دوافع الهجمات الإسرائيلية في الشرق الأوسط وتداعياتها

بيان لهيئة الحشد الشعبي في العراق، حمل الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية انفجارات في مخازن أسلحة وقواعد تابعة لها

ناقش تقرير لمركز الجزيرة للدراسات أسباب ونتائج الضربات التي اُتهمت إسرائيل بتنفيذها داخل دول عدة في الشرق الأوسط، خاصة العراق.

التفاصيل
  • أثارت الهجمات الإسرائيلية المتكررة في دول عدة بالشرق الأوسط، لاسيما العراق، تكهنات كثيرة بشأن طبيعة التطور اللاحق في التوتر القائم فعليًّا بين الولايات المتحدة وإيران.
  • أولى النتائج الواضحة للهجمات كان سحب مركز الاهتمام من منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز إلى العراق وسوريا ولبنان.
  • بدا أن التصعيد العسكري -إن حدث- فسيجري في هذه المناطق، ووصفه البعض بأنه قصف بالنيابة.
دور أمريكي محتمل
  • الضربات أثارت تساؤلات عن دور محتمل للولايات المتحدة في التصعيد الإسرائيلي، فالطيران الأمريكي يسيطر فعليًّا على الأجواء العراقية منذ الغزو عام 2003.
  • التقرير قال إنه لا يمكن من الناحية العسكرية قيام إسرائيل باستخدام الطيران أو الطيران المسير، لقصف أهداف داخل العراق دون علم الولايات المتحدة.
  • تقرير مركز الجزيرة للدراسات نقل عن مصادر صحفية قولها، إنّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أبلغ رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بأن إسرائيل قد تقصف أهدافًا داخل الأراضي العراقية “في أي وقت”.
  • بومبيو نقل وجهة النظر الإسرائيلية التي تقول بعدم جدوى مهاجمة مقرات الفصائل العراقية المرتبطة بإيران داخل سوريا، لأنها تعود كل مرة إلى تنظيم صفوفها والانطلاق من العراق مجددًا، وبالتالي يتوجب ضربها داخل العراق.
الصورة الكبيرة
  • تمتلك فصائل معينة في الحشد الشعبي، القريبة من إيران، أسلحة لا يمتلكها الجيش العراقي مثل الصواريخ الباليستية التي استعرضت بها هذه الفصائل في مدينة النخيب بجنوب العراق قرب الحدود مع السعودية.
  • تقرير مركز الجزيرة قال إن الضربات الإسرائيلية استهدفت بشكل خاص، فيما يبدو، مواقع تخزين هذه الصواريخ.
  • المقاطع المصورة للانفجارات التي تلت قصف المعسكرات، خاصة معسكر صقر وبلد، أظهرت تطايرا للصواريخ وسقوطها في المناطق المحيطة بالمعسكرات المستهدفة مما أسفر عن سقوط عدد كبير من المدنيين.

  • السؤال المباشر المتعلق بتلك الهجمات، كان عن سبب إحجام قوات التحالف الدولي عن إبلاغ العراق بالخرق الجوي، كما ثارت تساؤلات بشأن دور مركز المعلومات المشترك الذي يضم كلًّا من روسيا وإيران وسوريا والعراق وفائدته في حماية الأجواء العراقية.
النفي والتلميح
  • إسرائيل لم تؤكد رسمياً قيامها بالهجمات ضد الحشد الشعبي في العراق، لكنها لم تنف أيضاً.
  • رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمح لمسؤولية بلاده عن الهجمات، قائلاً إنها تعمل في كثير من المناطق ضد إيران.
  • نتنياهو: إسرائيل تتصرف في العديد من الساحات ضد بلد يسعى إلى تدميرنا، ويحاول إنشاء قواعد ضدنا في كل مكان، في سوريا والعراق ولبنان واليمن. لا أمنح إيران الحصانة في أي مكان.
  • الولايات المتحدة حرصت على نفي أية علاقة لها أو دور في الهجمات الإسرائيلية، بعد اتهامات من أطراف مختلفة داخل العراق بالتواطؤ مع إسرائيل.
  • وزارة الدفاع الأمريكية قالت “إن جميع الاتهامات بهذا الصدد باطلة وإن القوات الأمريكية لم تقم بأية هجمات أخرى أدت إلى تفجير مستودعات ذخيرة في العراق”.
  • البنتاغون: الحديث بعكس هذا الأمر، خاطئ ومضلل ومثير للاشمئزاز.
الوجود الأمريكي في العراق
  • حاول عدد من النواب والسياسيين وقادة الحشد الشعبي، المعروفين بقربهم من إيران، إعادة النظر في جدوى الوجود العسكري الأمريكي في العراق.
  • تلك الدعوات تزايدت بعد الهجمات الإسرائيلية، وتحولت إلى تبعات مباشرة لهذه الحوادث، على أساس اتهام القوات الأمريكية بالتواطؤ مع إسرائيل.
  • كذلك طالت الاتهامات واشنطن بعدم تنفيذ الاتفاق الأمني مع العراق، والذي يتضمن حماية أجوائه من أي اختراقات أو هجمات.
  • نائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، الذي يعتبر القائد الفعلي للحشد، اتهم في بيان له الطيران الأمريكي باستطلاع مقرات الحشد، وجمع معلومات تخص مخازن الأسلحة والعتاد.
  • المهندس اتهم القوات الأمريكية بإدخال أربع طائرات إسرائيلية إلى العراق للعمل ضمن أسطولها.
  • الحكومة العراقية لم تتبنَّ هذا الاتهام وسرعان ما أصدر رئيس هيئة الحشد فالح الفياض بيانًا آخر لم يأت فيه على ذكر الولايات المتحدة واعتبر فيه موقف (نائبه) المهندس مجرد رأي شخصي.
مواجهة محتملة
  • الضربات الإسرائيلية فرضت واقعًا جديدًا في المنطقة قد تكون له تداعيات مستندة إلى أن الحشد الشعبي العراقي يمتلك بالفعل صواريخ قادرة على تهديد إسرائيل.
  • لكن مثل هذه الفرضية تبدو ضعيفة جدًّا، لأنها من ناحية ستحرج الحكومة العراقية بشكل كبير وتظهرها كطرف ضعيف وعاجز عن كبح جماح قوات الحشد، ومن ناحية ثانية ستؤكد الدعوى الإسرائيلية بتخزين صواريخ إيرانية في الأراضي العراقية.
  • الفرضية الثانية هي أن الصواريخ التي بحوزة الحشد هي صواريخ ميدانية قصيرة المدى
  • هذا يعني أن أية عمليات انتقامية لا يمكن أن تطول إسرائيل، لكنها يمكن أن تستهدف القوات الأمريكية في العراق.
  • تثير مثل هذه الفرضية فرص مواجهة محدودة مع القوات الأمريكية داخل العراق، تخفف الضغط السياسي والحصار الاقتصادي على إيران وذلك بغضِّ النظر عن التكاليف العالية التي يمكن أن يتكبدها العراق جرَّاء ذلك.
  • بالإضافة إلى الفرضيتين، فإن كثيرًا من القوى المؤيدة لإيران في المنطقة اعتبرت رد حزب الله في عملية قصف آلية عسكرية إسرائيلية بداية شهر سبتمبر/أيلول الجاري 2019، كافية للتعويض معنويًّا على الأقل عن القصف الإسرائيلي لدول المنطقة.

لقراءة المادة كاملة

الهجمات الإسرائيلية في المنطقة: الضرب بالنيابة

 

المصدر : مركز الجزيرة للدراسات