جريمة بسجون مصر.. تقرير يرصد تعمد تصفية المعتقلين نفسيا

سجون مصر- أرشيفية

أصدرت منصة “نحن نسجل” الحقوقية، اليوم الثلاثاء، بيانًا بعنوان “جريمة في سجون مصر”، يتناول جريمة الحبس الانفرادي في مجمع سجون طره وسجن القناطر في القاهرة.

وصدر البيان بالتزامن مع المراجعة الدورية لملف مصر الخاص بحقوق الإنسان.

وناشدت المنصة الحقوقية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وحلفاء السلطات المصرية الدوليين، بالتدخل لوقف الانتهاكات داخل السجون وإنهاء حالة تغييب القانون واستخدام الحبس الانفرادي كعقوبة انتقامية بحق أصحاب الرأي والسياسيين والحقوقيين في مصر.

أبرز ما جاء في البيان:
تصفية نفسية
  • تستخدم الحكومة المصرية الحبس الانفرادي كنوع من أنواع التصفية النفسية والجسدية بحق عشرات المعارضين وأصحاب الرأي لمدد تصل لأشهر وسنوات.
  • في السنوات الأخيرة ارتفعت وتيرة قيام قطاع السجون في مصر وتحت إشراف جهاز الأمن الوطني “استخبارات داخلية”، بحبس عشرات الأشخاص انفراديًا ولمدد وصلت في بعض الحالات إلى عدة سنوات .
  • ظروف الحبس تأتي بالمخالفة الواضحة والصريحة للتشريعات الدولية وقانون تنظيم السجون المصري 396 لسنة 1956 ولائحته التنفيذية.
  • يعتبر سجن طره شديد الحراسة “992” وشهرته “سجن العقرب”، من أكثر السجون منهجية في استخدام الحبس الانفرادي.
  • يتم وضع النزيل في ظروف صحية ونفسية لا تسفر إلا عن إصابته بأمراض نفسية وعضوية شديدة الخطورة على حياته.
  • يواجه الأشخاص عزلًا تامًا داخل غرف انفرادية شديدة الضيق لا تحتوي على حمام، ويسلم السجين إناء معدنيا “جردل صاج”.
  • أيضًا تحرمهم من التريض والتعرض للشمس، ويقتصر تواصل السجناء فيما بينهم بالطرق على باب الزنزانة أو جدرانها.
الحبس الانفرادي
  • يعتبر الحبس الانفرادي نوعا من أنواع الجزاءات التي تفرض على السجناء الذين يشكلون خطورة وثبت في حقهم مخالفة توجب هذه العقوبة بموجب تحقيق معهم.
  • يأتي إنزال الجزاء بالحبس الانفرادي في المرتبة الخامسة في ترتيب الجزاءات وتدرجها، حيث تبدأ بتوجيه الإنذار وعدم التكرار ثم الحرمان من بعض أو كل الامتيازات المقررة له كسجين مع احتفاظه بموقعه في زنزانته الجماعية.
  • في حالة التكرار، يعاقب بتأخير نقل المسجون إلى درجة أعلى من درجته لمدة 6 أشهر، ومع الإصرار على مخالفة قواعد السجن يعاقب بتنزيل درجته إلى درجة أقل لمدة لا تزيد عن 6 أشهر.
  • تأتي في المرتبة السادسة والأخيرة في جدول الجزاءات أقسى عقوبة بإيداع السجين معتاد مخالفة القواعد في زنزانة خاصة شديدة الحراسة لمدة 6 أشهر، ولم ينص القانون على أنها انفرادية.
  • القانون استثنى من هم دون 18 عامًا ومن تجاوزت أعمارهم الـ 60 من هذه العقوبة.
النظام المصري يتعمد تصفية المعتقلين السياسيين نفسيًا (الجزيرة)
قانون تنظيم السجون
  • كانت السلطات المصرية قد أدخلت تعديلات على قانون تنظيم السجون بالقانون رقم 106 لسنة 2015 تقضي برفع مدة الجزاء بالحبس الانفرادي من 15 يومًا إلى 30 يومًا.
من حيث الأسباب التي تسوق السجين أو المحبوس احتياطيا للحبس الانفرادي:
  • السلطات المصرية تطبق الحبس الانفرادي كعقوبة خارج إطار القانون في حق عشرات الأشخاص منذ اللحظات الأولى لإيداعهم في السجن.

  • الناشطة الحقوقية عائشة خيرت الشاطر أتمت أكثر من 370 يومًا وهي تعاني من الحبس الانفرادي، في ظل ظروف غير إنسانية داخل سجن القناطر للنساء.
  • هذا تسبب في تدهور حالتها الصحية وسبق أن تم نقلها في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2019 للمستشفى بعد إضرابها عن الطعام، كما أنها نُقلت بسيارة إسعاف إلى مقر النيابة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
من حيث مدد الجزاء بموجب القانون:
  • السلطات تجاوزتها بحيث تخطت أشهر وسنوات وليس ببعيد عنا حالة الدكتور محمد مرسي الرئيس المصري السابق الذي توفي في 17 يونيو/حزيران 2019، عن عمر يناهز 68 عامًا.
  • مرسي توفي نتيجة الإهمال الطبي وإيداعه في الحبس الانفرادي لمدة 6 سنوات حُرم خلالها من الزيارة والعلاج والتحدث مع الغير ولم يسمح له بإحضار نسخة من القرآن الكريم وكذلك أدوات الكتابة كالأوراق والأقلام.
  • في سجن طره أيضًا يقبع المحامي والمرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو إسماعيل، 58 عامًا، في الحبس الانفرادي منذ اعتقاله في 5 يوليو/تموز 2013.
من حيث المرحلة العمرية:
  • عدد كبير ممن واجهوا الحبس الانفرادي في سن الـ 60 عامًا، فإضافة إلى مرسي وأبو إسماعيل، ظل عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، قيد الحبس الانفرادي لمدة تجاوزت العام داخل سجن مزرعة طره.
  • أبو الفتوح، 68 عاما، يعاني جراء هذه الظروف القاسية، من تدهور حاد في حالته الصحية.
  • كان أبو الفتوح قد اعتقل من منزله في 14 فبراير/شباط 2018،  عقب عودته من بريطانيا وظهوره على شاشة تلفزيونية دعا فيها السلطات لإجراء إصلاحات سياسية.
  • كذلك حال رئيس مجلس الشعب السابق محمد سعد الكتاتني، 67 عامًا، منذ اعتقاله في 3 يوليو/تموز 2013.
  • أيضًا أمين عبدالحميد الصيرفي، السكرتير الخاص للرئيس محمد مرسي، حيث يعاني من الحبس الانفرادي منذ 6 سنوات داخل سجن العقرب بعد أن تم اعتقاله من داخل القصر الرئاسي بتاريخ 3 يوليو/تموز 2013.
  • كذلك مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير معصوم مرزوق، 74 عامًا، الذي اعتقل في 23 أغسطس/آب 2018، على خلفية إعلانه عن مبادرة لمصالحة وطنية في مصر، أيضًا يحيى القزاز أحد رموز التيار المدني، ورائد سلامة وكيل مؤسسي حزب التيار الشعبي.
  • أيضا رئيس أركان الجيش المصري السابق الفريق سامي عنان الذي يقبع في الحبس الانفرادي داخل مقر عسكري غير معلوم منذ اعتقاله في 23 يناير/كانون الثاني 2018 على خلفية إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية التي تمت بتاريخ 26 مارس/آذار 2018 في ظل أجواء غير نزيهة وعملية صورية محسوم فيها الفائز قبل إجرائها في الأساس.
  • كثيرًا من هؤلاء تجاوزوا سن الـ 65 وليس الـ 60 عامًا كما نص قانون تنظيم السجون، ولكنهم يواجهون الحبس الانفرادي وسلسلة مركبة من الانتهاكات تجعلهم عرضة لخطر الموت في أي لحظة كما حدث مع الرئيس مرسي وعشرات الأشخاص الآخرين داخل مقرات الاحتجاز غير الإنسانية.
المصدر : الجزيرة مباشر