رئيسان بيوم واحد.. هذا ما سيحدث يوم تنصيب رئيس موريتانيا الجديد

ولد عبد العزيز (يمين) وولد الغزواني درسا في الأكاديمية العسكرية الملكية بمكناس المغربية

اليوم الخميس، الأول من شهر أغسطس/آب 2019 سينهي رئيس موريتانيا الحالي محمد ولد عبد العزيز سنوات حكمه التي بدأت في 6 أغسطس/آب 2008.

يرحل “ولد عبد العزيز” تاركا كرسيه وملفات السلطة وأسئلة الشعب المتراكمة حول أداء الرئيس المنصرف، لخلفه وصديقه ورفيقه في السلاح والانقلابات والحكم الفريق المتقاعد محمد ولد الشيخ الغزواني.

رئيسان في يوم واحد
  • الرئيسان المنصرف والمنتخب يتقاسمان يوم الأول من أغسطس/آب، حيث يظل ولد عبد العزيز رئيسًا إلى حين إلقائه خطابه الوداعي الذي ينتظر أن يركز فيه على إنجازاته وعلى ما قام به من أجل موريتانيا والحال التي أوصلها إليها، قبل أن يتوجه إلى شكر الشعب ويعتذر له في خطاب سيركز –وفقًا لمصادر عديدة- على قيم الوداع سعيًا إلى التأثير في مشاعر مواطنين مختلفي التقييم لحكم الرئيس المنصرف محمد ولد عبد العزيز.
  • منتصف النهار يكون ولد عبد العزيز رئيسًا سابقًا بعد أن ظل لعشر سنوات يحمل لقب رئيس الجمهورية، ويتحول محمد ولد الشيخ الغزواني من الرئيس المنتخب إلى ” فخامة رئيس الجمهورية”.
حضور الصحراء وغياب قطر
  • تتولى لجنة وزارية برئاسة الأمين العام للرئاسة في موريتانيا الشيخ محمد ولد الشيخ، إدارة فعاليات تنصيب الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني.
  • الضيوف الذين من بينهم 10 رؤساء سيكون أغلبهم أفارقة وفق ما نشرت مواقع موريتانية، يحلون ضيوفًا على حفل عشاء في القصر الرئاسي يحضره الرئيسان المنصرف والمنصّب.
  • أبرز ما يميز حفل تنصيب الرئيس الجديد؛ هو حضور زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي الذي تلقى أول دعوة رسمية له لزيارة موريتانيا، في مواجهة مع الوزير الأول المغربي سعد الدين العثماني، وفي خطوة أثارت الكثير من اللغط داخل موريتانيا.
  • الأزمة الخليجية تحضر أيضًا في تنصيب الرئيس الموريتاني إذ بات من شبه المؤكد أن قادة دول الحصار لن يحضر أي منهم حفل تنصيب الرئيس الجديد وتوديع سلفه المغادر.
  • تغيب قطر نتيجة عدم وجود علاقات دبلوماسية لها في الوقت الحالي مع موريتانيا بعد قطع نواكشوط لها تضامنًا مع دول الحصار وانحيازا لها، وهي الخطوة التي أثارت وما زالت تثير رفضًا واسعًا في موريتانيا.
  • مغردون أشاروا إلى حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للقمة العربية المنعقدة في نواكشوط في العام 2016 (أشهرًا فقط قبل الأزمة الخليجية)، في حين آثر قادة دول الحصار العزوف عن حضور تلك القمة رغم أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لم يكن حينها بعيدًا من موريتانيا، حيث كان يقضي إجازته السنوية في مدينة طنجة المغربية.
محمد ولد عبد العزيز"يمين" محمد الغزواني "يسار" محمد ولد بوبكر "وسط" خلال التصويت في الانتخابات (الفرنسية)
 خطاب الوداع
  • عند التاسعة صباحًا تبدأ فعاليات التنصيب، الرئيس المنتخب سيحضر في حماية خاصة جدًا، قبل أن يتم إدخاله في غرفة خاصة تحت حماية وحدة من الحرس الرئاسي.
  • الحفل يبدأ تحت إشراف رئيس المجلس الدستوري جالو مامادو باتيا، الذي آثر حضور الحفل والإشراف عليه على متابعة علاجاته خارج البلد.
  • بعد أن تعزف وحدة من الجيش الموريتاني النشيد الوطني وبعد استماع الوفود والحشود التي ستغص بها قاعة وباحات قصر المرابطون الحديث الإنشاء، يلقي الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز خطاب الوداع، منهيًا بذلك حكمه.
  • سواء طال الخطاب أم جاء مقتضبًا فإن كلماته الأخيرة سوف تكون آخر كلمة لمحمد ولد عبد العزيز بوصفه رئيسًا للجمهورية.
  • ولد عبد العزيز كان قد صرح، الأربعاء، بممتلكاته أمام لجنة الشفافية في الحياة العمومية، وذلك قبل يوم واحد من نهاية حكمه وتسليم السلطة للرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني.
تنصيب دستوري
  • بعد انتهاء الخطاب يتم إخراج الرئيس المنتخب من المقصورة الخاصة به في القصر حيث يرافقه عضو في المجلس الدستوري إلى المنصة المخصصة للقسم، ليحدد له المقعد المحدد لجلوسه.
  • بعد ذلك يبدأ رئيس المجلس الدستوري في تلاوة مراسيم التنصيب، قبل أن يطلب من الرئيس المنتخب تلاوة القسم الدستوري واضعًا يده على المصحف، ومقسمًا على احترام الدستور والحكم بالعدالة وعدم تغيير المواد المحصنة من الدستور.
  • بعد القسم والتوشيح يلقي الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني خطاب التنصيب ومن المحتمل بشكل كبير ألا يتضمن أكثر من شكر الرئيس المنصرف والثناء على الرؤساء السابقين وتجديد الوعود التي خاض بها ولد الشيخ الغزواني الانتخابات ونال ثقة 52% من الناخبين على أساسها.
انتقال ديمقراطي
  • يكتسي حفل التنصيب بعدًا خاصًا على المستوى العربي الذي شهد خلال السنوات الماضية تراجعًا كبيرًا في المسارات الديمقراطية وعودة الانقلابات العسكرية إلى الواجهة لترجع الحكم في أكثر من بلد إلى قبضة الديكتاتورية، ساحقة بذلك آمال القوى الديمقراطية الساعية إلى إرساء تعددية وطنية.
  • أيضًا يأتي ليضيف مفارقة أخرى إلى المسار السياسي الموريتاني، فالرجل الذي نفذ انقلابًا عسكريًا ضد الرئيس المدني معاوية ولد الطايع وقاد من وراء الستار انتقالًا سياسيًا نحو المدنية قبل أن يعود من جديد لوأد التجربة الديمقراطية والإطاحة بأول رئيس موريتاني منتخب، ها هو الآن أيضًا يقف على بوابة التاريخ السياسي مودعًا في سياق انتقال ديمقراطي غير معهود في الساحة العربية.
  • سواء كان المغادر مُكرهًا لا بطلًا كما يذهب إلى ذلك كثيرون، أو كان ديمقراطيًا مختارًا فقد ترك بصمة ذات أبعاد مختلفة ومركبة على تاريخ موريتانيا.
المصدر : الجزيرة مباشر