خبراء: 5 سيناريوهات في انتظار قطاع غزة بعد الانتخابات الإسرائيلية

ينتظر قطاع غزة خمس سيناريوهات قد يتحقق أحدها حسب ما يرى خبراء فلسطينيون، بعد الانتخابات الاسرائيلية التي تُجرى في السابع عشر من سبتمبر/أيلول.

يعيش قطاع غزة مستقبل مظلم في ظل استمرار الوضع القائم وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية واستمرار الانقسام، والوعود الانتخابية لقادة الأحزاب الإسرائيلية بالذهاب بعيدًا في حرب طاحنة ضد غزة عقب الانتخابات التشريعية مباشرة.

الجزيرة مباشر رصدت السيناريوهات الخمسة لقطاع غزة بعد الانتخابات الإسرائيلية:

السيناريو الأول (بقاء الوضع الراهن)

يحيى قاعود، محلل سياسي:

  • سيناريو الوضع الراهن “إدارة الصراع” سوف يستمر، مع استمرار الإجراءات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية لخلق واقع جديد لأي مفاوضة أو تسوية سياسية مقبلة. 
  • الدعم الأمريكي في تواصل سواء بالقرارات والاعترافات التي تحاول شرعنه الوقائع التي تفرضها إسرائيل، أو من خلال ما تقدمه لها من دعم في المؤسسات الدولية.
  • تحاول السلطة الفلسطينية بشكل متواصل مواجهة الإجراءات الإسرائيلية والسياسات الأمريكية، على الصعيد الداخلي والعربي والدولي، ورغم تلك المحاولات لم تحقق السلطة إي نتائج إيجابية.
يحيى قاعود، محلل سياسي فلسطيني (الجزيرة مباشر)

يحمل سيناريو الوضع الراهن في مضامينه بعدين أساسيين:

  • البعد الأول: إسرائيلي.. إبقاء حالة الصراع كما هو دون تغيير جوهري في الوقت الراهن، مع استمرارية تنفيذ الاستراتيجية الإسرائيلية، والتي لم تعرف الثبات يومًا، فهي متغيرة مع تغيير الوقائع على الأرض المحتلة من جانب، والأحداث السياسية الجارية في المنطقة العربية من جانب آخر.
  • في ظل الوضع الراهن على صعيد الضفة الغربية والقدس تستمر إجراءات وسياسات تهويد القدس، وضم الأراضي الفلسطينية وبناء مستوطنات جديدة. 
  • البعد الثاني: فلسطيني.. ثبات السياسات الفلسطينية على مستوى المنظمة والسلطة من جهة، وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” من جهة أخرى، رغم رفضهما للإجراءات والسياسات الإسرائيلية والأمريكية، وموقف السلطة الثابت عند كلمة “لا”.
  • تبقى المواجهة الفلسطينية دون المستوى المطلوب “ضعيفة”، خاصة سياسة حركة “حماس” رغم التفاهمات التي أبرمتها بوساطة مصرية- قطرية- أممية، مع الاحتلال.
 السيناريو الثاني (حرب شاملة)

إبراهيم حبيب، خبير في الأمن القومي:

  • ربما لم تنضج الظروف للحرب الشاملة، فإسرائيل تحتاج مزيدًا من الوقت حتى يصل القطاع الى مرحلة الانهيار.
  • قبل الدخول في الحرب الشاملة القادمة لا محالة إلا إذا حدث متغير إقليمي كبير يمنع اسرائيل من الذهاب لهذه الحرب.
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك أن الأفضل لإسرائيل بقاء الوضع الراهن في قطاع غزة على ما هو عليه إلى أن تصل الأمور إلى مرحلة الانهيار.
  • على مستوى الاستراتيجية المقاومة الفلسطينية لا تُشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل برغم كل ما تفعله.
  • لكن في المقابل، وجود هذه الفصائل يعزز من استراتيجية الخوف التي تتبناها إسرائيل لاستجماع طاقات شعبها وبقائه في مرحلة اليقظة والانتباه والعسكرة.
  • الاستراتيجيات معقدة جدًا وقد تصل في بعض الأحيان إلى قراءات مرعبة عما نفعل، فالحرب الشاملة ربما ليست واردة الآن ولكن التصعيد المحسوب وارد جدًا خاصة إذا كان هناك حدث كبير لا تتم السيطرة عليه، عندها قد تنزلق الأمور لحرب شاملة.
إبراهيم حبيب، خبير في الأمن القومي (الجزيرة مباشر)
السيناريو الثالث (مصالحة فلسطينية)

حسام الدجني، كاتب ومحلل سياسي:

  • لا أحد يختلف أن بقاء حالة الانقسام أحد الثوابت الاستراتيجية لدى دولة الاحتلال وعليه سيعمل كافة الأطراف على إفشال المصالحة وبقاء حالة الانقسام.
  • إسرائيل لاعب مهم في هذا الملف، وفي حال فوز أي طرف في الانتخابات الإسرائيلية أو حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية فإن كل طرف سيعمل على ديمومة الانقسام مع اختلاف في شكل المعالجة.
  • نتنياهو قد يذهب باتجاه هدنة طويلة وهي جزرة لحماس، وقد يذهب باتجاه تحسين واقع الحياة في الضفة وإعادة العملية السياسية للدوران من جديد، وهي جزرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
حسام الدجني، كاتب ومحلل سياسي فلسطيني (الجزيرة مباشر)

فرص نجاح المصالحة ضمن هذا الواقع تبقى ضعيفة لعدة أسباب:

  • جماعات المصالح الفلسطينية ما زالت قوية ومؤثرة في صناعة القرار هنا وهناك.
  • لم يتغير الموقف الأمريكي من المصالحة، وعليه فإن ما يجري هو ديمومة واستمرارية الإدارة لعملية المصالحة بعيدًا عن جوهر المصالحة.
  • هناك مؤشران قد يدفعا المصالحة نحو الأمام وهما: أن تصبح المصالحة ضرورة لتنفيذ صفقة القرن وبذلك تعمل الإدارة الأمريكية على تمريرها، أو أن تصل القيادة الفلسطينية إلى نتيجة أن مدخل المصالحة الحقيقي بإنهاء اتفاق أوسلو والتفرغ لمواجهة الاحتلال بكافة الوسائل.
السيناريو الرابع (تطبيق صفقة القرن)

منصور أبوكريم، كاتب ومحلل سياسي:

  • حظوظ تحقيق صفقة القرن أصبحت ضئيلة جدًا، خاصة في ظل التحديات الداخلية والخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
  • الولايات المتحدة دولة عظمي، لكن سلوك ترمب على المستوى الدولي والشرق الأوسط وتجاه القضية الفلسطينية تحديدًا يؤكد عجز إدارة ترمب على تمرير صفقة القرن خلال العام المتبقي من الولاية الأولى.
  • نظرًا لعدم تجاوب الحكومة الإسرائيلية مع الشق السياسي المنتظر عرضه بعد الانتخابات الإسرائيلية ورفض القيادة الفلسطينية التعاطي مع الموقف الأمريكي، فإن صفقة القرن لن يكون لها مستقبل.
منصور أبوكريم، كاتب ومحلل سياسي فلسطيني (الجزيرة مباشر)
 السيناريو الخامس (فصل غزة عن الضفة)

عماد أبو رحمة، باحث في الشأن السياسي الفلسطيني:

  • الانفصال قائم كأمر واقع ويتعزز يومًا بعد يوم وسياسات السلطة الفلسطينية وحركة حماس تسهم في تعميقه.
  • مخطط فصل غزة عن الضفة الغربية والقدس المحتلة، بدأ منذ عام ١٩٩١ بأمر عسكري إسرائيلي يشترط الحصول على تصريح للتنقل بين الضفة وغزة.
  • بعد توقيع أوسلو ١٩٩٣ استمر هذا الأمر، لأن اتفاقية الممر الآمن جعلت إسرائيل الطرف المتحكم بالمرور عبر الممر وجعلت السيطرة الأمنية بيد إسرائيل، أي لم يتغير شيء.
  • بعد فوز اليمين الإسرائيلي بزعامة نتنياهو في عام 1996 وهزيمة حزب العمل، أصبح تقويض اتفاق أوسلو الذي يعترف بولاية السلطة على أراضيها في الضفة وغزة، ركيزة رئيسية في برنامج اليمين الإسرائيلي الحاكم.
عماد أبو رحمة، باحث في الشأن السياسي الفلسطيني (الجزيرة مباشر)

 

  • الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة في عام 2005 كان هدفه تكريس الفصل، وزرع الفتنة تمهيدا للانقسام، وفتح وحماس وقعتا في فخ رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آرييل شارون. منذ ذلك الحين أصبح تكريس الانفصال سياسة لدى حكومات اليمين.
  • استمرار الانقسام والعقوبات، يساهم في تعزيز فكرة الانفصال.
  • إسرائيل لم تتخذ قرارا بالفصل ولكنها تفرض الفصل كأمر واقع وتسعى لتكريسه، وفتح وحماس يسهلان لها تنفيذ مخطط الفصل.
  • إسرائيل تمكنت من تنفيذ استراتيجية إدارة الصراع، بحيث تكرس فصل غزة عبر معادلة “هدوء مقابل مساعدات” ومواصلة مشروع الضم التوسعي في الضفة.
المصدر : الجزيرة مباشر