دول خليجية تبحث الاستدانة وسط معاناة اقتصادها بسبب كورونا

سوق البراجيل في دبي القديمة مهجورة بعد تفشي فيروس كورونا

قالت مصادر إن دبي والسعودية تستكشفان خيارات تمويل بسبب معاناة اقتصادهما وسط تداعيات فيروس كورونا، بينما بدأت قطر تسويق سندات دولارية.

وقال مصدران مطلعان إن دبي في مراحل مبكرة من محادثات مع بنوك بشأن خيارات تمويل محتملة، بينما يعاني اقتصادها في ظل تداعيات فيروس كورونا المستجد.

وقال أحد المصدرين إنها لم تصدر طلبا لمقترحات، لكنها خاطبت في الأيام القليلة الماضية بنوكا سبق أن أقرضت الإمارة، ألمعرفة إن كان من الممكن تقديم تمويل بين 3 مليارات و5 مليارات دولار.

تؤثر قيود اجتماعية وعلى صعيد أنشطة الأعمال ناتجة عن الجائحة بشدة على قطاعات حيوية في مركز التجارة والسياحة بالشرق الأوسط.

وتشير تقديرات محللين إلى أن التفشي قد يكلف دبي ما بين 5% إلى 6% من الناتج المحلي الإجمالي في 2020 إذا استمرت القيود لـ 3 أو 4 أشهر أخرى.

لم تصدر دبي سندات حكومية منذ 2013، وتجري محادثات مع بنوك منذ العام الماضي، بشأن عودة محتملة إلى أسواق الدين العالمية.

وفي الوقت الذي تزيد فيه الجائحة ضغط حاجة الإمارة للتمويل، قالت مصادر مصرفية إن من المستبعد العودة إلى سوق السندات في ظل الضبابية الحالية بالسوق.

منطقة الراس المهجورة المشهورة بأسواق الذهب والتوابل في دبي بعد الإغلاق الكامل بسبب تفشي كورونا
ديون ثقيلة

وربما يكون مستثمرو الديون العالميون حذرين من أي سندات جديدة نظرا إلى ثقل عبء ديون دبي، التي تقدر بنحو 135 مليار دولار، أو ما يوازي 125% من الناتج المحلي الإجمالي، ويحل موعد سداد نصفها تقريبا قبل نهاية 2024.

وقال المصدر إن من غير الواضح إن كانت أي أموال قد يتم جمعها ستذهب إلى حكومة دبي أو إلى شركات مملوكة للحكومة من خلال ضمان حكومي.

الجميع في محادثات

وقال مصدران إن طيران الإمارات تجري محادثات أيضا مع دائنيها التقليديين بشأن تمويل. وامتنعت الشركة المملوكة للدولة عن التعقيب على المناقشات التي كانت بلومبرغ أول من أوردها.

وقالت دبي الأسبوع الماضي إنها تعتزم مساعدة شركة الطيران لتخفيف الضربة المالية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا من خلال ضخ سيولة جديدة، لكنها لم تقدم تفاصيل.

وقال أحد المصادر إن جمع الأموال الذي تخطط له دبي قد يستخدم جزئيا لدعم ضخ تلك السيولة.

وتستكشف أيضا دول أخرى في منطقة الخليج خيارات تمويل من خلال الاستدانة في مواجهة الضغط الاقتصادي على مالياتها بسبب الجائحة من ناحية، وأثر تهاوي أسعار النفط من ناحية أخرى.

وقال أحد المصادر “الجميع في محادثات”.

السعودية ترفع سقف الدين
حظر تجول في مكة المكرمة بعد تفشي فيروس كورونا

وقال مصدران إن وزارة المالية السعودية تستكشف خيارات تمويل. ورفعت المملكة الشهر الماضي سقف الاستدانة إلى 50% من الناتج المحلي الاجمالي، من 30%.

وتقول مصادر إن منتجي النفط الخليجيين الأقل ثراء.. البحرين وعمان.. خاطبا أيضا بنوكهما المعتادة على مدار الشهر الفائت بشأن قروض محتملة، وذلك في الوقت الذي ستجعل فيه تقلبات سوق السندات إصدار سندات لمستثمرين عالميين أكثر تكلفة بالنسبة لهما.

وبلغت الديون المباشرة القائمة على الحكومة السعودية في 31 ديسمبر/ كانون أول 2019 (677.9) مليار ريال سعودي (180.8 مليار دولار أمريكي)، منها (372.8) مليار ريال سعودي (99.4 مليار دولار أمريكي) ديون محلية، و (305.2) مليار ريال سعودي (81.4 مليار دولار أمريكي) ديون خارجية. 

وبلغت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الاجمالي 24.1% في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2019، بحسب بيانات المركز الوطني لإدارة الدين.

قطر تبيع سندات دولارية

وقالت مصادر مطلعة إن قطر بدأت اليوم الثلاثاء تسويق سندات بالدولار الأمريكي على ثلاث شرائح لأجل 5 سنوات و10 و30 عاما، سعيا لجمع سيولة وسط انخفاض لأسعار النفط وحالة ضبابية في السوق بسبب تفشي فيروس كورونا.

وقطر هي أول دولة خليجية تصدر سندات منذ تهاوي أسعار النفط مطلع الشهر الماضي، مما رفع تكلفة الاقتراض للمنطقة المنتجة للخام.

وسبق أن طرقت قطر أسواق الدين العالمية العام الماضي، حيث جمعت 12 مليار دولار في مارس آذار في الصفقة اجتذبت طلبا بنحو 50 مليار دولار.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز