تويتر يقر بانتهاك خصوصية المستخدمين لأغراض إعلانية

تويتر تنتهك خصوصية المستخدمين لأغراض إعلانية

يتعهد موقع تويتر ألا يمس خصوصية مستخدمي منصته نظريا، لكنه قام في الآونة الأخيرة بانتهاك خطير، وهو مشاركة أرقام هواتف مستخدمين وبريدهم الإلكتروني مع شركات تجارية ربحية دون إذن.

حسابات المستخدمين
  • في بند السلامة والأمان على صفحة مركز المساعدة الخاص في موقع تويتر، يوجد السؤال التالي “هل سيتم عرض عنوان بريدي الإلكتروني أو رقم هاتفي بشكل عام على تويتر”؟
  • الجوابه في نفس الصفحة هو “لا، لا يتم عرض عنوان بريدك الإلكترونيّ أو رقم هاتفك بشكل عام على تويتر، حتى إذا قمت بتمكين الإعداد المسؤول عن السماح للآخرين بالعثور عليك عن طريق عنوان البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف”.
  • رغم هذا قام تويتر في الآونة الأخيرة بانتهاك خطير لهذا التعهد، يتمثل في مشاركة أرقام هواتف المستخدمين وبريدهم الإلكتروني مع شركات إعلانات تجارية ربحية بدون الحصول على إذن من المستخدمين.
إقرار بالانتهاك
  • تويتر أقر فعليا يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري على الحساب الرسمي لمركز المساعدة الخاصة به بأن أرقام هواتف المستخدمين وعناوين بريدهم الإلكتروني التي تجمعها لأغراض أمنية، قد تم استخدامها في الأغراض الإعلانية.
  • حدث الأمر قبل 17 سبتمبر/ أيلول الماضي ولكن لم يعلم تاريخ بدايته على وجه التحديد، وادعى تويتر حدوث الانتهاك عن غير عمد، ووصف الأمر بأنه “حادث”.
  • أكدت شركة تويتر أنها لا تعلم على وجه اليقين عدد الأشخاص الذين تأثروا بهذه الحادث، ولكنها ارتأت من باب الشفافية أن تجعل الجميع على دراية بالأمر.
  • مركز المساعدة الخاص بتويتر قال إنهم اكتشفوا استخدام البيانات عن غير قصد في الأغراض الإعلانية، وتحديدا في نظام إعلان “الجمهور المخصص” ونظام إعلان “الجمهور الشريك”.
  • مركز المساعدة أوضح “الجمهور المخصص هو إصدار من منتج متوافق مع معايير الصناعة يتيح للمعلنين توجيه الإعلانات إلى العملاء حسب قوائم التسويق لدى المعلن” (مثل عناوين البريد الإلكتروني أو أرقام الهاتف التي يجمعها المعلن).
  • الجمهور الشريك يتيح للمعلنين استخدام نفس ميزات الجمهور المخصص في توجيه الإعلانات إلى الجماهير التي يقدمها الشركاء من جهات خارجية.
  • مركز المساعدة: عالجنا المشكلة بحلول 17 سبتمبر، ولن نعود إلى استخدام أرقام هواتف المستخدمين أو عناوين بريدهم الإلكتروني التي تم جمعها لأغراض السلامة والأمان في الأغراض الإعلانية.
  • مركز المساعدة: لا توجد بيانات شخصية تمت مشاركتها مع أي من شركائنا أو أي طرف ثالث، ونأسف لحدوث ذلك، ونعمل على اتخاذ خطوات للتأكد من أننا لن نرتكب خطأً من هذا القبيل مرة أخرى.
انتقادات
  • انتقادات عديدة وجهت لموقع تويتر على نطاق واسع بعد اكتشاف الحادثة، بسبب خرقه الواضح لخصوصية المستخدمين، خاصة وأن الأمر حدث من خلال سيناريو كان من المفترض أن يهدف إلى تعزيز أمان المستخدم وليس انتهاكه.
  • تأخر تويتر في الكشف عن المعلومات الخاصة بهذا الانتهاك لفترة ناهزت شهرا على الأقل أثارت مخاوف المستخدمين وكذلك خبراء أمن المعلومات على حد سواء.
  • العديد من النقاد قارنوا الحادث بقضية انتهاك فيسبوك لخصوصية بيانات مستخدميه، والتي تسببت في تغريم “المفوضية الفيدرالية الأمريكية للتجارة” لشركة فيسبوك مبلغا قدره 5 مليارات دولار.
  • كانت المفوضية قد وصلت لتسوية مع شركة فيسبوك على خلفية انتهاكها خصوصية بيانات 87 مليون مستخدم بمشاركتها مع شركة الاستشارات السياسية البريطانية وتجميع البيانات شركة (كامبريدج أناليتيكا).
  • أكد دوني أوسوليفان المحرر المتخصص في تغطية أخبار السياسة والتكنولوجيا والتضليل في (سي إن إن) في تغريدة على أن هذا هو نفس خطأ فيسبوك الذي كان سببا من أسباب رفع المفوضية الفيدرالية للتجارة شكوى ضد الشركة.
  • مزودو التكنولوجيا الآخرون انتقدوا كذلك تويتر، وقالوا إن العديد من الشركات الأخرى تستخدم نفس طريقة المصادقة ثنائية العوامل ولكنهم لم يفعلوا مثل ما فعل تويتر.
منصات التواصل الاجتماعي تتعرض لمزيد من الانتقادات بسبب انتهاك خصوصية المستخدمين
نقد ونصائح
  • شركة فايرفوكس اقتبست تغريدة مركز المساعدة الخاص بتويتر، وألمحت في نصيحة لها ضرورة أن ينتهج كل مزودي التكنولوجيا الآخرين نفس نهج تعهدها الخاص بحماية بيانات المستخدمين، والتي ترفع فيه شعاراتها الثلاثة.
  • شعارات فايرفوكس هي “خذ أقل” أي أقل معلومات ممكنة و”احتفظ بها آمنة” أي إنهم بذل جهد كبير لحماية بيانات المستخدمين الشخصية و”لا أسرار” أي سيعرف المستخدم دائما مكانه من الشركة فهي لا تخفي عنه شيئا.
  • انتقد ماثيو جرين الأستاذ المشارك في جامعة جون هوبكنز وخبير التشفير تويتر انتقادا شديد اللهجة في سلسلة تغريدات يوم الأربعاء الماضي، وقال ساخرا “إن مثل هذه الأشياء تحدث”. ثم أكد أنه حتى وإن كان الأمر غير متعمد فلابد من أن تكون الشركة أمينة وصادقة وأن تعترف بأن بيعها الإعلانات أهم عندها من نيل ثقة المستخدمين وتأمين قاعدة بياناتهم.
  • قال المطور التكنولوجي كان دوروك “يثبت مرارا وتكرارا أن البيانات تكون غير آمنة إذا وضعت في أيدي شركات التكنولوجيا التي تعهدت بحمايتها”.
  • بعض خبراء أمن المعلومات أكدوا على حدوث الضرر فعليا على المستخدمين، وذلك في معرض تعليقهم على تصريح شركة تويتر بأنها عالجت الخطأ، وذلك بسبب اعتماد مثل تلك الشركات المفرط على أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني مع ما يواجه هذا النوع من المعلومات من المخاطر.
ليست أول الانتهاكات
  • في مايو/ أيار 2018. أعلنت شركة تويتر أنها قامت بشكل خاطئ بتخزين بعض كلمات مرور المستخدمين دون حماية في نص عادي في نظام تسجيل داخلي، وهو الأمر الذي كان خطأ كبيرا بسبب تعلقه بالتعامل مع جزء مهم من بيانات المستخدمين.
  • من الناحية السياسية، هناك شكاوى متكررة في البلاد العربية بحدوث انتهاكات لحرية التعبير وحذف حسابات لمعارضين وحذف وسوم معارضة، إضافة لاختراق بيانات الكثير من المستخدمين المعارضين على خلفية تواجد مكتب الشركة الإقليمي في مدينة دبي الإماراتية، والاتهامات المستمرة الموجهة للإمارات بالتدخل في سياسات تويتر.
  • السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيمر أمر تلك الانتهاكات مع الاكتفاء بتوجيه انتقادات فقط؟ أم ستتجه بعض المؤسسات المعنية أو مستخدمو تويتر لرفع قضايا ضد المنصة العالمية على غرار ما حدث لشركة فيسبوك؟
المصدر : الجزيرة مباشر