رحلة كوميدية بين الخميسات المغربية إلى كمبوديا

يراهن فيلم “كمبوديا” ذو الطابع الكوميدي، على البعد الدرامي والغرائبي في قصته، وعلى فن الإضحاك والكوميديا، لجلب الجمهور إلى القاعات السينمائية المغربية.

تلك القاعات أصبحت تغلق تباعاً، بعد عزوف الجماهير عن ارتيادها، بسبب هزالة الأفلام التي تعرض، حسب نقد سينمائي، نشره موقع الجزيرة وثائقية، تحدث فيه عن الفيلم الذي أخرجه محمد طه بنسليمان.

كوميديا غرائبية 
  • في السينما ليس من السهل أن تنتزع البسمة أو الضحكة من الجمهور الذي يعرف جيدا متى يجب عليه أن يتفاعل كوميدياً مع كل مشهد. 
  • بالتالي فإن فيلم “كمبوديا”، رهان على هذا المعطى، وإن كان لم يستعن بشكل قوي بممثلين لهم باع كبير في مجال الكوميديا خاصة على مستوى المسرح والتلفزيون، باستثناء بعض الممثلين المشاركين في الفيلم كالبطل رفيق بوكر وزهور السليماني ودادا.
  • ثلة الشباب الذين حوصروا في هذه الأرض السعيدة -كما جاء في السيناريو- بعد أن تمت سرقة ما بحوزتهم، مضطرين إلى الاقتتات على الحشرات والديدان وهم يضحكون محركين رؤوسهم تعبيرا عن الرضا لصاحب المطعم ورواده، غير عابئين بما قد يحصل أو يصيبهم من إسهال أو تسمم.
  • المشهد المقزز الذي راق للمخرج كثيرا، سيجلب له الكثير من الجمهور، خاصة أنه مصاغ في قالب كوميدي هزلي.
إلى سنغافورة لزرع كلية
  • في هذا الفيلم، يجد رفيق بوبكر الميكانيكي، البسيط نفسه في مأزق حقيقي بعد أن ضاعت سيارة قديمة من ورشته. 
  • تعود هذه السيارة لشخصية نافذة في عالم الإجرام، فطالبته هذه الشخصية بتسديد ثمن السيارة المسروقة في ظرف وجيز.
  • من أجل الخروج من هذه الورطة، اضطر إسماعيل في الفيلم إلى بيع إحدى كليتيه لطفل لتسديد ثمن السيارة. 
  • سافر إسماعيل إلى سنغافورة من أجل إجراء العملية الجراحية لزرع الكلية، لكن الطائرة وضعته وصديقه في كمبوديا وفيها يفقدان كل شيء.
  • بسبب عدم إلمامهما بلغة هذا البلد للتواصل مع أهله والخروج من المأزق الكبير الذي وضعا فيه، يتعرضان للسرقة وللكثير من المواقف الصعبة والمحرجة قبل عودتها من حيث أتوا صفر اليدين.
استفزاز المشاهد
  • كان الفيلم في بعض من مشاهده مستفزا للمُشاهد، بسبب الألفاظ القوية التي تنهل من قاموس الدارجة المغربية (اللهجة المحلية) الذي صُور بها الفيلم طبعا، وهي مشاهد لها ما لها وعليها ما عليها من مؤاخذات.
  • يحيلنا هذا الأمر، إلى أفلام كوميدية مماثلة طُرحت في القاعات السينمائية وكانت في مستوى تطلعات الجمهور دون خدش للمشاعر ولا نفور من مشاهدتها. من تلك الأفلام، فيلم“ لحاجات“ لمخرجه محمد أشاور، والذي شكل نقلة نوعية في عمل سينمائي كوميدي محترم لقي اهتماما كبيرا من قبل الجمهور داخل وخارج المغرب، كما حظي بمتابعة مهمة من وسائل الإعلام.
  •  كما كان فيلم ”المليار“ واحدا من الأفلام الاجتماعية المصاغة في قالب كوميدي، برع في أداء دور البطولة فيه النجم ربيع القاطي رفقة عدد من الوجوه السينمائية والتلفزيونية الأخرى.
صفر جوائز رغم الإقبال
  • رغم الإقبال الذي لقيه فيلم ”كمبوديا“ في القاعات السينمائية، والإيرادات التي حققها، فإنه لم يُختر ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة للدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم الذي عقد بمدينة طنجة. 
  • والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي جعل لجنة الانتقاء تستبعده من المنافسة إلى جانب تسعة أفلام أخرى، منها ”الوحوش“ لمحمد فوزي، و“أشياء صغيرة“ لفهد لشهب، و“طاكسي بيض“ لمنصف مالزي، و“بورجوا“ لكليلة بونعيلات وغيرها؟

لمتابعة النقد كاملاً: 
كمبوديا: رحلة كوميدية بين الخميسات المغربية إلى كمبوديا
 

المصدر : الجزيرة الوثائقية