حصار وتجويع.. من المسؤول عن أزمة نازحي مخيم الركبان بسوريا؟

أطفال في مخيم الركبان يطالبون بإنقاذهم

نقلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين ومنظمة أبحاث سورية أن نظام بشار الأسد يتعمد تجويع الآلاف من النازحين السوريين في مخيم الركبان جنوبي البلاد.

يأتي ذلك وسط تجاهل إعلامي ودولي واسع لمأساة النازحين في المخيم. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المواد الغذائية أصبحت بالفعل شحيحة ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وبالتالي تفاقم المعاناة الإنسانية لسكان المخيم.

ويقول موظفو إغاثة سوريون ودبلوماسيون وسكان إن عدد سكان مخيم الركبان الواقع في منطقة صحراوية تحميها الولايات المتحدة في جنوب شرقي سوريا تراجع إلى الربع، حيث إن أكثر من 40 ألف شخص كانوا يعيشون هناك قبل خمسة أشهر بسبب تحركات روسية لوقف الإمدادات.

ماذا يحدث في مخيم الركبان؟
  • وفقًا لتقرير أعدته منظمة إيتانا، وهي منظمة بحثية سورية مقرها في العاصمة الأردنية عمان، فإن هناك كان ما يقرب من 11 ألف نازح داخليًا ما زالوا في مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية.
  • تقرير إيتانا يلقي الضوء على منطقة مخيم الركبان، وهي منطقة غير مأهولة إلى حد كبير في سوريا، ولكن يوجد بها الآلاف من المدنيين تحت رحمة نظام الأسد والميليشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله اللبناني.
  • أوضاع النازحين في مخيم الركبان لا تحظى بالتغطية الإعلامية الكافية إذ يتركز اهتمام الكثير من وسائل الإعلام التي تغطي الحرب في سوريا على المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، حيث يقاتل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فلول تنظيم الدولة، أو على محافظة إدلب شمال غرب سوريا، حيث يخشى هناك من انهيار الهدنة التي توصلت لها روسيا وتركيا.
  • مصدر من داخل المخيم قال: معظم الذين ظلوا في المخيم مطلوبون للنظام السوري ووضعهم الأمني ​​خطير، ولكن نتيجة للجوع والظروف المعيشية البائسة، أصبح أمام الناس خياران: الموت بسبب الجوع أو القتل على يد النظام.
  • الجنرال أليكس غرينكويك، نائب قائد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا، قال إن الأسد رفض السماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة إلى المخيم منذ شهر فبراير/شباط.
مخيم الركبان في سوريا (منصات التواصل)
من المسؤول عن أزمة المخيم؟
  • إيتانا تقول إن الكثيرين في المخيم يلومون الولايات المتحدة والأمم المتحدة بل والأردن أيضًا لعدم تقديمهم المساعدات العاجلة إلى مخيم الركبان.
  • البعض يقول إن الحكومة الأمريكية تتخلى عن سكان المخيم المهددين بالموت جوعًا، رغم أن لديها موقعًا عسكريًا صغيرًا في التنف، على بعد نحو 16 كيلومترا فقط من المخيم.
  • غير أن غرينكويك قال إن النظام السوري هو المسؤول الأول عن الأزمة الإنسانية الجارية في مخيم الركبان.
  • مسؤول بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قال إن الولايات المتحدة “تسعى إلى إيجاد كل وسيلة ممكنة لتوصيل المساعدات إلى مخيم الركبان”.
  • غير أن كولين كلارك، الباحث في مركز صوفان والخبير في مؤسسة راند، انتقد الحكومة الأمريكية معتبرًا أنها تنفض يديها من الأزمة السورية بعد هزيمة تنظيم الدولة، وقال: هذه هي الولايات المتحدة. إذا كنا نرغب حقا في حدوث شيء وضغطنا بالفعل من أجله فيمكننا تحقيقه.
  • أيا كان المسؤول فإن الوضع داخل المخيم شديد البؤس، بحسب منظمة إيتانا، التي أشارت إلى أن آلاف النازحين الموجودين في مخيم الركبان صاروا معرضين لخطر الاعتقال من قبل قوات النظام أو التجنيد في الخدمة العسكرية بدلًا من البقاء في هذه الظروف القاسية.
  • المنظمة نقلت عن مصدر داخل المخيم قوله: سنموت في كلا الحالتين: سواء في هذا المخيم البائس أو على أيدي النظام.
تراجع عدد نازحي المخيم بعد حصار روسي
  • مصير المخيم وسكانه الذين يعيشون قرب قاعدة تديرها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قرب الحدود الأردنية والعراقية، يسلط الضوء على صراع روسيا والولايات المتحدة على النفوذ في المنطقة.
  • أيضًا يكشف نفس استراتيجية سنوات الحصار المرير الذي فرضته موسكو وقوات النظام على المعاقل السابقة لقوات المعارضة من أجل إرغام مقاتلي المعارضة على الاستسلام.
  • معظم سكان المخيم فروا من الغارات الجوية الروسية عندما قصفت موسكو بلدات في صحراء حمص الشرقية قبل عدة سنوات ويقول هؤلاء السكان إن تزايد الجوع والفقر نتيجة منع الإمدادات الغذائية أجبر معظم الناس على الرحيل.
  • موسكو تقول إن واشنطن توفر ملاذًا آمنًا لمقاتلي المعارضة في منطقة فض الاشتباك تلك التي أنشأها البنتاغون على مساحة 55 كيلومترًا والتي تقع خارج نطاق حدود قوات النظام أو القوات الأخرى.
  • القوات الروسية والسورية فرضتا حصارًا على المنطقة بزعم منع المهربين والتجار الذين يمرون عبر نقاط التفتيش من خلال تقديم رشى من توصيل المواد الغذائية الأساسية للمخيم.
  • روسيا أقامت ما أسمته “ممرات إنسانية” تقول إنها تسمح للناس بالعودة إلى ديارهم. ويقول الرجال الذين يعيشون في المخيم إنه في حالة مغادرتهم سيواجهون التجنيد في الجيش أو أسوأ من ذلك.
المصدر : رويترز + فورين بوليسي