تفجيرات فرنسا النووية تجدد الدعوات لمحاسبتها على ماضيها الاستعماري في الجزائر

في ذكرى تجارب نووية.. دعوات لمحاسبة فرنسا على ماضيها الاستعماري

أحيا الجزائريون ذكرى التفجيرات النووية لفرنسا في الجزائر، التي كانت لأول مرة سنة 1960في منطقة رقان بالجنوب الغربي الجزائري فيما يسمى بقنبلة “اليربوع الأزرق”.

تأتي هذه الذكرى كل عام على وقع المطالبات بفتح ملف تعويض الضحايا ومحاسبة فرنسا الاستعمارية على جرائمها في الجزائر.

وأحيت السلطات الرسمية في الجزائر الذكرى دون أي حديث إعلامي في الموضوع حيث تنقل كل من وزير المجاهدين ووزيرة التضامن في المنطقة.

وأثرت تجارب “اليربوع الأزرق” على سكان المنطقة، وحسب تقرير، صدر قبل عام بلغ عدد الذين تعرضوا للإشعاع النووي، أكثر 42 ألف شخص بين مدنيين وعسكريين من سنة 60 وحتى سنة 66.

ولا يزال الكثير من المواليد الجدد في المنطقة، يولدون بعيوب خلقية وأمراض.

 تجارب فرنسا النووية

 كانت فرنسا أجرت تجارب نووية، في الصحراء الجزائرية بين 1960 و1966 لتعزيز قدراتها النووية، وتمكنت بها من دخول نادي الدول النووية بعد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا.

ووقع الاختيار على الصحراء الجزائرية القريبة نسبيا والتي كانت آنذاك تُشكل جزءا من فرنسا ما وراء البحار، وتم اختيار منطقة “رقان” التي تقع في ولاية بشار وتبعد نحو 1500 كلم جنوب غرب العاصمة الجزائر، وبدأ إقامةِ مضمار للتجارب في نوفمبر/تشرين الثاني 1957.

سميت التجربة النووية الفرنسية الأولى في الجزائر باسم “اليربوع الأزرق” وجرت في 13 فبراير/شباط 1960، تحت إشراف مباشر من الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول، وبلغت شدةُ التفجير الذي أُجري على سطح الأرض خمسة أضعاف التفجير الناتج عن قنبلة هيروشيما.

تقول رواياتٌ تاريخية إنَّ خبراء إسرائيليين حضروا التجارب وربما شاركوا في الإعداد لها وإن كانت الرواية الرسمية الفرنسية تُكذب ذلك، كما لا توجد وثائق تُؤكد هذا الأمر.

بعد هذه التجربة الأولى، أجريت في الأشهر التالية ثلاث تجارب أخرى سُميت كذلك “اليرابيع” ورغم النجاح المطلق للتجربة، فإن فرنسا كانت لا تزال متأخرة عن القوى الكبرى.

وكانت فرنسا تسابق الزمن قبل التوقيع على معاهدة الحد من التجارب النووية، كما كانت بوادرُ استقلال الجزائر تهدد استمرار البرنامج النووي الفرنسي.

وفي ضوء هذه المعطيات، عمل ديغول على تسريع وتيرة البرنامج خاصة منذ 1961، إذ تم في نوفمبر/تشرين الثاني إجراء أول تجربة نووية تحت الأرض في منطقة “عين إكَّرْ” إلى الجنوب من رقان.

وبين ذلك التاريخ وفبراير/شباط 1966 أُجريت 13 تجربة نووية، وقد اعترفت فرنسا بأربع تجارب في منطقة رقان بولاية بشار و13 في عين إكّرْ بولاية تمنراست جنوب الجزائر.

لكن الباحث وأستاذ الفيزياء والكيمياء النووية في جامعة وهران كاظم العبودي، مؤلف كتاب (يرابيع رقان) أفاد بأن فرنسا أجرت 57 تجربة نووية بالجزائر، وأن المنطقة الصفرية بين تفجير وآخر كانت مسافتها أقل من 150 كلم، ما جعل الجو مشبعا بالإشعاع النووي.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي