تيريزا ماي تخسر الغالبية المطلقة وتواجه ضغوطا بالاستقالة

زعيم حزب العمال جيريمي كوربن يحتفي بالنتيجة ويطالب ماي "بالرحيل"

تواجه تيريزا ماي ضغوطا للاستقالة غداة الانتخابات التي خسر فيها حزبها المحافظ الغالبية المطلقة في البرلمان في نتيجة مدوية تلقي بالغموض على البلاد قبيل بدء مفاوضات بريكست.

وتشكل النتيجة فشلا شخصيا لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي دعت إلى الانتخابات المبكرة أملا في تعزيز غالبيتها في البرلمان وإطلاق يدها في مفاوضات “بريكست”.

وكشفت النتائج شبه النهائية أن المحافظين في الطليعة لكنهم خسروا نحو 12 مقعدا بينما فازت المعارضة العمالية بنحو ثلاثين مقعدا، وهذا معناه ان المحافظين لم يعد بإمكانهم الاحتفاظ بالأغلبية المطلقة.

وكانت ماي تتمتع بغالبية من 17 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته وتأمل الحصول على تفويض أكبر حتى تخوض مفاوضات بريكست “متشدد” مع الاتحاد الأوربي اعتبارا من 19 يونيو / حزيران، بعد عام على الاستفتاء الذي قضى بخروج البلاد من التكتل.

لكن حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن الذي قاد حملة وصفت بأنها ناجحة أحبط خطط ماي، وسارع كوربن الذي انتخب بغالبية كبرى في دائرته آيلنغتون (شمال لندن) إلى مطالبة ماي بالاستقالة.

وقال كوربن متوجها الى ناخبيه في وقت مبكر الجمعة “لقد خسرت ماي مقاعد عائدة إلى المحافظين وخسرت الدعم والثقة، هذا كاف من أجل أن ترحل وتفسح المجال لحكومة تُمثّل حقاً” البريطانيين.

وحتى في صفوف المحافظين، اعتبرت الوزيرة السابقة آن سوبري أن على ماي التفكير في الاستقالة مضيفة إنها “في وضع صعب للغاية”.

لكن ماي التي أعيد انتخابها في دائرتها في ميدنهيد (غرب) اكتفت بالتعليق ان حزبها “سيضمن الاستقرار في البلاد … أيا تكن النتائج”.

وبات على المحافظين تشكيل تحالف حكومي مع حزب آخر كالوحدويين الإيرلنديين أو الاكتفاء بتشكيل حكومة أقلية، وفي الحالتين فإن المفاوضات ستستمر أسابيع عدة ما قد يوجّه ضربة قاسية إلى الجدول الزمني لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.

وفي اليسار، مني الانفصاليون الاسكتلنديون بخسائر فادحة وانتقلوا من 54 مقعدا إلى 34، بحسب النتائج شبه النهائية، كما هزم المسؤول الثاني في الحزب آنغوس روبرتسون وزعيمهم السابق أليكس سالموند في معقليهما.

أما الليبراليون الديموقراطيون المؤيدون للاتحاد الأوربي فكسبوا 4 مقاعد، بحسب هذه النتائج، وكانوا حذروا مساء الخميس من أنه “لن يكون هناك تحالفات أو اتفاقات” مع أحزاب أخرى”.

وخسر حزب (يوكيب ) المعادي لأوربا مقعده الوحيد.

وكانت ماي دعت إلى الانتخابات التشريعية المبكرة في أبريل/نيسان على أمل كسب تفويض أكبر معولة على استطلاعات الرأي التي أعطت حزبها تقدما بـ20 نقطة على العماليين.

إلا أن كوربن خاض حملة نشطة كثف خلالها اللقاءات مع الناخبين، مستغلا أخطاء ارتكبتها ماي، خصوصا حول الضمان الاجتماعي.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع فرنسية