دمشق تحبس أنفاسها بانتظار ضربة أمريكية محتملة

أحد الأسواق القديمة في دمشق

تعيش العاصمة السورية دمشق حالة ترقب حذر من قصف أمريكي ربما يطال مناطق داخل العاصمة وعلى أطرافها.

وتشهد دمشق حركة خفيفة منذ ثلاثة أيام في حين قامت حكومة النظام السوري بتجهيز مقرات طوارئ لإداراتها وإخلاء العديد من المقرات الحكومية الهامة بالتوازي مع تخفيض عدد الموظفين في كثير من الإدارات.

وشهدت شوارع العاصمة دمشق الخميس حركة بسيطة ليس كما هي العادة، بل هي أقرب إلى حركة حذرة، وخلت أغلب شوارع العاصمة ومداخلها الرئيسية من الازدحام المعتاد.

مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري أكدت لوكالة الأنباء الألمانية أن العديد من المؤسسات الحكومية الخدمية والأمنية في وسط العاصمة، وضعت في حالة استنفار وجهوزية على مدار الساعة، تحسبا لاحتمالات استهدافها بالضربة العسكرية الأمريكية. 

وعمدت مؤسسات أخرى إلى تقليص عدد موظفيها الموجودين على رأس عملهم، وذلك من خلال منح غالبيتهم إجازة حتى بداية الأسبوع القادم. 

وأضافت المصادر أن مؤسسات أخرى بعضها ذات طابع إعلامي جهزت مقرات الطوارئ الخاصة بها والمزودة بجميع التقنيات، لنقل مكان العمل إليها فور وقوع أي ضربة عسكرية.

وقال إبراهيم علي، 29عاماً، ويعمل موظفا في شركة خاصة وسط العاصمة دمشق “منذ ثلاثة أيام ومع تصاعد التهديدات الأمريكية على سوريا، يعيش سكان العاصمة وأطرافها، حالة من القلق والخوف من قصف أمريكي ممكن أن يستهدف مواقع داخل العاصمة دمشق”.

وأضاف علي لوكالة الأنباء الألمانية “حالة خلو الشوارع اليوم تذكرنا بأيام سقوط القذائف بالعشرات على العاصمة دمشق، وحتى السيارات والمارة حركتهم سريعة، واختفى الاختناق المروري في منطقة البرامكة وجسر فكتوريا وسط العاصمة.. بصراحة هناك حالة من الخوف والقلق، وخروج البعض نهاراً لاعتقادهم بأن ضربة أمريكية إن حصلت ربما تحصل ليلاً”. 

المواطن السوري كمال حسين، 55 عاما، من محافظة اللاذقية يقول إن “التهديدات بالقصف الأمريكي على سوريا بمثابة صراع روسي أمريكي، وسبب حالة استنفار كبيرة في القواعد الروسية، ولم نعد نشاهد جنودا روس في مدينة اللاذقية، المعركة هي روسية أمريكية على أرض سورية، واعتقد أن الصواريخ ستسقط قبل وصولها إلى أهدافها”. 

محمد حمود طالب جامعي يقول للوكالة الألمانية “غطت التهديدات الأمريكية على الجميع لقد نسينا انتصار الغوطة، ونسينا المختطفين في الغوطة، اليوم حديث الجميع متى ستكون الضربة وأين”. 

ويضيف حمود “غادرت بعض العائلات مدينة دمشق إلى محافظات أخرى، ولكن ليست بأعداد كبيرة خوفا من ضربة أمريكية وذلك لاعتقادها بأن الضربة ستطال العاصمة دمشق دون سواها”. 

وفي وقت سابق أمس، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على حسابه على موقع تويتر، إنه لم يتحدث أبدا عن موعد هجوم على سوريا، وأشار إلى أنه “قد يكون وشيكا جدا أو غير وشيك على الإطلاق”.

وتهدد الولايات المتحدة ودول غربية بشن ضربة ضد مواقع سورية ردا على ما قالت منظمات إغاثة إنه هجوم كيماوي استهدف منطقة دوما بالغوطة الشرقية السبت الماضي وتسبب في مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات.

وكان ترمب كتب على تويتر أول أمس: “لقد تعهدت روسيا بإسقاط أي وجميع الصواريخ التي يتم إطلاقها على سوريا. استعدي يا روسيا، لأنها قادمة.. ستكون بارعة وحديثة وذكية”. 

المصدر : الألمانية