رايتس ووتش: استخدام إسرائيل للقوة القاتلة بغزة يرقى لجريمة حرب

صورة أرشيفية

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها إن استخدام الاحتلال الإسرائيلي بشكل متكرر للقوة القاتلة في قطاع غزة منذ 30 مارس/آذار ضد متظاهرين فلسطينيين قد يرقى لمستوى جرائم الحرب.

وقتلت قوات الاحتلال أكثر من 100 متظاهر في غزة وأصابت الآلاف بالذخيرة الحية خلال مظاهرات العودة الكبرى التي انطلقت على حدود غزة للتأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “أَلحَقَ استخدام إسرائيل القوة القاتلة، من دون وجود تهديد وشيك للحياة، خسائر فادحة في أرواح الفلسطينيين وإصابات بالغة في أطرافهم. على المجتمع الدولي إنهاء الأمر الواقع، حيث تقوم إسرائيل بتحقيقات تبرر أفعال قواتها، بينما تمنع الولايات المتحدة أي محاسبة دولية باستخدام الفيتو في مجلس الأمن. على المجلس، بدل ذلك، فرض عواقب حقيقية على الاستهتار الفاضح بأرواح الفلسطينيين”.

وكانت دولة الكويت قد تقدمت بقرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يستنكر استخدام إسرائيل للذخيرة الحية ضد المتظاهرين في غزة، وإطلاق الجماعات المسلحة الفلسطينية الصواريخ ضد المستوطنات الإسرائيلية. كما يدعو لوضع حد لإغلاق غزة، ويحث الأمين العام للأمم المتحدة على دراسة خيارات تزيد من حماية الفلسطينيين في غزة. قدمت الكويت القرار أمام الجمعية العامة بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضده في مجلس الأمن في الأول من يونيو/حزيران الجاري.

وأشار تقرير المنظمة الحقوقية، ومقرها في نيويورك، إلى لقاءات جرت مع  9 أشخاص شهدوا إطلاق القوات الإسرائيلية النار على متظاهرين في غزة يوم 14 مايو/أيار، كما قابلتْ آخر شِهِدَ قتل صحفي بالرصاص في 6 أبريل/نيسان. 7 ممن شهدوا حالات إطلاق النار أصيبوا هم أنفسهم بعيارات نارية.

وقال التقرير إن روايات الشهود، إلى جانب الصور ومقاطع الفيديو، تُظهر “نمطا يتمثل في قيام القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على أشخاص لا يشكلون خطرا وشيكا على الحياة، مستخدمةً الذخيرة الحية”.

وطالبت المنظمة إسرائيل بتقديم تعويض مناسب لجميع الحالات التي أطلق فيها جنودها النار على أشخاص بشكل غير قانوني أو قتلوا أفراد عائلاتهم.

ونقلت هيومن رايتس ووتش عن 6 من الشهود الذين قابلتهم أنهم كانوا على مسافة 200 إلى 300 متر من السياجين المتوازيين اللذين يفصلان بين الحدود الشرقية لغزة وإسرائيل في 14 مايو/أيار، عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليهم أو على أناس قربهم بالذخيرة الحية. من بين الضحايا صحفيون وعمال دفاع مدني ومتطوعون كانوا يحاولون إجلاء الجرحى، وطفل كان يهرب بعيدا عن السياجين.

وقال 3 شهود آخرين إن الجنود أطلقوا النار عليهم عندما كانوا على مسافة 30 و40 متراً من السياجين. من بين الشهود الثلاثة فتى (14 عاما)، ورجل (48 عاما)، أُطلق عليهما النار في حادثتين منفصلتين، قالا إنهما لم يلقيا الحجارة أو يحاولا إيذاء الجنود الإسرائيليين.

قال ثالث إنه اقترب من السياجَين وألقى بالحجارة على القوات الإسرائيلية، إلا أنه أُصيب لاحقا بينما كان يحاول إجلاء آخر أصيب بنيران أُطلقت عليه. تتفق الروايات مع عدة تقارير إخبارية ومقاطع فيديو تُظهر تعرض الفلسطينيين لإطلاق نار خلال وقوفهم أو هربهم بعيدا عن السياجَين.

وشهدت مسيرات العودة مقتل 118 شخصا خلال المظاهرات، بينهم 14 طفلا، وأصابت 3895 بالذخيرة الحية ما اضطرهم إلى دخول المستشفى. وقال أطباء إن 40 شخصا على الأقل احتاجوا إلى بتر أطرافهم وأصيب مئات آخرون بجروح خطيرة.

المصدر : الجزبرة مباشر