“حميدتي” من تاجر أغنام إلى أحد أقوياء السودان

محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"
نائب رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"

يقود محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، قوات الدعم السريع في السودان المتهمة بالفض الدامي لاعتصام الخرطوم الإثنين، وتحول بصورة لافتة خلال سنوات ليصعد لقمة الحكم بالسودان.

تحول “تاجر الأغنام”
  • خلال سنوات قليلة تحول حميدتي من تاجر أغنام في دارفور لأحد كبار الفاعلين في البلاد.
  • حميدتي قال مقابلة صحفية في عام 2016، إنه كان تاجراً في دارفور يبيع الجمال والأغنام في السودان وليبيا وتشاد.
  • دقلو كان قائدا لميليشيا صغيرة في غرب البلاد بداية نزاع دارفور، وتسلق سلم السلطة أثناء هذه الحرب العرقية التي اندلعت في العام 2003.
  • ترأس دقلو مجموعات من الجنجويد، وهي ميليشيات من قبائل عربية انتهجت سياسة الأرض المحروقة في إقليم دارفور ومتهمة بارتكاب العديد من التجاوزات، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرتي توقيف بحق الرئيس السابق عمر البشير بتهم ارتكاب “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” وبعدها جرائم “إبادة”.

  • أسفر النزاع في دارفور عن مئات آلاف القتلى وأكثر من مليوني نازح.
  • يقود “حميدتي” حالياً مجموعة عسكرية هي الأوسع نفوذا في السودان وتعرف باسم “قوات الدعم السريع” المرهوبة الجانب.
  • قوات حميدتي متهمة بممارسة أعمال قمع دامية يوم الإثنين بحق متظاهري حركة الاحتجاج السلمية التي تهز النظام منذ ديسمبر/كانون الأول 2018.
  • أحصت لجنة أطباء السودان المركزية المشاركة في تحالف “إعلان قوى الحرية والتغيير” الذي يقود التظاهرات، مقتل 108 أشخاص منذ التفريق الوحشي للاعتصام الذي كان يشارك فيه آلاف السودانيين منذ السادس من أبريل/نيسان، أمام مقر القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم.
  • تحدثت السلطات الخميس عن 61 قتيلاً وحاولت التقليل من حجم القمع.
  • قبل الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل/نيسان، انتهجت القوات التي كانت موالية للبشير سياسة ضبط النفس.
  • بعد محاولة أولى لفض الاعتصام أسفرت عن خمسة قتلى في مايو/أيار، ظهر الفريق أول دقلو في شريط فيديو مرتدياً بزة عسكرية يرتديها عناصر قواته، وتحدث باللغة العربية وبلهجة سكان غرب البلاد. وأكد في المقطع المصور أنه لن يرسل قواته لتفريق الاعتصام.
  • منذ أبريل/نيسان، لم يعد في الإمكان تجنب رؤية “حميدتي” على قنوات التلفزة السودانية: تارة لجذب التعاطف عبر زيارة أحد المتظاهرين المصابين في المستشفى، وطوراً للتأكيد أنه لن يسمح بأن ينزلق البلد إلى الفوضى.
 “ذكي للغاية”
  • دقلو من مواليد عام 1975 وينحدر من قبيلة عربية بدوية على الحدود بين تشاد والسودان.
  • قال دبلوماسي أوربي كان التقى دقلو بعيد إقالة وتوقيف البشير، “رغم أنه ليس متعلماً، يبدو في مبادلاته رجلا ذكيا للغاية ويمسك بزمام الأمور”.
  • عندما توقفت التجارة جراء المعارك في دارفور عام 2003، توجه إلى مدينة نيالا للانضمام إلى وحدة حرس الحدود التي تقودها الخرطوم.

  • بهدف مواجهة حركة التمرد التي يقودها أشخاص معظمهم من أصول إفريقية، شكل النظام مجموعة عرفت بالجنجويد تضم مقاتلين من العرب الرحل وسلحهم.
  • لكن هذه الميليشيات كانت تتمرد أحيانا على النظام.
  • أصبح دقلو بنفسه في وقت من الأوقات متمرداً. وظهر في وثائقي نشره التلفزيون البريطاني وهو قائد ميليشيا تستعد للتمرد على الخرطوم.
“طموحات”
  • في الفيلم الوثائقي الذي صور في ريف دارفور، يظهر دقلو ببزة عسكرية وهو يخفي جزءاً من وجهه، وينفي أي ضلوع له في ارتكاب تجاوزات. إلا أنه غير موقفه بسرعة وفي عام 2013 عُين قائداً لقوة جديدة مؤلفة خصوصاً من ميليشيات سابقة هي “قوات الدعم السريع”.
  • يقول الباحث المتخصص في السودان جيروم توبيانا “يبدو أن البشير كان حذراً إزاء الجيش النظامي وأجهزة الاستخبارات، معتبراً أن الاثنين قد يتحالفان، لذلك أعطى مزيداً من الصلاحيات لقوات الدعم السريع”.
  • حققت هذه القوات عدداً من الانتصارات ضد المجموعات المتمردة في عامي 2014 و2015 لكن منظمة العفو الدولية اتهمتها بارتكاب تجاوزات، وخصوصاً عمليات إعدام واغتصاب. وينفي “حميدتي” هذه الاتهامات.
  • لدى انضمام السودان إلى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن عام 2015، تم نشر قوات الدعم السريع بقيادة دقلو.
  • يقول توبيانا إن ذلك سمح له، إلى جانب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بلقاء مسؤولين إماراتيين وسعوديين وبتقديم نفسه على أنه خلف محتمل للبشير.
  • يقول دبلوماسي غربي إن محمد حمدان دقلو “طموح جداً على الصعيد السياسي. يجب الانتظار ورؤية كيف ستُترجم طموحاته”.
المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع فرنسية