمجلس التعاون الخليجي ولها علاقات شبه متوازنة ولم تشارك بعاصفة الحزم”. وأكد أنها “الدولة الأكثر قدرة على الاتصال ومؤهلة للعب دور في حل أزمات وقضايا متعثرة بالمنطقة لاسيما الأزمات الخليجية والإيرانية الأمريكية واليمنية”.
المصدر : الأناضول