حرب اليمن.. من الإصرار على الحسم إلى القبول بالمفاوضات

نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان

أعلن نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، عن ترحيب الرياض بعرض التهدئة الذي أعلن عنه الحوثيون، والنظر إليه بشكل إيجابي.

وأضاف أن هذا الأمر هو ما تسعى إليه المملكة دوما، وترجو أن يطبّق بشكل فعلي.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد طالب طهران بإيقاف دعمها للحوثيين، وقال في الحوار الذي أجرته معه شبكة CBS الأمريكية إنه يأمل أن يؤدي إعلان الحوثيين لوقف إطلاق النار على السعودية إلى حوار سياسي يفضي إلى إنهاء الحرب في اليمن.

ونقلت رويترز أن إن المملكة تدرس بجدية شكلا من أشكال وقف إطلاق النار في محاولة لوقف تصعيد الصراع.

جاءت تلك التصريحات بعد إعلان الحوثيين على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لهم، مهدي المشاط، مبادرة أحادية الجانب تقضي بوقف العمليات الهجومية على السعودية، مطالبين الرياض برد مماثل، وهو الأمر الذي دفع المملكة للرد على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير بأنها ستراقب مدى جدية الحوثيين في تنفيذ مبادرتهم.

تحولات الحرب

بحسب مراقبين فإن التصريحات الرسمية من الجانب السعودي تعكس تحولا جوهريا في مسار الحرب في اليمن، ففي حين كان موقف الرياض هو الإصرار على حسم الحرب والقضاء على الحوثيين من خلال العملية العسكرية التي أطلقتها في 26 مارس/ آذار 2015، غدت ترحب بإجراء حوار مع الحوثيين لإنهاء الحرب في اليمن، وهو الأمر الذي تم قراءته كإعلان استسلام وتنازل عن قرارها.

في حين رأى مراقبون أن الهجمات التي استهدفت منشآت النفط أحدثت نوعا من توازن القوى دفع الرياض لإعادة النظر في قرارها باستمرار الحرب، رأى آخرون أن ذلك التحول كان نتيجة ضغط دولي على الرياض، في المقام الأول.

الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي للجزيرة مباشر:

  • تستجيب السعودية، أكثر من أي وقت مضى، للضغوط الدولية لإجراء حوار مع الحوثيين.
  • من السابق لأوانه الحديث عن حوار مباشر بين الرياض والحوثيين.
  • ما صدر عن نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان قد يمهد إلى إجراء حوار لاحقا.
  • الذهاب نحو الحوثيين يمثل هزيمة حقيقية؛ لأنه يقر بأحقية الحوثيين بالتحاور باسم اليمن.
  • الحوار بين الرياض والحوثيين سوف يلقي بالشرعية خارج المشهد بشكل كلي.
مايك بومبيو وخالد بن سلمان اتفقا على أن الحوار هو السبيل الوحيد للحفاظ على استقرار اليمن
الخروج بماء الوجه

تلقت المملكة ضربات اقتصادية موجعة، هي الأشد منذ إطلاقها العملية العسكرية، كان أهمها استهداف منشأتي نفط لشركة أرامكو في محافظتي بقيق وخريص شرقي المملكة، تسببت بتوقف إنتاج 5 ملايين برميل من النفط، وهي نصف الكمية التي تنتجها المملكة يوميا، فضلا عن عشرات الغارات بالطائرات المسيرة التي استهدفت مطارات سعودية، توقفت على إثرها حركة الملاحة الجوية لفترات مؤقتة، وتسببت بحالة واسعة من القلق على الصعيد الرسمي والشعبي في المملكة.

وكانت رويترز قد نقلت عن دبلوماسي أوربي قوله إن محمد بن سلمان غدا يبحث عن سبيل للخروج من الحرب بماء الوجه.

وبعيدا عن التحليلات التي تتحدث عن عدم صحة ادعاء الحوثيين باستهداف منشآت النفط، وتشير إلى وقوف إيران خلف تلك الهجمات، إلا أن ما هو مؤكد أن تلك الهجمات سوف تستمر عبر إيران، أو عبر أذرعها العسكرية في اليمن والعراق، طالما قررت السعودية الاستمرار في تلك الحرب، وهو الإعلان الذي أطلقه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

خيار غير قابل للتطبيق

تواجه السعودية ضغوطا أمريكية بإجراء حوار مع الحوثيين، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في سبتمبر/ أيلول الماضي أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تدفع السعودية لإجراء محادثات سرية مع قادة الحوثيين في سلطنة عمان، لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في اليمن، وذلك بعد انعدام وجود خيارات عسكرية قابلة للتطبيق أمام التحالف السعودي الإماراتي، وهو التعبير الدبلوماسي الذي يعبر عن فشل العملية العسكرية التي أطلقتها السعودية.

وقالت الخارجية الأميركية إن الوزير مايك بومبيو ونائب وزير الدفاع السعودي ناقشا، في مقر الوزارة في واشنطن، التوتر المتصاعد في المنطقة، وخاصة ملفي إيران والحوثيين في اليمن، واتفقا خلال مباحثاتهما في واشنطن على أن الحوار هو السبيل الوحيد للحفاظ على استقرار اليمن ووحدة أراضيه.

وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى ديفيد شينكر قد صرح في مؤتمر صحفي خلال زيارة قام بها إلى السعودية في 5 سبتمبر/أيلول الماضي، أن واشنطن بالفعل تجري محادثات مع الحوثيين، من أجل الوصول لحل مقبول ينهي النزاع في اليمن.

المحلل العسكري علي الذهب للجزيرة مباشر:

  • كل التحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة تأتي في سياق الإبقاء على الحوثي كقوة قادرة على تشكيل مصدر قلق للسعودية.
  • الإبقاء على الحوثيين قد يولد الصراع الدائم، ما يعني استمرار طلب السعودية للمزيد من الأسلحة والتدريب والدعم اللوجستي مقابل أموال طائلة تدفعها السعودية للولايات المتحدة.
  • في مقابل تمكين الحوثيين، تعمل الإمارات على تحجيم الشرعية، تمهيدا لإنهائها بشكل كلي.
المصدر : الجزيرة مباشر